مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دولية

يا الله لأطفال سوريا والعراق واليمن!!

إنّ هذه المشاهد المروعة للأطفال وهم يسحبون من تحت أنقاض المباني، دماؤهم تسيل، وأعضاؤهم تمزق، وأرواحهم تزهق.
لا يمكن أن نعبّر عن جروح قلوبنا نحن الذين نرى هذه المناظر المفزعة، ولا عن مشاعرنا الحزينة أشد الحزن، وأنكاه وأدماه.
لاشك أنّ العالم يشهد بعض ما نشاهده مما تقشعر منه الأبدان، وتتقطع القلوب، وتفيض العيون دموعا، ولكن أين ضمائر الإنسانية، أين تظاهرهم، واحتجاجهم، وقد احتجوا في باريس دولا وشعوبا وتداعوا مندّدين بما جرى من قتل أبرياء، والعدوان على أرواح، ونحن أسفنا معهم وشعرنا بالحزن لأنهم أعضاء من الإنسانية لهم كرامتهم المحترمة، التي لا يجوز العدوان عليها.
هل هؤلاء الأطفال ليسوا بشرا؟ هل هم أقل من الحيوانات التي يحتج الناس إذا ما اعتدي عليها؟
ما الذي أصاب هؤلاء القتلة من بوتن والأسد؟ هل الميليشيات الشيعية وغيرها فقدت إيمانها: وتوحشت، وتستعمل آل البيت ذريعة لقتل المسلمين، هل يستنكرون قتلة الإمام الحسين ويبيحون قتل غيره من المسلمين الأبرياء من دم الحسين؟ إن هذا لمنكر فعلوه، فلماذا لا ينكر أئمة الشيعة ومراجعهم هذا الذي يحدث أم هم يأمرون به؟
يبدو أن العالم الغربي والشرقي والشمالي والجنوبي فقد إنسانيته كما قال ابن خلدون: “من فقد دينه وخلقه فقَدْ فقد إنسانيته”.
شرد الأطفال الذين بقوا على الحياة، ودمرت مدارسهم كما دمرت المستشفيات التي يمكن أن تعالج جرحاهم ومرضاهم.
إنهم مرعبون، فزعون، جائعون، هائمون، فقدوا أمهاتهم وآبائهم، وهاموا في الأرض، المزروعة بالألغام، فهذا تدمر عليه داره التي تأويه، وذاك تدوسه الدبابة تطحن جسمه، وتمزق أوصاله وترحيه، وذاك يتعرض لوحش من وحوش الميليشيات العطشى للدماء، فيا لله لأطفال سوريا والعراق واليمن!!
أين الشعوب الإسلامية في أقطار الأرض؟ لعلنا لا نلوم غير المسلمين لأنهم يهتمون بمصالحهم فوق كل شيء آخر، وفي مقدمتها المصالح المادية، أما الإنسانية فعرض عارض، وأمرها مشي أيام المصالح والسيطرة، والتوسع الإمبراطوري. فهذه حاملات الطائرات في البحر تلقى بسواحل سوريا، وهذه صواريخ مدمرة، وهذه براميل متفجرة تسلط على حلب لقهر شعبها، وقتله حصارا وجوعا وتدميرا، فيا لله لشعب سوريا الأعزل!! ويا الله لشعب حلب!! الثابتة المدافعة عن كرامتها وإبائها عن أن تذل، وتركع، إنه ثبات وأي ثبات، وصبر وأي صبر، ودفاع وأي دفاع.
يكتفي الأمريكان بالإدانة، وإصدار القوانين، والعقوبات، والتلاعب بالتصريحات كما فعل وزير خارجيتها الذي يقرر وحده، ويصرح بقراره، صارفا النظر عن أصحاب الشأن من اليمنيين، تصريحات تائهة فقاعية.
إن بوتين الإمبراطوري سيهزم كما هزم قبله الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، وأن سوريا ليست قروزني الشيشانية التي دمرها، وأهلك سكانها بطريقة بشعة تمثل جرائم حرب في القرن الواحد والعشرين أكثر إجراما، ووحشية مما حدث في الحرب العالمية الثانية.
لم يبق لنا نحن الصحافيين إلا أن نستغيث بالله أن ينقذ هؤلاء الأطفال والشيوخ والنساء مما هم فيه من البلاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى