الحدثبياناتتصريحاتردودمواقف الجمعيةمواقف دينية
نداء إلى الأمة…

في ظل التحديات التي يمر بها وطننا الجزائر على العديد من الأصعدة؛ حيث الأخطار التي تهدد الوحدة الوطنية، إلى جانب المساس بقيم الأسرة الجزائرية وثوابت المدرسة الجزائرية الأصيلة.
ووفاء منها لمبادئها وشعوراً منها بمسؤولياتها ،وإدراكاً منها للمخاطر التي تهدد الدولة والمجتمع، فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين توجه هذه النداء إلى الأمة الجزائرية، بكل أطيافها وأبنائها المخلصين، كل من موقعه مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته …” رواه البخاري.
فيما يتعلق بالمخاطر التي تهدد الوطن: فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين -وعياً منها- بما تتعرض له بلادنا من تهديدات، وما يحاك ضدها من دسائس تمس وحدتها واستقرارها وأمنها، تدعو إلى الوقوف صفاً واحداً أمام هذه المخاطر المحدقة بها، كما تدعو كل أبناء شعبنا إلى اليقظة والالتفاف حول المشترك الوطني، وإفشال كل محاولات التفرقة مهما كان مصدرها، وترى الجمعية أن من الأولويات في هذه المرحلة تقوية الصف الداخلي وتمتين النسيج المجتمعي، بالوقوف مع القوى اليقظة الحية في البلاد، دفاعاً عن الأمة.
ـ فيما يتعلق بالأسرة :
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تقف ضد جميع ما يهدد وجود الأسرة الجزائرية المسلمة وتماسكها، وتجدد رفضها لما تضمنته اتفاقية سيداو؛ لما فيه من مصادمة لنصوص الشريعة وإفساد للفطرة الإنسانية النقية. وتهيب برئيس الجمهورية القاضي الأول وحامي الدستور أن يحمي المجتمع والأسرة من الأفكار الدخيلة والمشاريع الهدامة.
تدعو الجمعية إلى حوار مجتمعي موسّع في الأمور القابلة للاجتهاد، يشارك فيه فقهاء وعلماء الأمة المتخصصون، وكل القوى الفاعلة في الساحة الوطنية.
ـ فيما يتعلق بالمنظومة التربوية:
تدعو الجمعية جميع القائمين، والفاعلين، والشركاء، في قطاع التربية والتعليم إلى تحمل المسؤولية وزيادة اليقظة في معالجة ملف الإصلاحات التربوية بإشراك كفاءات القطاع.
ترفض الجمعية محاولة طمس شخصية أبنائنا وأجيالنا الصاعدة وتغريبهم، بتجاوز القيم الأصيلة، وخلخلة بنيانهم العقدي والقيمي، لصالح لغة وثقافة وقيم أجنبية دخيلة.
تدعو الجمعية إلى إحلال اللغة العربية، والتربية الإسلامية، وتاريخ الجزائر، المحلّ اللائق بها، في المناهج والمقررات، مما يعزز انتماء أبنائنا ويجعلهم متمسكين بشخصيتهم الوطنية الأصيلة.
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تهيب بكل القوى الحية، وشرفاء الأمة أن يقفوا وقفة صادقة دفاعا عن مقومات أمتهم، ورفضا لمخططات مشاريع الاستعمار الثقافي والفكري الجديد.
وإذ تتقدم الجمعية بهذا النداء، فإنها تدعو إلى مطاردة اليأس المخيم، والاستيقان بوعود الله تعالى… لأنها تعلم أن الأمة الجزائرية قادرة على تجاوز المخاطر المختلفة، وتحقيق الانسجام الوطني المؤسس على قيم المجتمع الجزائري الأصيلة، طالما كانت الأمة متمسكة بدينهم المُلهم لبيان أول نوفمبر.
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ…﴾[آل عمران110]
ع/ المكتب الوطني