مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دوليةقضايا الأمـــة

إنتاج”الإسلاموفويا”في أوروبا..! بقلم الشيخ كمال أبو سنة

 

أبو سنة الشيخ كمال أبو سنة

  يخطئ من يظن أن الغرب “ديمقراطي” مع غير بني جنسه وعقيدته، وإنما ينطلق في تعامله مع الآخر من مبدأ الحفاظ على مصالحه ليس إلا..!

  فإذا أحس الغرب أن مصالحه مهددة كفر بكل المبادئ التي ادعى أنه مؤمن بها، وفي هذه اللحظة يسقط القناع الذي ستر حقيقة وجهه البشع..!

  هناك قاعدة قرآنية بينت الوجه الحقيقي لليهود والنصارى، وأظهرت ما تخفي صدورهم من مشاعر نفسية سيئة تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه أتباعه، وكل معاملة تعاكس هذه القاعدة القرآنية علتها أن “المصلحة” التي يعبدونها من دون الله هي التي تحملهم على مخالفة الطبيعة إلى حين..!

  قال تعالى في محكم التنزيل:{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }[البقرة:120].

   قال الإمام محمد بن جرير الطبري-رحمه الله- في تفسيره: وليست اليهود، يا محمد، ولا النصارى براضية عنك أبدا، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق …”[تفسير الطبري:2/563].

  كثير من الأحداث المعاصرة أكدت هذه “القاعدة”، والأحداث الأخيرة في فرنسا أبانت الوجه الحقيقي للجمهورية الفرنسية العلمانية التي تقدس “الحرية والأخوة والمساواة” وهذه الثلاثية هي شعار الثورة الفرنسية التي قامت من أجل الإطاحة بالجبرية الملكية التي قسمت المجتمع إلى أسياد وعبيد..!

  إن ردود الأفعال الفرنسية الرسمية وبعض الجهات الشعبية، خاصة اليمنية المتطرفة، الخطيرة بعد الهجمات التي راح ضحيتها مواطنون فرنسيون، منهم بعض المسلمين، باسم مواجهة “الإرهاب” لم يشرب من كأس حنظلها إلا المسلمون الفرنسيون وغير الفرنسيين من الجالية العربية والإسلامية، اعتداء وتضيقا وتشويها، وكأن “الإرهاب” صناعة ” إسلامية محضة، رغم أن عمليات “إرهابية” كبيرة سجلها التاريخ القديم والحديث من تنفيذ “غربيين” لم توصف بـ“الإرهاب” ولم يُنعت أصحابها بـ”الإرهابيين”، ولكن عين السخط الغربية لا تبدي المساوئ فقط، وإنما تساهم في صناعتها وتكبيرها حتى تصبح بعد التزوير حقيقة مُسلَّمة للعيان..!

  إن ظاهرة “الإسلاموفوبيا” هي الرهان الرابح الذي سيستثمر فيه خصوم الإسلام من يهود ونصارى وملحدين في أوروبا ليضيقوا الخناق على المسلمين الذين زاد عددهم وتأثيرهم فيها حتى أن أحد أشهر الروائيين الفرنسيين وهو “ميشيل ويلبيك” كتب رواية بعنوان“الخضوع” حذر فيها من تحول فرنسا إلى جمهورية يحكمها زعيم مسلم سنة 2022، فتصبح دولة مسلمة تختفي فيها مظاهر الهوية العلمانية الفرنسية، مقابل انتشار الحجاب، وتدريس القرآن في المدارس والجامعات وغيرها من المظاهر الإسلامية…ولعل هذه المخاوف المتصاعدة هي التي مكنت الجبهة الوطنية المناهضة للهجرة من تحقيق نصر تاريخي بانتخابات عامة (للبرلمان الأوروبي)..!

  هناك محاولة واضحة لتشويه الوجه الحسن للإسلام والمسلمين في أوروبا بعد تراجع الدعم الأوروبي، خاصة الشعبي، للكيان الصهيوني مقابل التعاطف مع الشعب الفلسطيني أظهرته إحصائيات أجرتها بعض المراكز المحترمة منذ سنتين، وليس غريبا أن نسمع بين الحين والآخر عن عمليات “إرهابية” في أوروبا أبطالها بعض المحسوبين على الإسلام والمسلمين، ومُخْرجها الحقيقي عليه علامات الاستفهام.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى