غير مصنف
قراءة في العدد الأول من(النشّرة الداخلية) للكشافة الإسلامية الجزائرية لسنة 1946
![](https://oulama.dz/wp-content/uploads/2013/04/bouras.png)
![bouras](http://www.oulama.dz/wp-content/uploads/2013/04/bouras.png)
قراءة في العدد الأول من(النشّرة الداخلية)
للكشافة الإسلامية الجزائرية لسنة 1946
فوزي مصمودي
باحث في التاريخ
مما لا شك فيه أن المؤرّخ لمسار أي حركة أو منظمة أو دولة، يعتمد بالدرجة الأولى على ما في أرشيفها من وثائق وإصدارات مختلفة، تكون له مصدرا مباشرا لتناول تاريخها ورصد فعالياتها وإسهاماتها المختلفة.
وإن المتتبع لتاريخ الحركة الكشفية الجزائرية منذ نشأتها خلال ثلاثينيات القرن الماضي على يد القائد محمد بوراس – رحمه الله – وغيره من القادة الأفذاذ، يدرك أنّها اعتمدت بالدرجة الأولى على الجانب التطبيقي والتدريب الميداني، لأنها كانت تسابق الزمن وتصارع الظروف من أجل بلوغ غاية واحدة وهي إعداد جيل قادر على تحمّل مسؤولية تحرير البلاد وطرد المعتدين.
وبمقابل ذلك لم تُعن كثيرا بالجانب التوثيقي، حيث أغفلت مجال المنشورات والمطبوعات والمنابر الإعلامية كالجرائد والمجلات إلا النّزر اليسير، مما جعل مؤرّخي الحركة الكشفية في بلادنا في حيرة من أمرهم، جرّاء شحّ المصادر التي تتناول هذا الرّافد من الحركة الوطنية والإصلاحية.
وربما يعود ذلك إلى عوامل عديدة أبرزها:
-انتشار الأميّة في أوساط المجتمع الجزائري بفعل سياسة الفرنسَة والتجهيل التي كرّسها الاحتلال.
-ضعف الموارد المالية للحركة الكشفية الجزائرية مقارنة بنظيرتها الكشافة الفرنسية بالجزائر.
-مطاردة إدارة الإحتلال لقادة الكشافة الإسلامية، وترصّد تحرّكاتهم التي كانت تعتبرها تهدّد مصالحها ووجودها بالجزائر.
– محاربة هذه الإدارة للحرف العربي، ولكل ما يرمز للحركة الوطنية الجزائرية ويؤكد ثوابتها القارّة.
-انتشار الفقر وعدم قدرة الفئة المتنوّرة والنّخبة المتعلمة على تسديد اشتراكاتها في الجرائد والمجلاّت العربية، التي كانت تعاني نقصا شديدا في مصادرها المالية، مما أدى بها في أحايين كثيرة الى الإفلاس، ومن ثم التوقف عن الصدور.
وبالرغم من ذلك فقد ظهرت قبل الثورة التحريرية وباحتشام بعض العناوين الإعلامية الورقية الصادرة عن الكشافة الاسلامية الجزائرية، والتي لم تصمد أمام عوادي الزّمن، على غرار نشرية lebultins في بداية الخمسينيات وجريدةla voix des jeunes (صوت الشباب) التي صدر العدد الأول منها في أفريل 1952، وبعد الثورة أصدرت (الشباب الجزائري) عام 1960 وهي مجلة تُعنى بتربية وتكوين الشباب، وقد صدر منها (11 عددا)…كما كانت الكشافة تستغل جرائد الحركة الوطنية والاصلاحية الصادرة آنذاك، على غرار جريدة المنار لمحمود بوزوزو، وصحف جمعية العلماء المسلمين، وصحف أبي اليقظان، والاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وحركة انتصار الحريات الديمقراطية (حزب الشعب) وغيرها…