مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
الملتقيات والندواتنشاطات الجمعية

ملقتى جمعية العلماء المسلميين الجزائريين في ولاية بشار/متابعة الأستاذ قدور قرناش.

BECHARاحتضنت دار الثقافة بولاية بشار صبيحة يوم السبت 15 صفر 1434 هـ الموافق لـ 29/12/2012 بداية من الساعة التاسعة والنصف صباحًا فعاليات الملتقى الولائي الأول لشعبة جمعية العلماء ببشار بإشراف مديرية الثقافة وتحت رعاية السيد والي الولاية، الذي شنف أسماع الحاضرين بكلمة بليغة خرج فيها عما هو مكتوب في العديد من الوقفات، ومما ارتجله السيد الوالي لدى خروجه عن النص المكتوب قوله: “أني لما كنت تلميذًا في السنوات الأولى من التعليم وأقرأ عن جمعية العلماء أراها شيئا مقدسا تختزنه ذاكرة اليوم”. كما أشار سيادته إلى البعد الثوري في فكر جمعية العلماء، شاكرًا وفد جمعية العلماء الذي حل ببشار متجشما عناء السفر لتجديد فكر جمعية العلماء عند الشباب وبعثه في نفوسهم من جديد.
وإليكم الكلمة التي ألقاها السيد والي ولاية بشار كاملة:
“بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرفنا بالإسلام وأكرمنا بالعقل والإيمان والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث بالهدى والنور رحمة للعالمين.
وبعد؛
السيد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ووفده المرافق أرحب بكم ضيوفا مكرمين في مدينة بشار وأقول لكم حللتم أهلا ونزلتم سهلا.
أيها الجمع الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الأمم والشعوب تبقى ما بقيت ذاكرتها حية وقوية وإن الشعب الجزائري من أقوى الشعوب ذاكرة، ذلك أن ذاكرته تستمد وجودها من التاريخ المجيد الذي صنعه هذا الشعب بكل فئاته علماء ومصلحين، مثقفين وأميين، سياسيين وقادة عسكريين، شهداء ومجاهدين. وإننا إذ نستقبل اليوم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بما لها من دور بارز في صناعة تاريخ الجزائر الحديث. وبما أسهمت به خلال الحقبة الإستعمارية من إحياء الثقافة الجزائرية وتربية الأجيال على التمسك بثقافته فكانت إحدى الحصون المنيعة التي حافظ من خلالها الشعب على هويته.
إن الحديث عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو الحديث عن ثلاثة مبادئ لا تستغني عنها أية أمة تريد بناء حضارتها.
أولا: العلم
فالعلم أيها الحضور الكريم هو أساس كل تقدم ورقي حضاري ولأجل ذلك كانت أول آية نزلت من القرآن الكريم هي آية العلم. قال تعالى: (إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).
ولأجل ذلك أيضا خص الله سبحانه وتعالى العلماء بمقام لا يبلغه غيرهم من الناس فقال (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، والذي يستعرض التاريخ الجزائري الثقافي يجد الاهتمام بالعلم والعلماء والتعليم أمرًا بارزًا في كل مراحل تاريخنا المجيد، فالجزائر ما زالت ولا تزال عامرة بعلمائها ولا تزال تعنى بالعلم وأهله وما لقاؤنا هذا إلا أكبر دليل على ذلك.

ثانيا: الإسلام
والإسلام هو دين الله الحق الدين الذي اجتمع عليه الشعب الجزائري وانصهرت فيه ثقافته، الثقافة العربية الإسلامية مع الثقافة الأمازيغية فكونت هوية صلبة متينة تكسرت عليها كل المحاولات الاستعمارية قديما وحديثا التي سعت إلى تفريق الشعب الجزائري وتشتيت كلمته وزعزعت استقراره، ولعل شعار جمعية العلماء (الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا) هذا الشعار جاء ردا على الدعاوى الاستعمارية الباطلة بأن الجزائر فرنسية فكان هذا الرد من قبل جمعية العلماء ليوقظ الحس الوطني وينمي الوعي الديني في صفوف أبناء الجزائر.
ثالثا: الجزائر
أما الجزائر فهي الوطن وللوطن أيها الحضور الكريم حقوق على أبنائه، اعتقد أن كلمة الشيخ بن باديس تلخص هذه الحقوق فقد قال عندما سئل لمن تعيش؟ فأجاب (أعيش للإسلام وأعيش للجزائر فلأن الجزائر هي وطني تربطني بأهله روابط من الماضي والحاضر والمستقبل بوجه خاص وتفرض عليّ تلك الروابط لأجله فروضًا خاصة فأرى الواجب أن تكون خدماتي له وكلما أردت أن أعمل عملا وجدتني في حاجة إليه، إلى رجاله، إلى ماله، إلى حاله، إلى آلامه وإلى أماله) انتهى كلام الشيخ بن باديس. وهكذا يرى هذا العالم المصلح حقّ الوطن عليه، ونحن كذلك نرى أن لوطننا حقوقا علينا لا نستطيع تأديتها حق أدائها لأننا كلما اجتهدنا في ذلك فإن الوطن يمدنا بيد العون مما يضاعف حقه علينا.
أيها الحضور الكريم، الضيوف المكرمين؛
ما أحوجنا اليوم إلى مبادئ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ظروف كثر فيها التطرف والغلو والزعامة.
ما أحوجنا اليوم إلى الأخذ بمبادئ الجمعية المستمدة من السنة النبوية العطرة، هذه المبادئ المتسمة بالوسطية والاعتدال والواقعية، هذه المبادئ التي تعد عصارة نبض المجتمع والمتحسسة لآلامه وأماله.
أيها الحضور الكريم:
أجدد الترحاب بكم وأتمنى لكم إقامة طيبة بيننا وأعلن رسميا على افتتاح هذا الملتقى تحت عنوان: (التراث الثوري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى