و لقد أبدى الدكتور عمار الطالبي إعجابا كبيرا بجهد شباب الموقع والجمعية ، كما أثنى على جهود الشباب الجزائري الرامية إلى تكريس ثقافة وطنية متشبعة بأصول الدين الإسلامي وتنهل من رصيد علمائنا ، و على رأسهم العلامة عبد الحميد بن باديس الذي عاش للجزائر و حين مات عاشت له الجزائر .
و في مداخلته ” جيل على خطى بن باديس ” قدم الدكتور عمار الطالبي – نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين – مقتطفات من السيرة الباديسية ، متحدثا عن رحلاته و إجازاته ، و تعامله مع أصدقائه و طلبته و ضيوفه الذين كان يستضيفهم عنده ، و قال الطالبي إن ابن باديس علَّم أصحابه الكثير من العادات و السلوكات الجيدة و منها التبرع ، و أضاف أنه كان أول من نادى بالوطنية في أول عدد من جريدة المنتقد بعبارة تضمنت الجملة التالية ” الوطن فوق كل شيء ”
و نقل الدكتور الطالبي العديد من الأحداث التي عايشها الشيخ ، كما أشار إلى أن ابن باديس كتب رسالة إلى شيخ الأزهر سنة 1937 مصطفى المراغي أحد تلاميذ محمد عبده ، قال له فيها ” سقطت الخلافة السياسية و بقيت لنا الخلافة العلمية و موطنها هو الأزهر ، و اقترح أن يكون في كل بلد إسلامي فرع للأزهر للمحافظة على هذه الخلافة ، و سأرسل إليكم إن أردتم بعضا من طلبتنا للدراسة في الأزهر ” ، زيادة على رسالة أخرى كتبها إلى مسؤولة مدرسة في دمشق يطلب فيها الإذن لإرسال فتيات من قسنطينة للدراسة في هذه المدرسة ، كما عرض أهم المواقف التي تميز بها ابن باديس كالدفاع عن الجزائر و عن اللغة العربية ، بالإضافة إلى محاولة اغتياله و عفوه عمن حاولوا اغتياله .
وذكر الدكتور الطالبي أن مواقف ابن باديس طيلة حياته كانت مواقف وطنية ثابتة ، فهو العالم الذي كان يقول إن العلم هو مقياس عقائدنا و أقوالنا وأفعالنا و سلوكنا ، و عصرنا الحالي الذي يعرف اقتصاد المعرفة يحمل الكثير من السمات و الخصائص التي نادى بها عبد الحميد ابن باديس .