بيان – السبت 13 من ذي الحجة 1444ه الموافق للفاتح جويلية 2023م

بيان
عقد المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين اجتماعه الاستثنائي، بتاريخ يوم السبت 13 من ذي الحجة 1444ه الموافق للفاتح جويلية 2023م بمقر الجمعية بحسين داي، حيث ناقش جملة من القضايا التنظيمية والوطنية والدولية، وعقب هذا الاجتماع أصدر المكتب الوطني البيان التالي:
تهنئ الجمعية الشعب الجزائري والأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك، سائلة الله تعالى أن يعيده عليهما بالخير واليُمن والبركات.
ووعيا من الجمعية بالشأن الوطني فإنها تحث على إيلاء الوضع الداخلي كل الاهتمام؛ خاصة فيما يتعلق بتعزيز اللحمة الوطنية، ورصّ الصفوف بما يحقق التماسك الوطني الذي هو الإسمنت المسلح والقاعدة الأساسية الكبرى في مجال البناء والتشييد.
تؤكد الجمعية على وقوفها الدائم ضد كل محاولات زعزعة استقرار البلاد والمساس بوحدتها المقدَسة، من أي جهـة كانت.
وقد استعرض أعضاء المكتب الوطني بعض ما يتعلق بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ووقفوا عند بعض الأمور التي تستوجب التوضيح؛ إذ أكدوا على أن جمعية العلماء تمثل مكونا أساسيا في منظومة المجتمع الجزائري، وأن دأبها هو الاجتهاد في تقديم النفع والخير العميم للمجتمع الجزائري، بكافة أطيافه وفئاته وشرائحه، ويشهد على ذلك البعيد والقريب.
لذلك ينبه المكتب الوطني إلى أهمية تقدير هذه الجهود المبذولة، والنظر إلى الجمعية بمنظار الإنصاف الدقيق الصائب، الذي يقتضي المؤازرة والدعم والإسناد، من جميع المستويات.
تندد الجمعية بما جرى من اعتداءات مستنكرة على أبناء الجزائر في فرنسا مثل مقتل الطبيب ريان لموشي والشاب نائل، الذي قتله أحد أفراد الجهاز الأمني الفرنسي، وبسببه شهدت فرنسا احتجاجات عارمة تعبيرا عن الاستنكار والاستهجان بسبب هذا الفعل العنصري المقيت.
كما تدين جمعية العلماء الجريمة النكراء في عاصمة السويد والمتمثلة في(حرق) المصحف الشريف، برعاية وحماية وإذن وترخيص من السلطات العليا في هذا البلد، وترى الجمعية أن ما جرى هو جزء من “منظومة تفكير” عنصرية إقصائية للآخر متغلغلة في صفوف أبناء بعض البلدان الغربية؛ ولا شك أن زراعة الكراهية ونشرها وتعزيز ثقافتها وتقوية شرورها مما يتحمّل مسؤوليتها بعض النخب في الغرب عموما.
وتتابع الجمعية بألم كبير، واستنكار شديد، اعتداءات الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، ومقدسات الأمة، وتراه منقصة في الضمير العالمي وصورة معاكسة للعدالة الإنسانية، ولا يفوت الجمعية أن تثمن الموقف الرسمي المشرف للجزائر في دعم القضية الفلسطينية العادلة.
وعلى الصعيد العربي تدعو الجمعية الإخوة في السودان إلى وقف الاقتتال والجلوس إلى طاولة الحوار، وتأمل أن يتحرك علماء الأمة وعقلاؤها لوقف هذه الفتنة العمياء.
وبمناسبة عيد الاستقلال والشباب الواحد والستين تهنئ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشعب الجزائري الأبيّ في ذكرى انعتاقه وتحرره من قيود الاستعمار الفرنسي بفضل الله ثم بفضل تضحياته الجسام، داعية الله أن يعيد هذه المناسبة على الشعب الجزائري بالأمن والأمان والسلامة والإسلام والرقي والازدهار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [هود، 88].