
حدث في غزة هذه الأيام ما يبشر بخير، إنه اتحاد الفصائل، في وحدة، ثورية، تحررية، وطنية، أدت إلى القيام بمناورة عسكرية واضحة، وكلها رسائل للعدو الصهيوني، ولهذه الذين يطبّعون، ويطبعون على صفحات التاريخ خيانات، للمقدسات وللعهدة العمرية، ولوقف هذه الأراضي الإسلامية منذ القدم، وخيانة للعرب الذين كانوا في هذه الأرض من الكنعانيين العمالقة واليبوسيين.
إن الاعتماد على النظم العربية والإسلامية لم يعد أمرا ذا فعالية، لفشل منظمة التعاون الإسلامي، وما هو بتعاون، بقدر ما هو تخاذل وتشرذم، وكذلك الاعتماد على الجامعة العربية ما هي بجامعة بقدر ما هي تفرّق وفشل وشلل.
إن الأساس في تحرير فلسطين هي الوحدة الفلسطينية والمقاومة، المستميتة، والإصرار على الجهاد، ثم مساندة الشعوب العربية والإسلامية التي تشعر في أعماقها بقدسية قضية فلسطين ومركزيتها، فلا يمكن التفريط في شأنها مهما تتكالب عليها النظم الغربية، وفي مقدمتها أمريكا، وخاصة ترمب الذي تحالف مع ماتنياهو الفاسد “الّباندي” بلغة عامة الناس عندنا.
إننا نهنئ الفصائل الفلسطينية على هذه الوحدة، وعلى هذه الثقة في أنفسها، وعلى الروح المعنوية العالية، والهمّة القعساء، وهذه البادرة المفاجئة في المناورة والتدريب على مقاومة العدو، فلا يمكن أن يستهان بهذه الهبّة الجديدة بالرغم من هذه التحديات القاسية، والمؤامرات التي تحاك، وتُبيت ليلا ونهارا، والحصار الشديد الذي دام كل هذه السنين الطوال العجاف، حُرم أهل غزة من القوت، وحوصروا برا وبحرا وجوا.
إن الإرادة القوية والعزيمة الصارمة التي لا هوادة فيها تغلب قوة الأسلحة وضعف عزائم أصحابها الذين يُلقى في قلوبهم الرعب وتأتيهم عزائم المجاهدين من حيث لم يحتسبوا، يُحسب هؤلاء الأعداء جميعا حسابهم وقلوبهم شتى، وهواء، وأجسام تنهار أمام صيحة المجاهدين، وثبات جأشهم، يقاتلون في وحدة الصفوف، ورباطة جأشهم، يقاتلون في وحدة الصفوف، ورباطة جأش.
إن السعي لتعلم التقنيات وصناعة الأسلحة بالاعتماد على النفس، والثقة بها، والصبر الطويل على ذلك لوسائل فعالة في هذا الجهاد.
إنكم أيها الفلسطينيون أنتم المواجهون في أرضكم للعدو، والشعوب الإسلامية سند لكم، إن الحفاظ على وحدتكم في القيادة شرط في تحقيق النصر، وهزيمة الأعداء، وهم كثر، تكالبوا على قضيتكم، وتجمّعوا للإضرار بكم، ولكن الله معكم، والشعوب والأحرار في صفّكم، ونحن نتوقع منكم توثيق الوحدة، ودفع المقاومة دفعا لهزيمة العدو، وتحدّي هذه المؤامرات عليكم التي مصيرها الفشل الذريع إن صبرتم، وصابرتم، وثبّتم في مواقفكم المشرفة، وتضحياتكم الكبرى، وإنها لمواقف عاقبتها النصر، وأخرى يحيونها من تأييد الشعوب والأحرار من كل مكان.
إن مسؤولية هذه الأرض المقدسة في أعناقكم ونحن على ثقة من ثباتكم وانتصاركم انتصارا مؤزرا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، والفتح المبين ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ الحج/40.