مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
تحاليل وآراءقضايا الأمـــة

اطمأن قلبي بعد أن كنت حيران قلقا

بقلم الدكتور عمار طالبي

انعقد اجتماع جامعة الدول العربية، وشعرت بعده بتخاذل، وموات هذه الدول وهوانها.

فأصابني حزن وأسى، وحيرة وقلق، وخاصة ما يتعلق بوطني ومن مثّله، لم أسمع ما كنت أتوقعه من موقف حازم، وبقيت كذلك إلى أن سمعت في التلفزة الجزائرية تصريح السيد رئيس الجمهورية المشرّف لشعبه وللمسلمين والعرب، الذين لهم غيرة على مقدساتهم، وشرفهم وكرامتهم، فاطمأنّ قلبي، وانقشع ضباب قلقي وحيرتي، والحمد لله أن وفق الجزائر الثورية، لهذا، وجعلها في مقدمة من يدافع عن المقدسات، في ثبات وصدق، رغم تخلي كثير من العرب عنها، وخورهم، وركوعهم للأمريكان وحلفائهم، من الصهاينة الماكرين، الذين ظنوا أن ما عقدوه من سلام كاذب، مخادع ينطلي على الناس، فمتى حاربت الإمارات الصهاينة أو أزعجتهم، ومتى كانت البحرين دولة محاربة يخشى الصهاينة بأسها وبطشها، إنها مجرد أضحوكة، ولعب بهذه المملكة التي تسمع لها “جعجعة ولا ترى طحنا” يكذب هؤلاء المهرولون على أنفسهم وعلى الناس، ويهزأ بهم الصهاينة حتى ظنوا أنهم من الدول التي يخشى بأسها، وأساطيلها البحرية والبرية المسلحة، وجيوشها الجرارة، فيا لها من أضحوكة ولعبة!!

إنها قصة رخيصة يرقصها ترمب، ومن يمثل الإمارات والبحرين، وجماعة الصهاينة التي تحيط بهم، رقصة واهمة انتخابية لترمب، ورئيس حكومة الصهاينة الفاسدة، الغارقة في الفساد.

ظنوا أنها تزين أعمالهم الشيطانية في العدوان على شعب فلسطين، يعقدون سلاما كاذبا مع غير أهل فلسطين وممثليهم، فمع من هذا السلام؟

أصبح نظام الولايات المتحدة نظام فرعون على العالم، يعادي هذا الفرعون الصين، وروسيا، وأوربا، ويعزل هذه الدولة العظمى لتنكمش على ذاتها، وتنغلق على نفسها محلّيا مع ما فشى فيها من عنصرية وحشية، وتمكن الفيروس من استئصال عدد كبير من الشعب الأمريكي، إنه أصبح معزولا في مشروعه الذي قدمه لمجلس الأمن، ضد إيران التي دمّر اقتصادها، وأضرّ بشعبها، مُولّيا وجهه عن كل الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني، لهوى في نفسه وحبّ انسحابه من الاتفاق النووي بدون مبرر، ولم يبال بكل الدول التي اتفقت عليه بعد سنين، إنه وأتباعه الصهاينة لا يريدون إلا الدفاع عن إسرائيل وحمايتها، وظلم الشعب الفلسطيني، إنهم يَهبون للكيان الصهيوني أرض فلسطين، ومقدساتها، وهم لا يملكون أي حق في ذلك كله سوى الغطرسة، والتفرعن، والهيمنة.

يتكلم الصهاينة ويتبجحون عن الطاقة النووية، والأسلحة النووية، ويعملون بكل جهدهم وشيطنتهم لمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، وهم يملكون ترسانة كبيرة منها، ولا كلمة للمجتمع الدولي في هذا الموضوع، فالأمر يحلّ لها ويحرم على إيران، وهي الآن قريبة من حدود إيران في الخليج، تهدد السلام في هذه المنطقة، وتدّعي السلام مع البحرين والإمارات كذبا وبهتانا، وهي من يهدد إيران عدة مرات، وصرح وزير الخارجية الأمريكية أن هذا التحالف مع الإمارات والبحرين إنما هو تحالف ضد إيران.

إن الجزائر أثبتت وتثبت موقفها، وهو موقف يتفق مع الشرعية الدولية، والقرارات العديدة الصادرة من مجلس الأمن، تلك القرارات والشرعية التي انتهكتها دول الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، التي تزعم أنها صاحبة القيم الإنسانية والديمقراطية، فأين هذه القيم التي كانت تتغنى بها، ويردد نغماته الاتحاد الأوربي؟ وكل هؤلاء يساعدون دولة الصهاينة ماديا، بالأسلحة، وسياسيا بالوقوف معها في ظلمها، وقتلها للفلسطينيين وتجويعهم وحصارهم.

ولعل هذا الفيروس يجعل هذه المساعدات تتوقف، وهذا الظلم والغطرسة تنتهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى