إنجازات الفاشلين!!! الدكتور عبدالحليم قابة
علمتني التجارب (3)
——————–
إنجازات الفاشلين!!!
——————–
علمتني التجارب أن انتظار المرء غيره لينجز واجباته بدلا عنه نوع من الفشل الذريع ، لاتقوم لصاحبه قائمة في ساحة المعالي والكمالات ولا يُبقى له مكانا مع الناجحين والسعداء المفلحين.
ومثله في الفشل والحرمان من لا يفكر ولا يخطط ولا يسعى لأيّ إنتاج ولا لأي مشاركة في خير، وينتظر غيره أن يفعل.
بل الأدهى والأمر أن من الناس من لا يكتفي بسلبيته وتخلّيه، بل يرفع عقيرته بهدم ما بناه غيره، ونقد عطاءات غيره، ويجتهد بكرة وأصيلا في التزهيد في الانتفاع بما سبق له غيره، وصدّ الناس عن الخير الذي أُكرم به غيرُه. “حسدا من عند أنفسهم”
وهذا – والله – من الشقاء الذي يبتلى به بعض من المتدينين وغيرهم، وبعض من ينتسب إلى العلم وهو محروم من العمل، والعياذ بالله.
وللسلامة من هذا المسلك المشين والضلال المبين أنصح بما يلي:
أولا: باستحضار أن العلم في الإسلام للعمل، وليس للتباهي والتفاخر وهذا كثير وصريح في النصوص والآثار.
وثانيا : بسؤال المولى – عز وجل – دائما وأبدا أن يعلّمنا ما ينفغنا، وأن ينفعنا بما يعلمنا، وأن يزيدنا علما.
وثالثا: بمباركة أيّ جهد يصدر من إخوانك، وسؤال الله لهم القبول. لأن الله وزّع الخير على هذه الأمة كما وزع عليها الأرزاق، فلا ينبغي الاعتراض على مِنن الله ، ولأنك لا تدري ماذا بين أخيك وربه من القرب المورث للتوفيق والرشد.
ورابعا: أن تحسن الظن بالناس كما تحب أن يحسنوا الظن بك، وأن تحرص على الانتفاع بجهودهم كما تحب أن ينتفعوا بجهودك .
خامسا: أن تبذل النصيحة للعاملين، وتقوّم مسارهم بالتوجيه الوجيه، وأن تقترح عليهم أفكارك النيّرة التي عجزت عن تطبيقها، فإنك تُؤجر بذلك، وتُسهم في نهضة الأمة، وتزداد قربا من الله . بدل من أن تنشغل بالنقد الهدام الذي يُكثر ذنوبك ويجعلك تُسهم في تخلف الأمة، والعياذ بالله. وفق الله الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد.