مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
غير مصنف

كيف يصفي الFBI خصومه؟بقلم الدكتور :علي حليتيم*

كان الشيخ لقمان عبد الله إمام مسجد الحق منذ ثلاثة عقود في حي فقير يسكنه السود في مدينة ديترويت الأمريكية لكنه كان معروفا محبوبا عند جميع السود الأمريكيين مسلميهم ومسيحييهم في حيّه بسبب المائدة الخيرية التي يقيمها بانتظام كل أحد يوفر فيها حسب الطاقة لسكان الحي العاطلين عن العمل في معظمهم حاجاتهم الأساسية.
” كانت تحدوه رغبة قوية في تغيير وجه الحي وكان يُؤْمِن أن الاسلام سيساعد الناس على نبذ المخدرات والخمر والتغلب على الاكتئاب لكنه لم يكن يدعوهم إلى الإسلام بقدر ما كان يحثهم على إتيان السلوك الذي يليق بالمسلمين. وكان يقول إننا نحتاج أن نقف معاً ونناضل من أجل حقوقنا لأن الحكومة تدفعنا دفعاً إلى أن نشعر أننا مسؤولون عن حوادث الحادي عشر من سبتمبر ونحن لا علاقة لنا بمثل هذه الأمور” يقول ابنه عمر ريغان.
لكن مكتب التحقيقات الفيديرالي الFBI كان له رأي آخر في الشيخ لقمان عبد الله وأمثاله من الشيوخ الأمريكيين السود الذين اعتنقوا الإسلام بعد موجة اليأس من النضال السياسي للسود وانبثاق أفكار مالكولم إكس الذي طرح نظرة إليجا محمد زعيم جماعة أمة الإسلام جانبا وتبنى ودعا إلى نظرة إسلامية خالصة في العلاقة بين البيض والسود خاصة بعد عودته من الحج.
والشيخ لقمان عبد الله نفسه أسلم في بداية الثمانينات بعد إصابته بالاكتئاب في الخدمة العسكرية على يد الشيخ جميل أمين الذي كان يسمى راب براون والذي كان يدعو السود إلى الإسلام ونبذ الخمر والمخدرات حتى لفقت له الFBI تهمة قتل شرطي وهو الآن يقبع في سجن في كولورادو خاص بكبار إرهابيي القاعدة رغم العثور على القاتل الحقيقي للشرطي واعترافه بجرمه.!
لقد قررت الـ FBI أن فرصة 11/09 لن تتكرر للقضاء على الحركة الإسلامية ذات النشاط الاجتماعي الكبير في المجتمع الأمريكي الأسود، ممن يتبنون منهجا سلميا في الدعوة ورؤى مالكولم للسود والعالم.
لكن كيف يمكن القضاء على الشيخ لقمان عبد الله ووقف نشاطه في مسجد الحق وهو المعروف في وست سايد ديترويت بالطيبة وعمل الخير والبعد عن العنف كوسيلة للتغيير؟
كان رواد المسجد من السود الفقراء العاطلين عن العمل فاستدرجت الFBI أحد التجار ليقوم بتكليف شباب المسجد بشحن أجهزة إلكترونية على شاحنته لقاء أجرٍ مغرٍ. استمرت العملية سنتين والشباب لا يعلمون أن العملية مدبرة. كل ما كانوا يعلمونه هو أنهم وجدوا عملا غير شاق يدر عليهم ربحاً مجزياً فدعوا الشيخ لقمان ليشاركهم العمل والأجر وهكذا وقع الشيخ في الفخ!
داهم عملاء الFBI مكان العمل وأطلقوا ثلاث متفجرات قصد التشتيت. انبطح الجميع أرضاً فيما أطلق كلب مدرب على الشيخ لقمان عظه في وجهه. أخرج الشيخ لقمان مسدسه وضرب الكلب برصاصة فرد عملاء الFBI بوابل من الرصاص قتل على إثره الشيخ على الفور وتكفلت طائرة هيليكوبتر بنقل الكلب إلى المشفى للعلاج بينما قام أحد العملاء بتكبيل يدي الشيخ من الخلف وهو ميت وأفاد آخر أنه في اللحظات التي سبقت موته نظر نحوهم الشيخ لقمان ولم يكن يبدو عليه الخوف.
ويقول آرون كوندناني في كتابه ” المسلمون قادمون ” إن مذكرة اعتقال كانت قد صدرت في اليوم السابق على المداهمة في أكتوبر 2009 تتهم الشيخ أحمد بالحيازة غير القانونية للسلاح والمتاجرة في بضاعة مسروقة وتغيير لوحات أرقام السيارات ولم تكن العريضة تتضمن تهمة الاٍرهاب رغم مشاركة الFBI وفرقة مكافحة الاٍرهاب متعددة العناصر في العملية وعندما سئل أندرو أرينا المسؤول عن المكتب الميداني لمكتب التحقيقات عن ذلك قال: ” هناك حالات كثيرة لا نتهم فيها الشخص بالارهاب بل نتهمه بكل ما نستطيع حتى نخلص الشوارع منهم “. كان من الصعب الحصول على إدانة من المحكمة بتهمة الاٍرهاب لشخص مسالم لكن لتبرير عملية القتل والمداهمة تم إبلاغ الصحفيين أن المسجد وكر لأصوليين خطيرين. وقد ثبت أن إدانة الشيخ بالإرهاب في معركة الرأي العام كانت أسهل من إدانته في المحكمة.
رحم الله الشيخ لقمان وجعل موته شمعة نور في دروب وعينا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى