مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
غير مصنف

الاحتياجات النفسية وأهميتها في تحقيق الصحة النفسية للطفل

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، أما بعد؛
تتمثل حاجات الطفل الأولية في كل من الحاجات العضوية كالتغذية والراحة..وتلك المتمثلة في الجانب النفسي كالحاجة إلى الحب والتقبل والتقدير..إذا لم تنل هذه الحاجات الأولية قدرا كافيا من الإشباع يصبح الطفل ميدانا واسعا لظهور العديد من المشكلات كحالات التوتر وعدم الاتزان الانفعالي والاجتماعي.
ما جاء به العالم ماسلو (وهو عالم نفس أمريكي (1908م-1970م) أو ما يعرف بهرم ماسلو للاحتياجات، يوضح هذه الاحتياجات كما يلي:
الحاجات الجسمية وهي تمثل قاعدة الهرم
 الحاجة إلى الأمن.
 الحاجة إلى الانتماء.
 الحاجة إلى الحب.
 الحاجة إلى التقدير.
 الحاجة إلى تحقيق الذات.
فكيف ألبي احتياجات طفلي النفسية إذن؟
 الحاجة إلى الأمن
* (الاستقرار المادي، والاستقرار الاجتماعي):
إن الاستقرار الأسري من أهم أسباب الاستقرار النفسي والصحة النفسية للطفل، لذا فإن ما يجب على الوالدين توفير الجو العائلي الدافئ والمليء بالحب والتفاهم، لما للصراعات العائلية والشجار بين الوالدين من أثر سلبي على نفسية الطفل، فلا يجب أن تعكر صفو حياة الطفل حتى وإن كان صغيرا فإنه يبدو لنا غير واع بالخلافات الحادة التي تحدث بين أبويه إلا أن هذا أكثر ما يزعزع الشعور بالأمن لديه.
* الحدود داخل الأسرة:
إن غياب الحدود والضوابط الأسرية لا تشعر الطفل بالأمن بل تشعره بالخوف، كما أن هناك دراسات تثبت أن الأولاد الذين يعانون من مشكلات سلوكية ينشئون في بيوت تسودها الفوضى والإهمال، حيث لا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة الأسرة لتنظم الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، فالطفل يحتاج إلى قواعد ثابتة ونظام محدد حتى يشعر بالأمن، لذلك يجب على الوالدين وضع حدود واضحة لما يقبلان به من أخلاق وتصرفات، والتأكد من التزام كل الأسرة بها.
* تفادي الضرب والإهانة والتحقير:
إن للضرب والإهانة والتحقير دورا كبيرا في عدم شعور الطفل بالأمن داخل أسرته، فاللجوء إلى الضرب مباشرة ورؤيته الأسلوب الوحيد لردع الطفل عند الخطأ، ليس بالأسلوب الجيد، إذ أنه مع الوقت لا يمكنه ردع الطفل على تكرار الخطأ مجددا مما يضطرنا إلى البحث عما هو أشد قسوة مما يؤثر على علاقتنا بأبنائنا والنمو النفسي لهم، كما أننا بهذا الأسلوب نعلمهم أن العنف وسيلة مقبولة لحمل الناس على تنفيذ رغباتنا. فيجب أن نراعي الترتيب والتكامل في وسائل التربية (القدوة، والثواب والعقاب)، فالعملية التربوية لا تقتصر على العقاب، والضرب ليس الوسيلة الوحيدة للعقاب.
كل أم في هذه الحالة تتساءل: ما هي الوسيلة المناسبة للعقاب؟
قبل هذا يجب أن نتعلم كيف نعاقب أبناءنا بطريقة تربوية:
أولا: احترم شخصيته.
ثانيا: التركيز على الفعل والسلوك لا على الشخص.
ثالثا: الابتعاد عن الصراخ وعبارات التبرؤ.
أما فيما يخص وسيلة العقاب المناسبة فهي تتمثل في:
إنّ أول أسلوب تأديبي نستعمله مع الطفل عند ارتكابه خطأ هو الوعظ والنصح، فإذا لم يجد هذا الأسلوب نتوجه إلى أسلوب آخر هو الإبعاد أو العزل المؤقت ويكون بـ:
العزل المكاني: وذلك بوضع الطفل في غرفة لوحده بشرط أن لا تكون مظلمة ولا يكون مكانا يخافه الطفل أو غير لائق كالحمام مثلا فيكفي أن يعزل في غرفة لوحده وأن تكون الغرفة خالية من وسائل اللعب لكي يحس بأنه معاقب فعلا. والعزل يكون لمدة دقيقتين ابتداء من سن الثالثة ويزيد كلما كبر الطفل.
العزل العاطفي والنفسي: مثلا عدم التحدث إليه أثناء تلك المدة أو عدم التحبب إليه بتقبيله أو احتضانه.
أما الضرب فهو يعد آخر حل يلجأ إليه الأبوان بعد فشل الأساليب السابقة بشرط أن يكون ضربا غير مبرح، وعند الاحتياج له لا ينبغي أن يتجاوز إظهار أداة العقوبة كالعصا والسوط والتهديد بها، ثم فرك الأذن، كما أن العقوبة البدنية التي تزيد عن ذلك (وهي كذلك تبقى غير مبرحة وغرضها التأديب) يجب أن لا يكون قبل سن السابعة.
وفي الأخير، إن المربي هو من يفاضل بين الأساليب العقابية السابقة الذكر أيها المناسب للخطأ الحادث.
 الحاجة إلى الحب والانتماء:
* إظهار مشاعر الحب والود:
من المهم إشعار الطفل بالحب والحنان وذلك يكون في حالة الرضا أو حتى في حالة ارتكابه لأي خطأ، وإشعار الطفل بالحب والحنان يجعله يحاول المحافظة عليها بإرضاء والديه وطاعتهما. ومن بين وسائل إشعار الطفل بالحب:
* التقبيل: فتقبيل الطفل يعد من أهم الوسائل لإشعار الطفل بأنك تحبه…
* إسماع الطفل كلمات الحب والود: فالتعبير عن حبك لطفلك يرفع مكانتك في نفسه ويجعله أكثر طاعة لك، بالإضافة إلى لين الجسد ونقصد به الاحتضان، وغيره من التحبب عن طريق الملامسة المباشرة.
* المدح والتشجيع: التشجيع يكون على كل ما ينجزه من أعمال وإن كانت يسيرة.
* الانتباه للطفل: الحب عند الطفل هو الانتباه وذلك يكون بالإنصات له بالدرجة الأولى.
* الحوار: إنّ الحوار من أهم الأساليب التربوية الإيجابية في التعامل مع الطفل. فعن طريق الحوار نفتح المجال للطفل فيعبر عن أفكاره ومشاعره مما يمكننا من تعرفه وتعرف طريقة تفكيره، وفي المقابل يحس الطفل بحبنا له واهتمامنا به.
* الحدود والقوانين: إن الشعور بالانتماء يفقده أسلوب التساهل الذي يتبناه الكثير من الآباء والأمهات في التعامل مع الطفل فيجعلانه عرضة للانتماء لأي جماعة وقد نكون بذلك سببا في ضياع الطفل وانحرافه.
* تفادي الشدة والقسوة والمحاسبة: لا يجب التعامل مع الطفل بقسوة أو بشدة، ولا يجب محاسبة الطفل على كل ما يقوم به، كما لا يجب أن نشعر الطفل بأنه منبوذ ولو حتى بنظرة عين، لأن الطفل لا يستطيع أن يفرق بين كراهية والديه لسلوكه وبين كراهيتهما له.
 الحاجة إلى الاحترام:
* عدم التدخل المباشر في شؤونه الشخصية: مع احترام خصوصيته وممتلكاته وطريقة تفكيره والتعبير عما يريد.
* مراعاة مشاعر الطفل: الطفل كائن رقيق وله مشاعر مرهفة لذلك يجب علينا الحرص والحذر في التعامل معه، لما للكلمات السلبية التي يمكن أن نوجهها للطفل من أثر بالغ على نفسيته وثقته بنفسه وتقديره لذاته.
* تجنب المفاضلة بين الأولاد: المفاضلة بين الطفل وغيره سواء أكان أخاه أم أخته وغيرهما من الأطفال يعد بمثابة عدم احترام أو تقدير له، وهي مفاضلة غير عادلة إذا أخذنا بعين الاعتبار الفروق الفردية الموجودة بين الأشخاص، فتؤدي إلى أسوء الآثار السلبية في شخصية الطفل كالشعور بالنقص والأنانية والحقد لذلك فمن الأفضل المفاضلة بين الطفل ونفسه أي مثلا مفاضلة نتائجه الدراسية في المرحلة الحاضرة بالمرحلة السابقة التي كانت أفضل من الحالية…
* مراعاة الفروق الفردية: وذلك يكون بتجنب المفاضلة غير العادلة للطفل بأحد إخوته أو بأطفال من سنه التي من شأنها أن تستأصل ثقة الطفل بنفسه فلكل طفل قدراته الخاصة التي تميزه عن غيره، مع رعاية مواهب الطفل وميوله وتشجيعه، فقد أصبح هناك حديث عما يعرف بالذكاءات المتعددة مثل: الذكاء اللفظي اللغوي، والذكاء المنطقي الحسابي، والذكاء الفني، والذكاء الاجتماعي، والذكاء الوجداني…فالطفل لديه مجالات كثيرة يمكن له أن يبدع فيها ويحقق النجاح، فقط هو يحتاج إلى ألا نركز على جانب واحد فيه، بل أن نحاول اكتشاف مواهبه ومواطن الإبداع لديه ونوجهها الوجهة الصحيحة.
* تجنب الخطاب السلبي وإهانة الطفل والسخرية منه: تتمثل مظاهر الإهانة والتحقير في مناداة الطفل بكلمات نابية، وعبارات قبيحة أمام الإخوة والأقارب، وفي بعض الأحيان أمام أصدقاء الطفل أو أمام أناس آخرين غرباء عنه، مما يؤثر على نفسية الطفل، وهذا لاشك يجعل الطفل يشعر بأن لا قيمة له ويولد لديه العديد من العقد النفسية. فمن المهم إذن إشعار الطفل بأنه محبوب بإسماعه كلمات الحب والود، والأهم تجنب إهانة الطفل أو السخرية منه وبخاصة أمام الآخرين.
 الحاجة إلى تحقيق الذات:
* إعطاء الطفل حرية التصرف وتحمل المسؤولية، وممارسة الأمور التي تتناسب مع نموه ومراحل تطوره.
* الابتعاد عن الإهانة والتحقير: لما لها من أثر بالغ في الحد من قدرات الطفل وثقته بنفسه وبالتالي تحقيره لذاته.
* حصر استقلالية الطفل وعدم احترام إرادته: هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثير من الآباء والأمهات بأن الطفل مسلوب الإرادة وأنه مادام صغيرا فلا إرادة لديه وهي لا توجد لديه إلا إذا نضج وكبر، وينسون أنهم لا يمتلكون أطفالهم وإنما هم مؤتمنون عليهم، فالطفل يتحرك بمشيئة والديه ولهما الحق في التحكم في حياته حتى إذا كبر فيحددان له الأسلوب الذي يجب أن يعيش به، والاختصاص الذي يدرسه والمهنة التي يمتهنها…فالطفل يمتلك الإرادة منذ وقت مبكر، لهذا يجب على الوالدين منح الطفل الحرية في التفكير وفي الحياة وتحديد الأهداف… مادامت لا تتعارض مع الدين والأخلاق.
* التشجيع والمدح: إن للتشجيع والمدح أثرا إيجابيا عميقا في مساعدة الطفل على الشعور بالثقة بنفسه وقدراته وعليه تمكينه من تحقيق ذاته والنجاح في المستقبل. يقول أحد المختصين:
“ابنك يسير حسب ما تضعه، إذا قلت له: أنت غبي أحس بالغباء وأخذ يلتمس الجوانب التي تضعه على هذا الموقع ويتصيد الخلل في شخصيته لاسيما أنه يتصور حكم الكبار قطعي. وإذا قلت لابنك: أنت ذكي ذهب لكي يستثمر كل إمكانيات الذكاء لديه ليثبت ذلك”…
وبالإضافة إلى هذه الحاجات نضيف احتياجا مهما جدا وهو الاحتياج الروحي باعتباره حاجة أساسية للإنسان فهو يحتاج بالفطرة إلى التواصل الروحي مع الله.
 أثر الثقافة الدينية في الصحة النفسية:
* الإيمان أقوى سبل الصحة النفسية للأطفال والكبار:
للإيمان بالله دور فعال بالنسبة للإنسان في مرحلة الطفولة، حيث يتم تكوين شخصيته وصقلها وحيث تفعل الانفعالات دورا هاما في نفسية الطفل، والقيم الروحية والخلقية هي الركيزة الأساسية للتكيف النفسي السليم كما أنها تعتبر مقوما هاما من مقومات الاستقرار الاجتماعي لدى الفرد. ولقد أجريت عدة دراسات نفسية وعلى مدار سنوات من طرف علماء غربيين وعلماء مسلمين حول علاقة التدين بالصحة النفسية ومعظم نتائجها كالتالي:
* هناك ارتباط ايجابي بين التدين ومظاهر الصحة النفسية.
* هناك ارتباط سلبي بين التدين ومظاهر اختلال الصحة النفسية ومنها الانحراف.
ومنه فان تمسك الفرد بتعاليم الدين تزيد من مستوى صحته النفسية..
أوائل من نادوا بأهمية التدين في الصحة النفسية:
العالم الأمريكي وليم جيمس حيث قال: “إن أعظم علاج للقلق هو الإيمان”
وقال أيضا: “الإيمان من القوى التي لابد من توافرها لمعاونة المرء على العيش..”
ويضيف أيضا: “إن بيننا وبين الله رابطة لا تنفصم، فإذا نحن أخضعنا أنفسنا لإشرافه تعالى، تحققت كل أمانينا وأمالنا”…
وقال أيضا: “إن أمواج المحيط المصطخبة المتقلبة، لا تعكر قط هدوء القاع العميق ولا تقلق أمنه، كذلك المرء الذي عمق إيمانه بالله، فالرجل المتدين حقا عصي عن القلق محتفظ أبدا باتزانه، مستعد دائما لمواجهة ما عسى أن تأتي به الأيام من ظروف”.
يقول العالم النفسي يونغ: “أود أن الفت الانتباه إلى الحقائق التالية، فانه خلال الثلاثين سنة الماضية جاء إليّ أفراد من كل البلدان المتقدمة في العالم، من أجل استشارتي، ومئات من المرضى مروا عليّ للعلاج، معظمهم من البروتستانت، وعدد أقل من اليهود، وما لا يزيد عن خمسة أو ستة من الكاثوليك، من ضمن كل المرضى الذين جاؤوا إليّ، وهم في النصف الثاني من أعمارهم، أي منهم فوق الخامسة والثلاثين سنة، ليس منهم واحد لم تكن محصلة مشكلته افتقاده لنظرة دينية في الحياة.
إنه من المأمون القول: أن كل واحد منهم شعر بالمرض لأنه فقد المعنى الديني للحياة في المرحلة العمرية التي يعيشها من هم في مثل سنه، ولم يشفَ منهم الذي لم يتمكن من استعادة نظرته الدينية للحياة، وهذا بالطبع ليس له علاقة من أي نوع كانت مع عقيدة معينة أو عضوية في كنيسة معينة”…
يرجع الكثير من العلماء سبب الاضطرابات والأمراض النفسية إلى أسباب وراثية وبيئية، لكن ليس دائما هذا هو السبب… فأغلب الذين يعانون من اضطرابات نفسية سببها كان الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى وعن ضعف الإيمان لدى هؤلاء الأشخاص، فالإيمان قوة خارقة تمد الإنسان المتدين بطاقة روحية تعينه على تحمل مشاق الحياة، وتعينه على تجنب القلق، الذي يعاني منه الكثيرون ممن هم بعيدون عن الله. وهذا كما قال يونغ “… وهذا بالطبع ليس له علاقة من أي نوع كانت مع عقيدة معينة أو عضوية في كنيسة معينة”، فما بالك بعقيدة الإسلام وكل ما جاء فيها من مبادئ سامية جعلت من الدين الإسلامي يكون صالحا لكل زمان ومكان.
* كيفية زرع الحس الديني لدى الطفل:
النمو الديني لدى الطفل:
يبدأ النمو الديني لدى الطفل في نهاية السنة الرابعة، فيبدأ بطرح الأسئلة التي تتعلق بالمفاهيم الدينية، ويكون دور الوالدين القيام بالتنشئة الدينية للطفل لتمكينه من اكتساب المعايير الدينية الصحيحة.
والتنشئة الدينية للطفل تكون بـ:
أ‌- البدء بتعليم الدين للطفل منذ الطفولة المبكرة: وذلك عن طريق تنمية المفاهيم الدينية العقائدية لديه. وهذا الأمر من السهل إنجازه لأن التدين ظاهرة فطرية لدى الإنسان. ولديه الاستعداد لتقبل بعض المفاهيم الدينية في هذه المرحلة.
وما يجب غرسه في قلب الطفل هو:
1- حب الله تعالى: يجمع علماء النفس والدين معا على أن حب الله تعالى ومعرفته من أهم القيم التي يجب أن نغرسها في الطفل مما سوف يعطيه الأمل في الحياة والاعتماد على الخالق ويوجد عنده الوازع الديني الذي يحميه من الوقوع في المأتم. ولذا ينبغي على الآباء والأمهات ألا يرعبوا الطفل بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه والنار… بل بالترغيب بدلاً من الترهيب.
2- حب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وآل بيته: يجب علىٰ الوالدين استثمار حالات الاستعداد العاطفي عند الطفل وتنمية مشاعره وعواطفه، وتوجيهها نحو الارتباط بأرقىٰ النماذج البشرية والمبادرة إلىٰ تركيز حبّ النبي صلىالله عليه وآله وسلم، وحبّ أهل البيت عليهم السلام في خلجات نفسه. قال رسول الله صلىالله عليهوآلهوسلم: “أدبّوا أولادكم علىٰ ثلاث خصال: حبّ نبيكم، وحبّ أهل بيته، وقراءة القرآن”.
3- تمرين الطفل على مختلف الطاعات: (الصلاة، الصوم، الصدقة..).
ب‌- الإجابة السليمة الواعية عن الأسئلة الدينية التي يطرحها الطفل:
ابتداء من سن الثلاث سنوات يبدأ الطفل بطرح أسئلة مختلفة تدور كلها حول الله وحقيقة الخلق وهو يحتاج للإجابة عن كل هذه الأسئلة من طرف الوالدين، وهما مطالبان بإعطائه أجوبة كافية وذلك بما يتناسب مع عمره ومستوى فهمه وإدراكه ويشبع حاجته للمعرفة والاستطلاع.
وعلينا أن نتذكر ما يلي:
1- أجب على تساؤلات طفلك الدينية بما يناسب مع سِنِّه ومستوى إدراكه وفهم.
2- اعتدل في أوامرك ولا تحمل طفلك ما لا طاقة له عليه.
3- حاول أن تَذكر اسم الله تعالى أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة.
4- ينبغي ألا نرعب الطفل بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه والنار …. بل بالترغيب بدلاً من الترهيب.”
ت‌- تقديم القدوة الحسنة للطفل ليقوم بملاحظتها وتقليدها:
يعتمد الكثير من الآباء على الوعظ والإرشاد، وأسلوب إعطاء الأوامر في تعليم الطفل الدين، في حين أن الدين يجد طريقه في الوصول إلى قلب الطفل عن طريق المشاهدة والتقليد (أي مشاهدة الوالدين وهما يقومان بمختلف الطاعات كالصلاة والصوم..ويتمسكان بالآداب الإسلامية في المعاملة اليومية) أكثر ما يجده عن طريق الوعظ والإرشاد.
والطفل يكون مقلدا لوالديه في كل شيء، لذا على الوالدين استغلال هذا. يقول العلماء: إنّ الأساس الذي يؤمن به الابن بالله وحبه للخالق العظيم، هو نفس الأساس الذي يحب به الوالدان الله.
المختصة النفسية والمدربة قجيبر نسرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى