مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
غير مصنف

أيها المسلمون هذا زمن الإسلاموفوبيا، فماذا أنتم فاعلون؟! عبد الحميد عبدوس

يبدو أن رياح الإسلاموفوبيا التي ما فتئت تهب من الغرب توشك على أن تتحول إلى عواصف مدمرة، وأن العالم الإسلامي مقبل على فترة حرجة في تاريخه، كما أنّ أوضاع المسلمين في الغرب ستزداد سوءا، فمع انتخاب الملياردير”دونالد ترامب” في أعلى منصب بالولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دول العالم المعاصر، انفتحت أبواب السلطة أمام قوى اليمين واليمين المتطرف المعادي للإسلام والمسلمين في أمريكا وأوروبا، ومن جهته لم يخف “دونالد ترامب” سعيه لتطبيع الإسلاموفوبيا في الإدارة الأمريكية من خلال اختياره لمعاونين يرون أن “الإسلام بطبعه عنيف، وخَطير، ومهدِّد”. إذ يقول “مايكل فلين”، الذي اختاره “دونالد ترامب”لمنصب مستشارى الأمن القومي، إن الإسلام “سرطان خبيث” وهو يعتقد أن “الشريعة تتسلل الآن إلى قوانين ومؤسسات الولايات المتحدة”، ولذلك يجب التصدي للإسلام ومنع المسلمين من دخول أمريكا.
كما اختار الرئيس الأمريكي المنتخب لمنصب وزير الدفاع في إدارته المقبلة الجنرال المتقاعد “جيمس ماتيس” الذي يعتبر من أكبر المعارضين للاتفاق النووي بين الغرب وإيران، وقد تحصل الجنرال “جيمس ماتيس” على أوسمته العسكرية في حروب شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على دول إسلامية مثل أفغانستان والعراق .
وأما في فرنسا فقد أصبحت أبواب الرئاسة مفتوحة أمام “فرانسوا فيون” مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة والذي يعتزم في حال انتخابه رئيسا في 2017 “إعادة النظر جذريا في مبدأ سيادة الدولة”.
وقد ألف “فرانسوا فيون” في جويلية 2016 كتابا بعنوان (هزيمة الشمولية الإسلامية) حيث قال فيه: إن”الغزو الدموي للأصولية الإسلامية في حياتنا اليومية يحضر لحرب عالمية ثالثة.. والسؤال الأهم اليوم هو معرفة كيف يمكننا هزيمة هذا التهديد الذي وضع فرنسا والفرنسيين هدفا له؟”.
و جاء في السياق نفسه في حوار له مع جريدة (لوفيغارو) الفرنسية نشر يوم 29 سبتمبر 2016:”أنا أقول إن العدو اليوم هو الشمولية الإسلامية”، وأضاف: “لا توجد هناك مشكلة دينية في فرنسا، هناك مشكلة ترتبط بالإسلام”.
ويريد مرشح اليمين الفرنسي للرئاسيات إنشاء “هيئة توافق بين الدولة والإسلام في فرنسا” تكون مختلفة عن “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية”، وطالب بحظر المنظمات التي تدعي “السلفية” وكذا جماعة الإخوان المسلمين، ومنع الخطب في المساجد باللغة العربية، كما يرغب في حظر كل تمويل خارجي لممارسة الديانة الإسلامية، وفي نفس الوقت عدم استعمال المال العمومي فهو يعتبر أن”المسلمون كثيرون كفاية في فرنسا لتمويل عبادتهم “. وطالب بفرض رقابة إدارية على ”العبادة الإسلامية”، وقال إنه على ”الدولة واجب الإشراف على تعيين الأئمة، ومنع أي تمويل أجنبي للمساجد”، مشيرا بصريح العبارة إلى الدعم الجزائري وحكومات دول إسلامية أخرى، لمساجد فرنسية، وأبرز أنه “ليس هناك مجال في فرنسا لإسلام الجزائر أو السعودية أو المغرب”.
كما يتميز “فرانسوا فيون” بتعصبه للديانة المسيحية الكاثوليكية والتاريخ الدموي لفرنسا، وكان قد دافع حين كان وزيرا للتربية عن “رواية وطنية” تدرس التاريخ في المدارس الفرنسية وتفرز الفخر بجذور البلاد المسيحية وثقافتها، كما دافع عن الماضي الاستعماري الفرنسي وقال في لقاء صحفي نقلته صحيفة “اكسبريس” الفرنسية، إنه يطالب بحذف البرامج التربوية التي تجعل الفرنسيين يشعرون بالذنب لاستعمارهم دولا عديدة. و في تجمع خطابي له يوم 28 أوت 2016 صرح بأن: “فرنسا غير مذنبة عندما حاولت تقاسم وترويج ثقافتها وقيمها لدى الشعوب الأفريقية والآسيوية وشعوب أميركا الشمالية.. فرنسا ليست هي التي اخترعت نظام العبودية والاستعباد”، في إشارة إلى الحقبة التي استعمرت فيها فرنسا عددا من الدول.
ويرى فيون أنه يمكن العودة إلى مواد بقانون العقوبات استخدمت خلال حرب التحرير الجزائرية لمواجهة التهديدات الإرهابية في بلاده، ويعتبر “فرانسوا فيون” أقرب المرشحين إلى فكر اليمين المتطرف، حتى أنه تفوق على الرئيس الأسبق “نيكولاي ساركوزي” في هذا المجال، ولذلك يعتبره زعماء الجبهة الوطنية خطرا عليهم لكونه قادرا على اختطاف ناخبي هذه التشكيلة السياسية حيث قالت “ماريون ماريشال لوبان”، نائبة البرلمان عن حزب الجبهة الوطنية، وابنة أخت “مارين لوبان”، “يضع فيون أمامنا مشكلة استراتيجية، فهو المرشَّح الأخطر على حزب الجبهة الوطنية”.
ولا يمكن إنكار أن قوى اليمين واليمين المتطرف التي تروج لأفكار معاداة الإسلام وكراهية الأجانب ورفض المهاجرين تتقدم في مختلف الدول الأوروبية، خصوصا في النمسا والمجر، والدنمارك وهولندا وألمانيا وإيطاليا…لقد أصبحت هذه الظاهرة حقيقة جلية حتى صرح عدد من زعماء الغرب بأنهم يرفضون استقبال اللاجئين من سوريا والعراق ودول إسلامية أخرى من أجل أن تحافظ مجتمعاتهم على هويتها المسيحية، ولذلك لم يبق أمام المسلمين سوى العودة إلى دينهم الذي ضمن لهم العزة والمنعة في إطار الوحدة والأخوة، أو أن يبقوا متفرقين متناحرين تتصيدهم ذئاب الإسلاموفوبيا مثل الغنم القاصية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى