سياسة التحكم بموارد البترول
يقول “فيجاي فيتيسواران ” في كتاب “الطاقة للجميع بأن جورج ديبليو بوش هو الرجل الذي رفض التوقيع على معاهدة ” كيوتو” حول تغيير المناخ.
لكنه كان يقول: نحن جميعا نؤمن بأن التكنولوجيا تمنحنا وعدا عظيما بتحقيق انخفاض كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة، وخاصة تقنيات احتباس، وتخزين وعزل الكربون.
ربما يمكن القول أن “بوش” الابن كان يتلاعب بالكلمات الجريئة مثل والده “بوش” الأب.
ولقد أصرّ “بوش الأب” على أن نمط الحياة الأمريكية غير قابل للتفاوض، وبطبيعة الحال فإن مليارا من الدولارات لن يفعل كثيرا لإقناع صناعات يبلغ حجم استثماراتها الثابتة في تقنيات الوقود الأحفوري.
ولو عدنا إلى استراتيجيتها المنصرمة نرى بأن الحملة الأمريكية على أفغانستان كانت أيضا حملة للاستيلاء على موارد الطاقة. ولقد استلزمت الحرب الأفغانية بناء قواعد عسكرية أمريكية في آسيا الوسطى بهدف تأمين الدعم لأية خطوة يقوم بها القادة في الولايات المتحدة للسيطرة على موارد أخرى للنفط والغاز في بحر قزوين.
ونذكر للتاريخ أيضا أن إدارة “بوش” أعلنت أن الحملة على أفغانستان هي بداية لحربها على الإرهاب، وقامت هذه الإدارة بتنظيم قائمة أهداف أخرى تصل إلى خمسين دولة.
إنّها فعلاً حرب معلنة على معظم دول العالم والتي كانت أغلبها تمتلك مصادر هامة للنفط. ولقد بادرت بتنفيذ خطة طموحة تستهدف إيجاد موطئ قدم لها في مناطق استراتيجية في العالم، وربما أيضا للتحكم بشكل كامل ومباشر بموارد البترول في العالم.
هذه الإستراتيجية تحمل في طياتها خطرا يطال الاستقرار في جميع بلدان الشرق الأوسط.
هذه هي الولايات المتحدة التي وُصفت بشرطي العالم، والدولة القائدة الأولى، بحيث أن آمالها لم تعد مغمورة ولا سرية، بقدر ما وزعت هذه الآمال وفق حربها الجديدة على ما تسميه بالإرهاب الإسلامي.
فهل يمكن في يوم من الأيام أن تتفاوض على نمط الحياة الأمريكية؟
إننا نعمل على توطين السلام الذي نعلنه باسم ديننا الحنيف حتى يكون له المكانة اللائقة ولا يهدر حق هذا الدين في الكينونة وفي الوجود لأنه يهدد عقائد أخرى ترى نفسها سيدة الموقف.