بمناسبة اليوم العالمي للطفولة: أنحن في حلم أم نحن في علم ؟؟ بقلم: أمال السائحي
يقول الشي خ محمد الغزالي، -رحمه الله-: “إن صرح الإسلام قام على تضحيات ثقال قامت بها أسر شجاعة، تواصى رجالها ونساؤها بالحق وبالصبر”.
لست أدري لما أصبحت الحياة اليوم الأمور تجري على عكس كل ما يدعون إحياءه من مناسبات وطنية أو عالمية سنوية مختلفة تبدأ بالمرأة، الطفل، الأسرة، العنف…
فكل شيء يشير إلى عكس ما يريدون وضعه في إطاره المزيف والمنمق، بكلمات ممزوجات بحقوق وثوابت وقيم…لا نلمس اليوم فيها إلا اسمها ورسمها..
ماذا يعني أن يحتفى بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، أو اليوم العالمي للاضطهاد والعنف…أو اليوم العالمي للمناخ، أو اليوم العالمي للسلام، والكل يعمل عكس ما يقول…
وجميعنا نرى اليوم بأمهات أعيننا ما يجري للطفل العربي على وجه الخصوص بسبب الحروب التي تدور في أرضه، أما على مستوى أسرته فذلك شأن آخر، وإن كان لا يقل سوءا عما تسببه له الحروب الجارية من ويلات ومآسي، فهناك أطفال جنحوا إلى العنف بفعل عوامل أسرية كقسوة المعاملة وامتناع الحوار، أو اللامبالاة والإهمال، ويوجد من تكونت العدوانية لديهم نتيجة بعد والديهم عنهم طوال اليوم،وانشغالهم عنهم كل الوقت… …
وقد تساءلت لم وصلت مجتمعاتنا إلى هذا الحد منالانحراف؟ ولم تفشت فينا الجريمة المنظمة؟ حتى باتت ترتكب بأبشع الصور وبأبشع الطرق في حق رجالات وأمهات المستقبل، أطفال أبرياء يخرجون للعب، أو للتنزه، فيختطفون ليغتصبوا أو يقتلوا أو تنتزع منهم أعضاؤهم الداخلية، أو يباعوا للغير، بل هم يختطفون وهم قابعون في منازلهم وهذا هو العجيب؟؟!!
وإن الحديث عن آلام ومآسي الطفل العربي والمسلم ككل، لا حصر له ولاحد، وإني الأعلم أنه ليس وحده الذي يتجرع مرّ الآلام على مر الأيام، فهناك أطفال آخرون يقاسمونه معاناته تلك في بلدان أخرى تقع هنا وهناك من هذا العالم الفسيح، الذي عصفت به أح
اث جسام،فما نراه اليوم مما يتعرض له من الم وحزن وتهميش وإقصاء وقتل متعمد، فإنه حتى إذا نجا، فإنه ينجو بجسمه أو ببعض جسمه، مع عقده النفسية التي لا ينجو منها وتبقى ألم دائم في حياته ..
لقد أصبح عالمنااليوم مليء بالأحداث، وبأمور صعبة ومؤلمة، لا نريد أن نذكرها لأطفالنا، وهم في سن اللعب والمرح و البهجة و السرور، ولكن من زاوية أخرى قد يتعرض الطفل بسببها لمحن خاصة منها التشرد، اليتم، التفكك الأسري، أو المرض، و الأكثر منها هي هذه الحروب القاسية على الكبير فما بالك بالصغير الذي مازال لا يعي لما قامت هذه الحرب، و كيف فقد أباه أو أمه، أو إخوته…
برأيك أيها القارئ الكريم، ما الذي يمكن القيام به لمساعدة أطفال سورية، والعراق وكل طفل اليوم يعاني من ويلات الحرب وعقدها في كل الدول التي هي منخرطة فيها؟
هل ترى الجهات الدولية والعربية تقوم بما يكفي لمساعدة ودعم هؤلاء الاطفال؟ الذين حرموا من أبسط حقوق العيش بسلام وأمان…
أظن قارئي الكريم أنهيمكن أن يظهراليوم دور مؤسساتنا بكل مستوياتها، وجمعياتنا بكل تنوعاتها،وماذا بمقدورهم أن يقدموه على أرض الواقع، وليس في الشعارات أو الهتافات للطفل في يومه المزعوم، بدءًا من أسرته إلى الشارع الذي أصبح يخيفه،مع كل الجرائم التي تعرض له فيه، وانتهاء بهذه الحروب المدمرة التي تعصف ببلاده