مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
قضايا الأمـــة

جرائم إبادة جماعية ترتكب في حلب تحت سمع وبصر العالم بقلم الأستاذ: محمد العلمي السائحي

إن ما تتعرض له حلب من قصف من قبل الروس والنظام السوري بمختلف أنواع الأسلحة والمقذوفات التدميرية الفتاكة، مع التركيز على المستشفيات ومراكز الدفاع المدني والأسواق والمدارس، يدل دلالة قطعية على أن الهدف من ضرب حلب ليس هو إخراج فصائل المعارضة منها، وإبعادهم عنها، وإنما هو القضاء التام على سكان حلب والتخلص منهم بشكل كلي، لأسباب خفية يعلمها النظام وحليفاه الروسي والإيراني، فذلك ما يشي به تركيز القصف على المستشفيات ومراكز الدفاع المدني والأسواق والمخابز حتى يمتنع علاج الجرحى، فيتضاعف بذلك عدد القتلى، وكذلك تركيز القصف على المخابز والأسواق، حتى ينعدم الغذاء، فيموت بالجوع من لم يمت بالقصف.
فلا تفسير آخر لاستهدافهم بالقصف لمواقع الاستشفاء ومصادر الغذاء إلا أن النيّة المبيّتة هي الاستعانة بكل الوسائل والأدوات التي تتكفل بالفتك بأكبر عدد ممكن من سكان حلب، وهل هناك أنجع في كتم الأنفاس، من الجوع والرصاص؟
إذن إن ما تتعرض له حلب هو إبادة جماعية، ولا يمكن التعلل لإخفائها والتمويه عليها بدعوى أن فصائل المعارضة تحتمي بالمدنيين…
وهنا يحق لنا أن نتساءل: لماذا لا تتحرك منظمة الجامعة العربية، أم هي ما عادت تتحرك إلا إذا كان الموضوع يتعلق بمصر؟
ولماذا لم نسمع صوتا لمنظمة المؤتمر الإسلامي أم تراها لم تعد تتحرك هي الأخرى إلا إذا همزت بمهماز الغرب لتحدثنا عن الوسطية والإسلام المعتدل الذي يريده الغرب؟
ولماذا لم تتدخل الأمم المتحدة لوضع حد لهذه المجزرة التي تجري في حلب بمساهمة أحد أعضاء مجلس الأمن الدائمين؟
إن صمت هؤلاء جميعا عما يجري في حلب، لن يضر الحلبيين وحدهم، وإنما سيرتد بأبلغ الضرر، على من شاهدوا مأساتهم، ولم يحركوا ساكنا لنجدتهم.
وإنا واثقون أن الدماء التي سفحت في حلب خاصة وسوريا عامة والعراق وفي كل شبر من البلاد العربية والإسلامية لن تذهب هدرا، وأنها ستظل تطالب الشباب العربي والإسلامي بالثأر لها ممن سفحها بغير حق، وسيعمل هذا الشباب على الانقلاب على المؤسسات الدولية والأممية التي عجزت عن القيام بالدور المنوط بها في حفظ الأمن والدفاع عن الأمن والسلم العالمي.
وليس الشباب العربي والإسلامي هو وحده الذي سينتفض في وجه الأنظمة الوطنية السائدة، والمؤسسات الدولية والأممية التي باتت عاجزة عن النهوض بدورها والقيام بوظيفتها في فض النزاعات، والتصدي للحروب والصراعات.
لقد ضاق الشباب الغربي هو الآخر بتجبر أمريكا وتنمر روسيا، وغطرسة إسرائيل، ومكر بريطانيا، وخداع فرنسا، وصار يتوق إلى إيجاد نظام عالمي يعيد للإنسان ما ضاع من إنسانيته، ويضمن له القدر الكافي من حريته وكرامته، ويؤسس لنظام عالمي كفيل بمنع الصراعات والحروب، وأقدر على التمكين لأسباب التعاون بين البشر جميع البشر، بما يكفل توفير أسباب الحياة الكريمة الآمنة المستقرة للجميع وليس للبعض دون البعض.
إن الحركات والتنظيمات التي نشاهدها في أوروبا كحركة الخضر وغيرها من الحركات والمنظمات، تؤكد أن هناك في أوروبا توقا للتغيير، فليس الشباب العربي والمسلم وحده الذي ضاق ذرعا بالأوضاع، التي عاشها ويعيشها في بلاده، بل الشباب الأوروبي هو الآخر قد ساءته هذه الدماء المسفوحة في حلب وغيرها من بلاد الله، وهو يعلم علم اليقين أنها سفحت لأجل مصالح دول عظمى، وهو لذلك ناقم مثل شبابنا عن تلك الأوضاع وستلتقي جهوده وجهود شبابنا في المنطقة لتغيير هذه الأوضاع وكل الأوضاع الفاسدة في العالم وإن ذلك قد بات قريبا وهو أقرب مما يتصور الجميع…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى