هو الشَّيخ العالم الفقيه المجاهد عبد الرَّحمن بن محمَّد بن لخضر بن علي بن عوف، لقبه: بن علجية. ولد بقرية: البير – بلدية أولاد عوف – سنة 1865م.
وكان جدُّه الشَّيخ المجاهد لخضر بن علي بن عوف من قادة المقاومة مع الحاج أحمد باي لمَّا لجأ إلى قبيلة أولاد سلطان سنة 1842م، وألقي القبض على الشَّيخ لخضر بن علي بن عوف ونفي إلى جزيرة سان مارقريت – Saint Marguerite– جنوب فرنسا – وتوفي بها سنة 1854م، ودفن هناك.
الشَّيخ عبد الرَّحمن علجية ألحقه والده بكتَّاب القرية، حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام التَّرتيل، وأخذ عن والده مبادئ العلوم اللغوية والشَّرعية، ثمَّ وجهه والده إلى عالم قرية سفيان الشَّيخ أحمد بن سي علي الرَّاقدي، وأخذ عنه قسطا من العلوم، ثمَّ واصل الشَّيخ عبد الرَّحمن دراسته فقصد بلدة القنطرة وأخذ عن العلامة الجليل الشَّيخ سيدي علي بن أحمد سلطاني وأجازه في الفقه المالكي. كان الشَّيخ عبد الرَّحمن بن محمد رحمه الله، حافظا لأغلب متون العلم المتداولة آنذاك كالجوهرة، والسنوسية، والأجرومية، والألفية، وابن عاشر، والرِّسالة، ومختصر الشَّيخ خليل،… أدَّى الشَّيخ عبد الرَّحمن بن محمَّد فريضة الحجِّ سنة 1892م. كان الشيخ مهابا عند كلِّ القبائل والأعراش، عرف بجرأة نادرة وصرامة في الحقِّ، كان السُّكان والقبائل المجاورة لقريته يتقاضون عنده، كما كان قضاة باتنة ونقاوس وبريكة يحيلون القضايا العويصة إليه، عمل الشيخ عبد الرحمن على جمع الإعانات للمجاهدين الليبيين سنة 1911م، وكان رحمه الله من أعيان ثورة 1916م، ونفي بعدها إلى بلدة آفلو – الأغواط – ومكث في منفاه ثلاث سنوات. وشارك رحمه الله في تأسيس مسجد عين التوتة العتيق بجمع الأموال. كان الشَّيخ عبد الرَّحمن بن علجية من أنصار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكانت له صداقة وصلة بالشَّيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله . بعد حياة حافلة بالعلم والتُّقى، والمقاومة والنَّفي، والعمل والإصلاح، توفي الشَّيخ عبد الرَّحمن بن محمَّد بن علجية يوم 20 ماي 1940م، ودفن بمقبرة بُومِيلَكْ في قرية البِيرْ، بلدية أولاد عوف.
Marche forcée d’un mois :
Puis commença pour boularif et de nombreux Algériens, une longue et incroyable marche qui devait se terminer à Oran , trente jours après, le départ de Barika « De Barika ou on nous a amenés toujours à pied 88 Kilomètres on devait nous diriger sur Laghouat , mais nous avons appris qu’il y avait là bas une épidémie de variole, aussi nous avons séparés en deux groupes, dans l’un à été envoyé à Touggourt, notre destination à nous était avant notre itinéraire Barika, Boussaâda, Djelfa sidi Bouzid, Aflou…après je ne m’en souviens plus avec moi marchant d’une même pas jusqu’à destination, il y avait Abderrahmane Benaldjia , de ouled – Aouf , il avait plus de soixante ans vu son âge avancé , je lui avait demandé de refuser de marcher et de demander un chameau , et lorsqu’il la enfin obtenu , c’était pour faire monter les malades , lui était d’un courage incroyable il a toujours voulu subir , malgré son âge le même sort que les autres…1
وترجمة النَّص بالعربية كالتالي: ( ينقل الكاتب بوسعد عبديش(2) شهادة أحد المنفيين يقول بعدما تمَّ تجميع المنفيين – بسبب ثورة 1916 – بمدينة بريكة:
من بريكة حيث أُخْذَنا راجِلين من باتنة 88 كلم – ليتوجهوا بنا إلى الأغواط وقد علمنا أنَّ بها وباء الجدري، ثمَّ قاموا بتقسيمنا إلى مجموعتين: واحدة وُجِّهَت إلى بلدة تقرت، ومجموعتنا إلى وهران عن طريق بريكة، بوسعادة، الجلفة، سيدي بوزيد، آفلو…، لا أتذكرُ شيئا بعد ذلك، كان بيننا عبد الرحمن بن علجية(3) من أولاد عوف، تجاوز الستين سنة، ونظراً لسنِّهِ المتقدِّم طلبتُ منه أن يرفض السَّيرَ راجلاً، وأن يطلبَ جَمَلاً، ولمَّا تحصَّلَ عليه بعد إلحاح، لم يكن ذلك إلا لحمل المرضى، لقد كان -أي الشَّيخ عبد الرَّحمن- ذا شجاعة نادرة، كان دوما يتحمَّلُ المشاقَّ رغم تقدُّم سنِّهِ…
ويذكر هذا الشاهد أنَّ السَّيرَ إلى وهرانَ دام ثلاثة وثلاثين يوما، وهذا الشاهد لا يتذكر شيئا عن رحلة النفي، ولم يبق في ذاكرته سوى أخبار عن الشيخ عبد الرحمن العوفي، من المؤكد أنه أُعجب بشخصيته أيما إعجاب فلم تبق في ذاكرته سوى أخبار عن الشيخ عبد الرحمن وذلك بعد سبعين سنة من حادثة النفي).
ويقول الدُّكتور مختار فيلالي في بحث له عن ثورة 1916م في الأوراس(4) :
“… وقد تعرض بسبب ذلك- أي لمشاركته في ثورة 1916م- للتعذيب والتنكيل الشَّديد الشَّيخ العالم الحاج عبد الرحمن العوفي، وأحمد بن محمَّد، وعوفي عثمان(5)، وقرَّر العدو بأن لا يرفع عنهم العذابَ حتى يعترفوا بمصير الجُنْدِيَيْنِ(6)، أو يقتلهم كما قتل عدداً قبلهم من المعتقلين”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (2) – بوسعد عبديش: صفحات خالدة ص 66 – م، و ، ك 1986 م، بالفرنسية، وهو كاتب وصحفي له عدة آثار اغتيل سنة 1996 م. (3) – نفي إلى آفلو – ولاية الأغواط – ونفي أخوه البشير بن علجية إلى تقرت. ودام مدَّة نفيهما 3 سنوات. (4) – أنظر : ثورة 1916 في الأوراس مجلة التراث ع 2 سبتمبر 1987 . (5) – عوفي عثمان بن الحشاني هو والد الشيخ أحمد بن عثمان عوفي الإمام الأول للمسجد العتيق بعين التوتة. (6) – هما عسكريان فرنسيان قتلا قرب قرية البير انوانو – بلدية أولاد عوف – وأخفى السكان جثتيهما .