مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
غير مصنف

هيا بنا جميعا لندفع الخطر عن أطفالنا؟ بقلم: أمال السائحي

%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b7%d9%81%d8%a7%d9%84
قد تكون مفاجأة ومفاجأة غير سارة للآباء والأمهات، تلك الجرائم البشعة التي ارتكبت في حق أطفال بعمر البراءة، في مجتمعنا هذا الذي بات مريضا والذي راح مرضه كل يوم يزداد من السيئ إلى الأسوأ.
فبماذا نفسر هذه الظاهرة التي أصبحت واقعا نعيشه يوميا على صفحات الجرائد، وغير الجرائد، في كل يوم طفل مخطوف، أو طفل قتل بسبق الإصرار والتعمد، إما من طرف مريض من عائلته، أو من طرف الخاطف…أو بماذا نسمي العائلات التي تريد التبني من أجل أن تربي طفلا يتيما وبعد ذلك تقوم ببيعه لجهات خاصة…
أليس هذا من المفاجآت التي حيرت العقول وأجبرتها على أن تطرح أسئلة كثيرة لِم يحدث هذا؟ هل النفوس حقا أصبحت مريضة؟ إلى درجة أنها لم تعد تميز بين ما هو سيئ وما هو أسوأ.
عندما نرى الأهالي صباحا مساءا وهم في الشوارع برفقة فلذات أكبادهم،بغية إيصالهم إلى مدرستهم يوميا وعلى مدار السنة، إما إلى المدرسة أو الرياضة أو الترفيه، ولو كان أمام البيت…أصبحت القلوب وجلة، قلقة، حائرة، من هذه الظاهرة الغريبة على وطننا…
وهذه بعض الأرقام الخاصة بالجزائر أنقلها عن موقع ويكيبيديا تعبر عن انتشار هذه الظاهرة البغيضة والمرعبة… حيث تعتبر سنة 2012 الأسوأ على الإطلاق …فمنذ سنوات وصل معدل الاختطاف وقتل الأطفال إلى 15 حالة شهريا …وهي كارثة اجتماعية تستحق دق ناقوس الخطر …
وتشير الأرقام لسنة 2012 أن الجرائم التي تأتي في المقدمة هي الضرب والجرح العمدي بـ 3222 ضحية يليها الاعتداء الجنسي بـ 1608 ضحية ثم تليها186 حالة اختطاف من أجل الابتزاز…
وتم تسجيل 195 حالة اختطاف للأطفال بينهم 143 بنات و53 ذكور في العام الماضي، حسبما أعلنت عنه خيرة مسعودان، عميد أول للشرطة، ورئيسة مكتب حماية الطفولة بالمديرية العامة للشرطة الجزائرية، لتصبح الحصيلة منذ سنة 2014 إلى غاية شهر يوليو 2015، 247 طفل مختطف، تضاف إليها حالات اعتداء جنسي على 1663 طفل من بين 6151 طفل تعرض للعنف في الجزائر.
وهي حصيلة ثقيلة تؤرق الجزائريين الذين باتوا يخشون على فلذات أكبادهم، من هذه الظاهرة التي تستفحل بشكل قوي، مع توقع سقوط المزيد من الضحايا، حسبما يراه عبد الرحمن عرعار، رئيس شبكة ندى لحماية الطفولة، الذي أكد أن قائمة الضحايا لا تزال مفتوحة، ما دامت مسبباتها قائمة.
أما عن الأغراض الإجرامية فهي متعددة… يأتي على رأسها الانتقام من أهل الطفل…ثم التحرش الجنسي، والابتزاز (طلب فدية)، كما يتم الاختطاف بغرض التبني والاتجار بالبشر لأغراض العمالة (تشغيل قسري للأطفال) والعبودية، وتجارة الأعضاء لأغراض طبية، أو للشعوذة…
وتضيف السيدة شائعة جعفري رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، فتقول: “سجّلنا حالات اختطاف وتهريب أولياء لأطفالهم بعد الطلاق. ولقد حمّلت الأولياء مسؤولية استفحال ظاهرة اختطاف الأطفال، وأكدت أنها استقبلت العديد من الحالات التي تورط فيها الأولياء في اختطاف وتهريب أطفالهم إلى ولايات بعيدة، أو إلى دول أجنبية بعد الطلاق، وذلك هروبا من تنفيذ قرارات العدالة، التي توكل الحضانة لأحد الأولياء.
أصبح اليوم وبكل تأكيد لزاما على كل من أولياء الأمور والمجتمع والإعلام والسلطة،أن يقوم كل بمسؤوليته لمواجهة هذا الداء العضال، الذي أصبح بمثابة سرطان استفحل بقوة في هذا الوطن الحبيب، الذي لم يجد بعد المضادات الحيوية التي تقوي مناعته، وتكسبه قدرة على مقاومته، أو لم يجد من يقوم بعملية جراحية بتقنية عالية لاستئصال جزء منه، أو استئصاله تدريجيا…ولقد صار لزاما على المؤسسة التشريعية أن تعيد النظر في قانون العقوبات وتُضمِّنه قوانين تنص على عقوبات ردعية مشددة في حق قتلة الأطفال ومختطفيهم ومغتصبيهم والمتاجرين بهم، وقد بتنا في حاجة ماسة لتوعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة الطارئة، وضرورة الوقوف في وجه هؤلاء المجرمين المتوحشين الذين يتهددون حياة أطفالنا، ومستقبل مجتمعنا…
وهذا الدور هو من مهام الأسرة، والمختصين النفسانيين، والمدرسة، وأئمة المساجد، والمؤسسات الأمنية، وجمعيات المجتمع المدني، وكل المراكز التي لها صلة بهذه الظاهرة من قريب أو بعيد، على الجميع أن يتكاتف ويكثف الجهود، ويسهم في عملية التحسيس بخطورة هذه الظاهرة ووجوب مقاومتها، حتى يصبح كل مواطن يستشعر خطورتها، وليس فقط كل من ابتلاه الله في فلذة كبده، عندها وعندها فقط، يهب المجتمع بكامله للتصدي لها، فيضيق الخناق على مقترفيها، ويستحيل عليهم إيذاء أبنائنا، والتعرض لهم بالسوء، وقديما قال الشاعر العربي:
تعدو الذئاب على من لا كـــــلاب له
وتتقي صولة المستأسد الحـــــــامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى