اليونسكو تطيح بأكاذيب اليهود حول المسجد الأقصى! عبد الحميد عبدوس
صادق المجلس التنفيذي لـ”اليونسكو” (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) يوم الثلاثاء،18 أكتوبر2016 على قرارين يؤكدان “الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية” واعتبار المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقعاً إسلامياً مقدساً ومخصصاً للعبادة، مؤكدا أن تلة باب المغاربة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ويرفض الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، القرار قدمته فلسطين والأردن ودعمته الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعُمان وقطر والسودان وتم اعتماده، يوم الخميس 13 أكتوبر، من قبل اللجنة الإدارية لليونسكو. وتأتي أهمية قرار اليونسكو الأخير من أنه شمل الإجراءات الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وجامع بلال بن رباح في مدينة بيت لحم حيث أكد أن الجامعين يقعان في دولة فلسطين المحتلة. وطالب المدير العام أن يقدم تقريرا وافيا عنهما في المستقبل.
قرار اليونسكو جاء بعد ما يقارب خمسة عقود من إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2253 الصادر في الرابع من أوت 1967 والقرار رقم 2254 بتاريخ 14 من نفس الشهر1967 القاضيان بالطلب من إسرائيل الامتناع عن تغيير طابع مركز القدس وعدم اتخاذ أي تدبير أو إجراء لتغيير معالم القدس وإلغاء جميع التدابير المتخذة لتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس. وقد صدر قرار مجلس الأمن الأول رقم 252 بتاريخ 21 /5 / 1968 حيث اعتبر جميع الإجراءات الإدارية والتشريعية والأعمال التي قامت بها إسرائيل في القدس باطلة ودعاها إلى الامتناع عن اتخاذ أية إجراءات شبيهة في المستقبل وإلا اعتبرت باطلة.ورغم أن قرار اليونسكو يأتي في إطار تدعيم الشرعية الدولية ومنسجما مع القانون الدولي وتأكيدا لقرارات دولية سابقة بما فيها قرارات سلطات الانتداب البريطانية منذ العام 1930 في أعقاب ثورة البراق عام 1929 ولجنة التحقيق البريطانية التي شكلت آنذاك، التي أكدت على أن “حائط البراق” هو ملك إسلامي خالص ولا حق لغير المسلمين فيه. إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون، الذي من المقرر أن يغادر منصبه في نهاية العام 2016، بعدما قضى فترتين مدة كل منهما خمس سنوات انتقد ، تبني “اليونسكو” التابعة لمنظمة الأمم المتحدة قرارا يعتبر الأقصى تراثا إسلاميا خالصا. وقال المتحدث باسمه الأمين استيفان دوغريك في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك
إن “بان كي مون يؤكد من جديد أهمية البلدة القديمة في القدس وأسوارها للديانات السماوية الثلاث، ويشدد على أهمية الارتباط الديني والتاريخي للمسلمين والمسيحيين واليهود بالأماكن المقدسة”. وأوضح دوغريك أن رأي الأمين العام هو : “المسجد الأقصى وهو الضريح المقدس للمسلمين، هو أيضا جبل الهيكل، وحائطه الغربي هو أقدس مكان عند اليهود، وعلى بعد خطوات قليلة منه تقع كنيسة القديس القبر وجبل الزيتون”. ولكن الأسوأ من موقف بان كي مون، هو تصويت بريطانيا على قرار اليونسكو ،حيث اختارت أن تقف في صفوف الأقلية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني. علما أن بريطانيا هي المسؤولة عن مأساة الشعب الفلسطيني منذ إصدارها لوعد بلفور الذي يعتبر بمثابة” إعطاء من لا يملك أرضا لمن لا يستحق” رغم أن بريطانيا ـ الدولة المنتدبة آنذاك ـ أصدرت تشريعا نافذ المفعول في 1932يعتبر حائط البراق (الذي يسميه اليهود حائط المبكى) ملكا خالصا للمسلمين بعد صدور قرار عصبة الأمم في1930م في هذا الاتجاه.
لقد كان قرار اليونسكو بمثابة صفعة قانونية لإسرائيل التي جمدت عضويتها في المنظمة الأممية، ولكن إسرائيل التي اعتادت الاستهتار بالقرارات والقوانين الدولية التي تعارض أطماعها لن تتخلى عن سياستها القائمة على البطش والقمع والترهيب ومنطق القوة وتزوير التاريخ ومواصلة محاولات تهويد الأماكن الإسلامية المقدسة وسرقة التراث الفلسطيني، ولا يقف في وجه هذه السياسة الباطشة سوى مقاومة الشعب الفلسطيني وصمود أولئك الرجال والنساء الذين يتصدون بإيمانهم وعزيمتهم للاقتحامات المتكررة من طرف عصابات المستوطنين تحت حماية سلاح المحتلين الصهاينة، ولولا تلك البطولات الخارقة والتضحيات السخية للفلسطينيين، لتحولت القدس إلى عاصمة يهودية في ظل تشتت المسلمين وسقوطهم في الصراعات العبثية والفتن المتلاحقة.