حسنُ الاستماع لبعضنَا مفتاحٌ لإصلاح ذاتِ بيننا – الشيخ محمد مكركب
تذكرت وأنا أفكر في أمر أمتي لما أحمله من همومها، والحيرة التي تشغلني في شأن جمع شملها، وكيف السبيل إلى إصلاح ذات بينها، وتصحيح واقعها، وأنت أيضا أيها القارئ الكريم يهمك أمر أمتنا، وأنت أيضا يحزنك ما وصل إليه حالنا، تذكرت أنه من بين مفاتيح الحلول لإصلاح ذات بيننا، وإجماع أمرنا، واتحاد أحزابنا ومذاهبنا ثم شعوبنا للارتقاء نحو التقدم والازدهار، هو قيمة (حسن الاستماع لبعضنا).نعم، نعم، قد يقول قائل: حسن الاستماع قيمة من قيم الحوار، والناس من عهود قديمة وهم ينادون بأدب الحوار، وأصول الحوار، والحوار العقلاني، وقواعد المناقشة والتحليل، وغير ذلك. وحسن الاستماع لبعضنا من هذا المعلوم باليقين منذ سنين وسنين، ألم يتبين لك هذا حتى اليوم؟ نعم، نعم.
عندما وضعت عنوانَ هذا المقال فكرت في هذا اللوم بهذا السؤال، ولكن توكلي على الله ثم سندي في حسن ظني وثقتي بالقارئ الذي يقرأ بحوثي ومقالاتي بخلفية الزاد العلمي، والثقافة الإيمانية التي اكتسبها من القرآن الكريم. فكم من حِكَمٍ، وأحكام، وأقوال، ونظريات، وقيم، وأخلاق، علم الناس بخبرها منذ عهود، وألسنتهم تلوكها بمناسبة أو غير مناسبة، ومع ذلك تراهم في واقع حياتهم من أشد الناس افتقارا إليها. ثم لا أقول (حسن الاستماع) وحده هو الذي يحل المشاكل، ويؤلف بين قلوب المتنازعين، وبه وحده نعالج قضايا المتخاصمين، إنما أقول (قيمة حسن الاستماع) من أهم مفاتيح بداية إصلاح ذات البين. ولذلك جاء الأمر في القرآن الكريم بالسمع، والاستماع، فحسن السمع وسيلة للتعلم، ووسيلة للاستجابة، ووسيلة لإدراك الحقيقة، ومن ثم فهو وسيلة التواصل والتفاهم.
قال الله تعالى:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾(ق:37) وقال عز وجل:﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(الأعراف: 204) والفرق بين السمع والاستماع، هو أن السمع حِسُّ الأذن بالصوت الخارجي وتمييزه. وأما الاستماع، فهو إلقاء السمع بالتركيز، والصمت، وعدم الانشغال عنه، واحترامه.
قال محاوري: ولكن كثيرا من الذين لهم آذان ويسمعون الأصوات، ولكنهم كالأموات، وتراهم يتحاورون حتى يصل الحوار بينهم إلى السب والشتم، يصرخون وهم يَرُدُّونَ على بعضهم بحماس لا حد له، وكأنهم لا يسمعون ولا يعقلون، فلمْ تتآلف قلوبُهُمْ، ولم يسكن غضبهم على بعضهم، ولم يتخلصوا من أحقاد قلوبهم، ولا يزالون يستهزئون ببعضهم، فما هو حسن الاستماع الذي أردت أن تحدثنا عنه؟ ومعذرة إن قلت لك إن الذي يحيرنا في هذه الأيام 1437هـ ظاهرة من أسوأ الفتن التي أصيبت بها الدعوة الإسلامية، هل تسمح؟ قُلْ وَلَا تَثْرِيبَ عليك. قال: إذا كنا نجد مبررا للعامة على أنهم لا يحسنون الاستماع لبعضهم، لأميتهم المعلوماتية، أو الفكرية، فكيف يُعْقَل أن يصل الأمر بالعلماء، أو المحسوبين على العلم والعلماء، والمحسوبين على الدعوة والدعاة، ومع ذلك لا يعملون بهذه القيمة الحضارية التي تدعو إليها، إنهم علماء يسبون بعضهم، ويشتمون، ويقدحون، وعلى موائد الحوار لا يتأدبون!.فما سبب هذه الظاهرة العجيبة، والسلوكات الغريبة؟ دعاة يكفر بعضهم بعضا، ويصف بعضهم بعضا بالنفاق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قلت وبالله التوفيق وعليه التوكل: فالذي لا يختلف فيه العقلاء هو أن تنوع الاجتهاد، وتعدد الأفكار، واختلاف الرؤى، من سنن الله تعالى في خلقه، ولن يستقيم تكاملهم وتعايشهم إلا بكمال الاتصال والتواصل بينهم، وأن التواصل الحضاري الإيماني بين بني آدم يتم عن طريق العملية العقلية التي يشكلها القلب كفكرة، بناء على عوامل ومؤثرات خارجية، ثم تصاغ الفكرة وتُبَلَّغُ بواسطة اللسان، فتصل إلى قلب المخاطَبِ عن طريق السمع، ولن يحدث التفاهم إلا إذا أحسن المتكلم أدب الكلام، وأحسن الْمُكَلَّم الاستماع. انطلاقا من هذه المعادلات قلنا إن حسن الاستماع مفتاح لإصلاح ذات البين﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ وأما ما سقط فيه بعض الدعاة من أسلوب القدح والتجريح، وحوار الإخوة الأعداء بالعجب الصريح، وربما بالكلام القبيح، فإن ذلك من عثرات غفوتهم وغرور الكثير منهم، غفر الله لنا ولهم. فما هي آداب حسن الاستماع؟
أول أدب الاستماع في مجالس الحوار هو: الإنصات باحترام، بأن يستقبل المستمع المتكلم بكامل وعيه، وجوارحه، قلت ويتمثل ذلك في سكوته، فلا يتكلم مع أحد أبدا، ولا يقاطع محاوره، ولا يلمز بحركة، ولا يغمز بإشارة، حتى ينهي المتكلم كلامه. قال الله تعالى في الخبر عن الجن الذين استمعوا للقرآن﴿اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾(الجن:1/2) لماذا آمن الجن بالقرآن وصدقوه وانقادوا له؟ لأنهم استمعوا بأدب الإنصات، فاسمع قول الله تعالى:﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا﴾ (الأحقاف:29) هل نحن ملتزمون بأب الإنصات لبعضنا في حوارنا؟ أما علمتم بأنه من بين أسباب سوء التفاهم هو سوء التحاور؟.
إن كل المسلمين المتنازعين في الأسر، والجوار، والجمعيات، والأحزاب، والمعارضات، كلهم معنيون بقوله تعالى:﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ وكل العلماء الأمراء معنيون بقوله تعالى: ﴿فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ والجميع مطالب بأن يعمل بالوصية ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾(النساء:128).
أخي المسلم مهما يكن الذي بينك وبين أختك من حطام الدنيا، أو الأذى الذي أصابك في نفسك، فلن يكون أغلى من رضا الله والجنة، نعم، قلت: وماذا تفعل؟ أجلس معها واستمع لها، وسيفتح الله وهو الفتاح العليم. ومهما يكن بينك وبين أخيك، أو إخوانك في العقيدة، فلن تكون عداوتهم إياك، كعداوة أبي الوليد عتبة. ومع ذلك استمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم، يروي كتاب السيرة النبوية.
” أنه قام عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت. وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا، لعلك تقبل منا بعضها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قل يا أبا الوليد، أسمع]. قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريدُ بما جئتَ به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا، وذكر له أشياء. حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: [أفرغت يا أبا الوليد؟] قال: نعم. قال: [فاستمع مني] قال: أفعل. قال: بسم الله الرحمن الرحيم {حم. تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ﴾ ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه. فلما سمع عتبة أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يسمع منه، فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: [قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك ].
وجه الاستدلال من هذه القصة، هذه العبارة النبوية: [ قل يا أبا الوليد، أسمع ]. وتدبر قول الله تعالى:﴿ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ﴾.
إياك أن تغلق باب الحوار، وإياك أن تضع الخطوط الحمراء بينك وبين من يخالفك الرأي، أو حتى بينك وبين الذي يخالفك في الفكرة، أو يخالفك حتى في العقيدة، كما رأيت الحوار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي الوليد. بل أنت الذي تبادر إن قبل الطرف الثاني ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾(آل عمران:64) وحاول أن تدعو من نزغ الشيطان بينك وبينه، أن تدعوه برفق وتسامح واعتذار إلى مجلس حوار، فليكن هذا الذي تختلف معه أخاك، أو زوجك، أو جارك، أو شريكك، وربما أنتم أبناء حركة دعوية من أبناء شعب مسلم عظيم، فاعلموا أن مفتاح السر في إصلاح ذات البين هو أن نجلس مع بعضنا، وأن نحسن الاستماع لبعضنا. نعم، قد يملي عليك قلبك بأنك أنت الذي على الحق!! أو توسوس لك نفسك أنك أعلى مقاما منه، وأنت الأصل، وهو أقل شأنا، وهو الفرع، و.و. ومع ذلك قلت لك: استمع لإخوانك واقبل عذرهم، ولا تقل لي: ولكن… أنت لست خيرا من يوسف عليه السلام، ولم تؤذ من قبل إخوانك بأكثر مما أوذي يوسف عليه السلام. ومع ذلك دعا إخوته وحاورهم، وقبل عذرهم، وقال لهم ما شهد الله تعالى به في كتابه:﴿قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف:92).
الأدب الثاني من أدب حسن الاستماع: نية الاستجابة للحق. فإذا كان المستمع ينوي أنه يبحث عن الحقيقة، وأنه إذا رأى الحق مع محاوره ترك رأيه، ورجع إلى الحق. قال الله تعالى:﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾(الأنفال:21) ولا تكونوا كالمشركين والمنافقين الذين لا يسمعون بنية حسنة على أنهم يريدون الخير، ولكنهم يسمعون مكرا ونفاقا﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ (الأنفال:23).
هناك فئة من الناس قد انحرفت أفكارهم، وشذت أذهانهم، يعادون إخوانهم، ويرفضون أن يحاوروهم، ولا يجلسون مجالسهم إن دعوا إليها، ولا يسمعون كلامهم، وقد وصف الله تعالى المنافقين بسوء نية الاستماع، تنبيها لنا وتحذيرا من الوقوع فيما وقعوا فيه من انحراف في الفطرة، وزيغ في الفكرة. قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾(محمد:16).
الأدب الثالث من آداب الاستماع هو الاستماع بدون خلفية أو فكرة مبرمجة مسبقا. من المؤكد في بني الإنسان أن كل واحد منا يحمل فكرة، مما تمليه عليه عقيدته، ومن ثم فإن أفكار المسلمين يجب أن تتحد في مستوى الأصول الكبرى، لأن عقيدتنا واحدة، غير أن الفكرة العقدية الأصلية تتفرع عنها آراء ورغبات، ووجهات نظر، وقد تتحول وجهات النظر إلى أهواء. ويأتي أحدنا إلى مجلس الحوار بتلك الفرعيات والرغبات ويتشبث بها استجابة لهواه، ومن ثم تجده يرفض كل ما يخالف رأيه وهواه. فهذه الخلفية الأهوائية هي الحاجز بين المتحاورين.
إن الجن لما سمعوا القرآن بغير هوى مسبق استمعوا له وهم يريدون فهم الحق، كما علمنا في الأدب الثاني سابقا، عرفوا الحق واتبعوه، لأن قناة التواصل بين المخاطِب والمخاطَب كانت مفتوحة ﴿قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ . يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الأحقاف:30/32) ووصف لنا ربنا عز وجل عباده المؤمنين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، قال فيهم تبارك وتعالى، ليكون ذلك خلقا لنا نحن جميعا معشر المؤمنين﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾( النور:51).
وتدبر تلك الخلفية الأهوائية عند المشركين وقد عبروا عنها بكل جرأة وحمية جاهلية:﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾ فهم على قلوبهم غُلْفٌ، وفي آذانهم صَمَمٌ، وبين خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين سمعهم حجابٌ حاجزٌ يمنع وصول المقصود.هذه الخلفيات والحواجز المعنوية قد تكون عقدا في نفس البعيد عن المبدأ، أو القريب، وهي السبب في صد حاملها فلا يستجيب.
قال محاوري: أراك أعطيت الموضوع أكثر مما يستحق. فما هو السر وراء كل هذا الاهتمام بشأن هذا المقام؟
قلت: لو علم البشر، والمتنازعون منهم على وجه الخصوص، قيمة السمع، والاستماع لكلمة الحق لَحُلَّتْ الكثير من المشاكل، ولما كان وجود لكثير من الحروب الأهليه بين المؤمنين، ولما كانت تلك الصراعات الجاهلية، بين الحكام والمعارضين. وإن كنت من الذين يعتبرون فاسمع ما يحدث للمغرورين الذين رفضوا السمع والاستماع لكتاب الله، ورفضوا الحوار والانصياع لأمر الله. يكفيك إن كنت لبيبا هذا الخبر﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ فهم يوم القيامة يندمون ندما شديدا وهم يعترفون بأن ضلالهم وكفرهم أنهم في الدنيا لم يسمعوا ولم يعقلوا.أما تكفيك هذه العبرة؟ ولكن اقرأ الخبر في سياق النص العام كاملا، من سورة الملك، ليتضح لك المدلول كاملا.
والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.