
في خطوة جديدة أثارت الكثير من الجدل وأعني بها تلك الخطوة التي تمثلت في إطلاق مشروع يموله الاتحاد الأوروبي يتعلق بحماية الحقوق الجنسية والإنجابية ومكافحة العنف ضد المرأة، لفتيات ونساء جزائريات…
وهو مكرس لفئة الفتيات والنساء اللواتي يرين أنفسهن محرومات ومظلومات، ذلك ظاهره، أما باطنه فهو يرمي إلى تشجيع ومساندة المسايرات للموضة والتي لا تريد أن تكون رجعية في أفكارها ولا أخلاقها ولا لباسها، فلها أن تكمل الطريق وتتحرر من التزاماتها الشرعية والقانونية، وتصبح حرة في التخلص من جنينها غير الشرعي، بإجهاضه متى شاءت، أو أن يكون لها كل الحق في أخذ حبوب منع الحمل وما شابه ذلك من المعقمات التي يتهافت عليها النسوة المستهترات، دون خوف مما يترتب على ذلك من تبعات مكلفة ومرهقة، حتى يتسنى لها التنقل بين أحضان الرجال، ومعنى ذلك أن هذا المشروع يهدف في الأصل إلى فتح الباب على مصراعيه للانحلال الأخلاقي والإباحية وذلك تحت عنوان تحرير المجتمع فكريا وعقائديا وأخلاقيا…
ووفقا لمنسقة المشروع فإنه سيمتد هذا المشروع المبتكر والنموذجي طيلة 30 شهرا وسيشمل الجهة الوهرانية (وهران وغليزان ومستغانم ومعسكر وسعيدة وتيارت وتلمسان وعين تموشنت وسيدي بلعباس) وتمنراست. حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية على موقعها في صفحة مجتمع، وقد حددت فيه ثلاث أهداف رئيسية:
1 – دعم السلطات العمومية في مرافقة النساء ضحايا العنف من خلال خلق تنسيق ما بين القطاعات وتعزيز الجسور بين الجوانب الجزائية والمدنية الطبية والاجتماعية.
2 – أما الهدف الثاني فيتمثل في تحسيس وإعلام المرأة بحقوقها والصحة الجنسية والإنجابية مع العمل على تحسين المعطيات والمعلومات عن هذه الحقوق.
3- وبالنسبة للهدف الثالث فيتعلق بدعم المبادرات الجماعية الميدانية الجوارية لمجموعات نسائية منتمية إلى تدفقات للمهاجرين المختلطة، أو مجموعات جمعوية من النساء والشباب الذين يعملون مباشرة مع النساء المهاجرات، لتحسين وصولهن إلى معرفة الحقوق الجنسية والإنجابية ومكافحة أفضل للعنف ضدهن، وتضيف منسقة المشروع أنهم سيستضيفون 16 فنانة تكون لهم رسالة من خلالها سيتحدثون باسم النساء الجزائريات اللواتي هم من ضحايا العنف…وكذلك الربط بينهن وبين جمعيات نسوية جزائرية، تنادي بهذه الأفكار التي ستعمل على تلويث المجتمع الجزائري عامة والفتاة خاصة…
تقول السيدة شائعة جعفري رئيسة المرصد الجزائري للمرأة في كلمة لها عبر جريدة الشروق اليومي ليوم 27 سبتمبر2016 صفحة مجتمع: ” إن هذا الموضوع الذي ينضوي تحت شعار حماية المرأة من العنف وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، وهو مشروع خطير جدا” وتضيف: ” وهو يرمي لدفع المرأة نحو طريق يساعدها على التحرر السلبي والمطالبة بحقوق تتعارض مع طبيعة المجتمع الجزائري”.
ولو تحدثنا عن معاناة المرأة في الغرب وما آلت إليه أوضاعها بفعل تشريعاتهم الدينية والقانونية، حيث أن المرأة عندهم باتت سلعة تباع وتشترى بأبخس الأثمان، وتستخدم أداة ترويجية لسلعهم ومنتوجاتهم المختلفة، وهي إلى الآن لم تتساوى مع الرجل في حقوقها المادية، حيث لازالت تتقاضى أجرا أقل من الرجل إلى حد اليوم، وهي إذا قعد بها الكبر أو المرض، تخلص منها أبناؤها وتركوا رعايتها للمجتمع، ومن هنا ينبغي أن نتساءل فنقول:
إذا كان ما يحدث في بلادهم يتركونه ويركزون الأضواء على وضع المرأة المسلمة والعربية في موطنها، ويقولون عنها أنها مظلومة، وتتدخل مشروعاتهم ولجانهم لإنقاذها، فلابد أن نعي أنها لم تتدخل لإنقاذ المرأة المسلمة حقيقة، لكنها تريد تشويه صورتها ودفعها إلى التمرد على مجتمعها الذي تنتمي إليه، وتريد أن تتخذ منها وسيلة لترويج ثقافتها وتوطيد أسس العولمة حتى يسهل طمس المعالم المميزة لمجتمعنا العربي الإسلامي حتى يزول عن الوجود ويغدو أثرا بعد عين، وهم يتوسلون لذلك بكل الوسائل، فهم يستخدمون المرأة، كما يتوسلون بالهجوم على الإسلام ووسمه بالتخلف والجمود والرجعية والظلامية وكل ذلك من باب التنفير منه، لصرف الناس عنه، والدليل على ذلك أنهم لا يتقبلون منا توجيه تقرير مماثل لهم على ما يرتكبونه في حق نسائهم ورجالهم، ومن هنا نفهم أن تركيزهم على المرأة ووضعيتها عندنا هدفها ضرب المجتمع وإضعاف قدرته على المقاومة والصمود أمام محاولات التدجين المتكررة التي ترمي إلى طمس معالمه وتذويبه فهلا انتبهنا إلى ذلك وأخذنا حذرنا منه؟…