كلمة حق: تلاعب الروس والأمريكان بمصير الشعب السوري
مأساة الشعب السوري لم يسبق لها نظير في التاريخ، لم يحصل مثل هذا الحصار في حروب القرون الوسطى، ولا هذا التجويع، والأعجب أن الذي يقوم بهذا ليس عدوا خارجيا وإنما هو حاكم البلاد، يحاصر شعبه ويجوعه شر حصار، وشر تجويع، ليركعهم لسلطته، ولإخضاعهم لسطوته، وإن أدى ذلك إلى تدمير هذا الشعب وإبادته.
والأغرب من ذلك كله أنه أباح بلاده للروس، ليعينوه على التدمير والقتل بوسائل جهنمية، وقنابل تغوص في الأرض 4 أمتار أو أكثر، لشدة قوة تدميرها للمنازل والأسواق والمستشفيات وتشريد السكان، وتهجيرهم بالقوة وإن أبوا ترك منازلهم يهددون بالإبادة.
وأخذت روسيا تعطل كل أمل في إيقاف القتال وتدمر الشعب يوميا حفاظا على ذلك المتسلط المجرم في حق الشعب السوري، وتدعي محاربة الإرهاب، وهي لا تضرب إلا المعارضة الشعبية، ويسلك بوتن سلوك بوش الأمريكي في العراق وأشد بأسا وتدميرا وإبادة، كما فعل في قروزني التي هدمها على سكانها من الشيشان، ولم يبق منها باقية فأصبحت خرابا يبابا، وظن أنه إن نجح في قروزني سينجح في سوريا، ويخضعها لحليفه المتغطرس، الذي يمضي في إبادة سوريا بكل ما يمكن استعماله من الأسلحة الفتاكة والقنابل والبراميل المتفجرة والغازات والكيماوي.
وهذا المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوة فعالة لإيقاف هذه المجازر والهدم، والدمار الشامل.
إن مجلس الأمن أصبح معطلا بسبب اعتراض روسيا، كما كان معطلا بسبب اعتراض أمريكا، وخاصة ما يتعلق بفلسطين التي تقتل الصهيونية الفلسطينيين يوميا بدعوى الطعن، وتسجن الأطفال القصر، وتحاكمهم، وتبني المستوطنات يوميا، وتنهب أرض الفلسطينيين نهبا لا يتوقف.
إن قانون مجلس الأمن من يجب أن يتغير وأن لا تبقى الدول الكبرى تتلاعب بمصائر الشعوب، وتبطل كل قرار يتنافى مع مصالحها وأهدافها.
لقد خلفت روسيا أمريكا في النزعة الإمبراطورية والعدوان على الشعوب، وحقوق الإنسان، وأصبحت بعد الاتحاد السوفياتي الذي كان يناصر حركات التحرر في العالم، بقيادة بوتن الذي يعمل من أجل الإمبراطورية الروسية وسيطرتها على الشعوب، وتحالفها مع الطغاة المستبدين، ولكنه يحلم، ولا يقدر العواقب، إن هذا العصر، يأخذ في إنهاء الحكام الطغاة، ويفتح بابا واسعا للشعوب التي تعمل بقوة على التخلص من المستبدين وحكم العسكر، يبدو أن الأمريكان ملوا من التدخل العسكري الميداني بقوة كافية، لأنهم أخذوا درسا في أفغانستان والعراق، لكن بوتن ما يزال مراهقا في هذا، ويبدو له أن تحالفه مع مستبد ما يجعل له مكانة للاحتلال والسيطرة، وما يدري أن الشعوب لا تقهر، وإن قهرت يوما فإنها لا تنسى عدوها، ويأتي وقت لا ينجو فيه الظالمون المستبدون، ويرحلون بقوة الشعب وإرادته، وهذا العمل العسكري الروسي، يضره أكثر مما ينفعه، وأصبح العرب والمسلمون في غاية الغضب والاستنكار لجرائم بوتن ومجازره وتحالفه مع الظالمين الطغاة “يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم” صدق الله العظيم.