أين المسلمون مما يقع في المسجد الأقصى؟

لا يتوقف اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، والعدوان على المصلين، ومنعهم من أداء الصلاة فيه، تحرسهم سلطة الشرطة، وتدعم عدوانهم، بقوة السلاح.
إنهم لا يملون أبدا من هذا العدوان، وتواصله، والتخطيط لهدمه، وتخريب أسسه من تحته، بحثا عن آثار المعبد الذي يتخيلون أنه موجودة آثاره تحت أرض المسجد الأقصى، مع أن علماءهم في الآثار لم يعثروا على أي أثر يشير إلى ما يتخيلونه ويسعون لبنائه على أنقاض الأقصى.
والناس في العالم الإسلامي، لا حراك لهم، ولا غيرة ليهبوا لإنقاذ هذا المسجد، مما يراد به من كيد، وهدم، لم نر سلطة في الأرض تمنع أهل دين من الأديان من أداء عبادتهم، في معابدهم، ولا العدوان عليها، وعلى المصلين فيها إلا هذه العصابة من الصهاينة الذين أعماهم التعصب، مع زعمهم أنهم علمانيون ديمقراطيون، ولكنهم يشرعون القوانين لقتل الأطفال، والاستيلاء على أراض فلسطينية محتلة، ليقيم فيها الإسرائيليون ويستوطنوها ظلما وعدوانا، ويبنوا جدارا يفصلون به الفلسطنيين عن أراضيهم وديارهم، ومزارهم، تصور لو أن المسلمين في العالم منعوا اليهود من الصلاة في معابدهم واقتحموها واعتدوا عليهم فيها، فماذا يكون موقف الصهاينة وأنصارهم من الغربيين.
إن الغربيين يدركون خطر الصهاينة على السلم العالمي، ولكنهم لا يصرحون بذلك، لأنهم وقعوا فريسة لهم ولأموالهم، ولوبياتهم، فهم يتحكمون في الكنغرس وفي الاتحاد الأوروبي، ويخترقون المؤسسات السياسية والاقتصادية والمؤسسات المسيحية ذاتها، فأصبحوا قساوسة وكهنة ليقودوا المسيحيين الطيبين إلى الصهيونية، وبالفعل تكونت المسيحية الصهيونية التي تدعو إلى تأييد دولة الصهاينة، وتجمع لها الأموال وتجند الإعلام لها، وتعقد مؤتمرات ومنها مؤتمر يعقد في فلسطين ذاتها.
ومع أن اليهودية لا تعترف بالمسيح، وتعتقد أنه كذاب ساحر، فإن المسيحية تقف مع الصهاينة.
ولكن نسمع هذه الأيام تصريحا لبابا الفاتيكان ينفي أن يكون الإسلام دين إرهاب، أو يدعو للإرهاب، وهذا شيء إيجابي نرحب به، ويدل على أن رئيس الكاثوليكية، صاحب حكمة وعقل، لا ينجرف وراء الصهاينة ومن يؤمنون بالإسلاموفويا من الغربيين الذين يتهمون الإسلام بالإرهاب والعنف.
إننا نعجب أشد العجب من تخاذل العرب والمسلمين، ومحاولة بعضهم التطبيع مع الصهاينة جهارا نهارا. في زمن أغبر، وأردأ، ما كنا نتصور هذا الخذلان، والرضا بالعجرفة الصهيونية في المسجد الأقصى ورحابه، على مرأى ومسمع من المسلمين، فلولا هذه الجماعة المرابطة المدافعة عن قداسته لكان ساحة لعبث هؤلاء اليهود الذين لا يحترمون مقدسات المسلمين، ومعابدهم. ومن قبل فعلوها في الخليل، وهاهم اليوم يريدون أن يعيدوها في المسجد الأقصى بالقوة الغاشمة، والاستمرار والإصرار على هذا الاقتحام، ومنع المصلين من الوصول إلى الصلاة فيه بقوة السلاح، والغازات.
إن هذا أمر لا يمكن السكوت عليه يا أيها المسلمون والنائمون فوق التراب، متى تفيقون؟