قال ناجي العلي: أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر
د. عبد الحي زلوم
يستحق ناجي العلي جائزة نوبل على تنبؤه بما يحصل بعالمنا العربي اليوم قبل حوالي نصف قرن. لكن لو درسنا من تمّ إعطاؤهم تلك الجائزة نجد أن أكثرهم من الصهاينة أو المتصهينيين بإستثناءات قليلة لذلك فهو غير مؤهل لنيلها.
هناك نوعان من المجتمعات : المجتمعات الجاذبة للكفاءات والمجتمعات الطاردة لها. المجتمعات الغربية تتميز أنها مجتمعات جاذبة بإهتمامها لتنمية المعرفة عبر عقول مواطنيها بل والمواطنيين الاجانب .
%55 من طلبة الدكتوراة في الهندسة في الجامعات الأمريكية من الأجانب سنة 2004 وهي في إزدياد.
%45 من حملة الدكتوراة في علم الفيزياء العاملين في الولايات المتحدة ولدوا خارجها.
يمثل المواليد الأجانب خارج الولايات المتحدة من اساتذة الهندسة في الجامعات الأمريكية أكثر من %50 .
حوالي ثلث من حازوا على جائزة نوبل من الأمريكان في العلوم الطبية ولدوا خارج الولايات المتحدة.
كان أحمد زويل أحد هؤلاء الاجانب الذين سعوا للدراسة العليا في الولايات المتحدة . لم يسأل أحد هناك من أي قبيلة جاء وما هي واسطته بل تبناه المجتمع العلمي عندما انتبه الى نبوغه . لم يقف في طوابير الاجانب ( العرب) في بلاد العرب لتجديد إقامته ومعه كفيله ، وتذكيره الف مرة في السنة بأنه مرتزق و أنه رقم لا أكثر ولا أقل و أنه لا يستطيع حتى مراجعة أي دائرة علمية أو أدارة حكومية دونما وسيط ( معقب ) كما في بعض الدول العربية التي هي أكثر ما تكون بحاجة الى الخبرات والعقول .
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كان اول ما فعلته الولايات المتحدة بل والاتحاد السوفيتي هو سرقة العلماء الالمان . كان العالم الالماني فون براون هو من طور علم الصواريخ في الولايات المتحدة وكان له زميلٌ آخر ساعد في تطوير علم الصواريخ في الاتحاد السوفيتي . عندما أطلق الاتحاد السوفيتي قمره الصناعي الاول سبتنيك ثمّ اطلقت الولايات المتحدة قمرها الصناعي كنت في الولايات المتحدة وكانت النكتة الشائعة أن القمرين كانا يتبادلان التحية باللغة الالمانية .
في المجتمعات الطاردة كالمجتمعات العربية تجد ان نسبة كبيرة من مجتماعاتها الاصطناعية التي خلقها الاستعمار وحدد حدودها نجد أن قواها العاملة بنسبٍ كيبرةٍ و متفاوتة من الاسيوين في الوظائف الدنيا ومن الغربيين في الوظائف العليا . يتم تحويل مبالغ طائلة الى بلدان آسيا من تلك العمالة والى الغرب مع وجود طوابير العاطلين عن العمل في بلدانهم وبلدان اخوانهم العرب . وبعد ما يصرف على البنية التحتية والتي تنفذها في الغالب شركات متعددة الجنسيات غربية الأصل والفصل حتى ولو كانت أسيوية الاسم . ما تبقى من ايرادات الدولة من نفط وخلافه يتمُ شراء سندات الخزينة الامريكية لسد عجوزاتها .
احمد زويل قرر ان يكون أمريكياً فعلاً وقولاً . ومن لا يعلم أن امريكا هي اسرائيل الكبرى وان من يتعامل معها ككل الانظمة العربية إنما يتعامل مع اسرئيل الصغرى فهو جاهل .إذاً ما الفرق بين من يزود الولايات المتحدة بتكنولوجيا انظمتها الصاروخية ومن يزودها لاسرائيل بدون لف ولا دوران ؟ أليست جميع التكنولوجيا الأمريكية العسكرية والمدنية متاحة لإسرائيل أكثر مما هي متاحة حتى الى دول الناتو؟
بدأت علاقة زويل بالكيان الصهيوني عن طريق الجيش الامريكي الذي كان الممول الاكبر لابحاث الدكتور زويل وتحديداً عن طريق مكتب البحث العلمي للقوات الجوية الامريكية وكذلك مكتب ابحاث البحرية الامريكية . من لا يعرف أن الولايات المتحدة (اسرائيل الكبرى) هي التي مولت وما زالت تمول جميع برامج الاسلحة للكيان الصهيوني ؟
كان احمد زويل ثاني مصري يلقى خطاب داخل الكنيست الإسرائيلي بعد الرئيس السادات، حيث تم تكريمه بجائزة ” وولف برايزا” عام 1993م ومعها 100 الف دولار عداً ونقداً جزاءً له على خدماته الجليلة التي ساعدت في تطوير انظمة الصواريخ للكيان الصهيوني.السؤال هنا من هو أشد ذنباً وكفراً رئيس مصري باع بلده في كامب ديفيد أم مرتزق نابغة في العلوم وجاهل في كل شي أخر؟ ثم دعنا نسأل أيهما أشد ذنباً وكفراً ؟ هذا الذي ساعد الكيان الصهيوني في تطوير اسلحته الصاروخية أم أولئك الذين تعاونوا ويتعاونون مع الكيان الصهيوني لتجويع مليوني فلسطيني في غزّة ويغلقون عليهم المعابر وينسقون معه استراتيجياً وتكتيكياً كل يوم ويعتمدون عليه حتى للحفاظ على نظامهم ؟ من هو اكثر وأشد ذنباً اولئك الذين يتعاونون ضد شعوبهم وشعوب أخوانهم في حروب تصب في مصلحة الاعداء لا مصلحة شعوبهم ؟
المضحك المبكي ما نقل عن الصديق المقرب لاحمد زويل ، مصطفى الفقي والذي قال : “يستحيل أن يتفوق شخص في مجالات العلوم والتكنولوجيا في العالم دون التقرب والاحتكاك بدولة لاسرائيل . لا يمكن مطلقاً محاسبة زويل على هذه العلاقة مع الكيان المحتل “. إن محاولة تبرئة أحمد زويل من ذنب لا يغتفر هي محاولة بائسة ولكن نبين هنا ان هناك من قدموا أكثر بكثير للكيان الصهيوني مما قدمه أحمد زويل .
الأصح: لا يحصل على جائزة نوبل من غير اليهود الا من خدمهم. المصريان اللذان خدما الكيان الصهيوني، أنور السادات وزويل حصل كلاهما على جائزة نوبل . حتى ياسر عرفات حصل عليها مكافأة له على أوسلو !