فقرات من خطبة الجمعة 29 رجب 1437 الموافق ل 6 ماي2016″مابين ذكريات الأحزان والآمال”
الشيخ تهامي بن ساعد إمام الجامع الكبير برج بوعريريج
عباد الله:التاريخ مدرسة لمن يريد الإستفادة منه ،ومن تأمل حوادثه وعبره فلن يغتر بدنيا زُيّنت له لعلمه بأنها تتغير ،ولن يتخذ عدوّٓا بطانة له لعلمه أنه في الشدة ينقلب عليه ، ولن يكون العدو خلا وصديقا وفيا إذا كانت العداوة في الدين فإن الله تعالى قال في كتابه الكريم عن المنافقين (هم العدو فاحذرهم ) وقال في الكافرين ( إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) ،ومن عاداك في دينك فلن يدوم على وفائه معك في دنياك والتاريخ ناطق بما تنزل به الوحي من خيانة الكفار والمنافقين وعداوتهم للمؤمنين.
إن ربنا سبحانه وتعالى قد قال في كتابه الكريم (ولقد أرسلنا موسى بئايتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)التذكير بأيام الله فيه عبرة وموعظة ومعاني تنجلي وتتضح فيتخذ منها محطة للمراجعة واتخاذ المواقف المناسبة الصحيحة والسليمة .
أيام نعيشها في هذا الشهر امتزجت فيها معاني الطغيان والأحزان والظلم والإضطهاد بعاني الأمل والثقة والتوكل على الله واستشراف مستقبل أفضل ،شهر فيه ذكرى مأساوية حزينة مرت بأمتنا وبجزائرنا الحبيبة وآبائنا وأجدادنا لن تمحى من ذاكرة التاريخ وقد سجلت بدماء من الشهداء وذكرى أخرى رسم الله عزوجل فيها لنبينا صلى الله عليه وسلم ولأمته معنى الأمل والفرج الذي يأتي بعد الشدة والضيق .
أما ذكرى الثامن من شهر ماي 45 فإن ذكرت تذكر بوحي المجازر والإرهاب الممنهج الذي مورس على أبناء وطننا آنذاك ،ففي اليوم الذي كان في العالم بمشرقه ومغربه يحتفل بانتهاء الحرب العالمية الثانية وإحلال السلام ومعاني الديمقراطية والحريّة كان أبناء هذا الوطن يعيشون مأساة إنسانية حزينة وجريمة نكراء في جبين البشرية جمعاء لا أجد لها وصفا إلا بما وصفها به عالمنا وإمامنا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمة الله عليه وقد عايشها معاينة بعين العالم الحزين الأسير فكان مما قاله عن الثامن ماي 45 مايلي(يوم مظلم الجوانب بالظلم ،مطرز الحواشي بالدماء المظلومة ،مقشعر الأرض من بطش الأقوياء ،مبتهج السماء بأرواح الشهداء ،خلعت شمسه طبيعتها فلا حياة ولا نور ،وخرج شهره عن طاعة الربيع فلا ثمر والنور ،وغبنت حقيقته عند الأقلام فلا تصوير ولا تدوين…………)يتبع