غير مصنف
قانون الأسرة "لا ينسخه إلا كفر بالله" بقلم أ. التهامي مجوري
من حين لآخر تطلع علينا نماذج بشرية، من الجمعيات النسوية التغريبية ومن جذا حذوها، تطالب بإلغاء قانون الأسرة أو تعديله بما يتماشى ومقررات الأسرة الدولية، من القاهرة إلى بكين، التي لا تريد أن تفرق بين الأنثى والذكر، ولا بين الحلو والمر ولا بين الخير والشر.. وتصر هذه النماذج البشرية، على منع تعدد الزوجات، وعلى التسوية بين الجنسين في الميراث، وعلى أن تزوج المرأة نفسها من دون ولي، وعلى أن تكون هي ربة بيت الزوجية بمجرد عقد القران.. وتذهب بعض هذه النماذج المصرة على مواجهة المجتمع وخياراته الدينية وتقاليده، إلى التساؤل ولماذا لا تتزوج المرأة أكثر من رجل ما دام الرجل يجوز له التعدد؟
إن طروحات القوم في الكثير من الأحيان تخلط بين واقع المرأة الاجتماعي، الذي هو واقع مجتمع بجميع شرائحه، يعاني منه الرجل والطفل والشيخ، كما تعاني منه المرأة تماما، وبين ميولاتهم التغريبية الفاسدة المفسدة، التي تبغي الانقلاب على كل شيء تقليدي قديم، لا سيما إذا كان هذا القديم له ارتباط بالدين..، والفرق واضح؛ لأننا إذا أردنا معالجة قضايا المرأة التي تعاني منها ينبغي الالتفات إلى إصلاح المجتمع بكامله، وليس موضوع المرأة فحسب، أما إذا أردنا أن نستورد الخيارات الغربية فالأمر مختلف، ولا بد من معرفة ماذا يريد الغرب لهذه الأسرة؟ وما يصلح لنا منه؟ وماذا نقبل منه ونرد؟
إن نظام الأسرة الذي يريده العالم الغربي اليوم، وتريد هذه النماذج البشرية في بلادنا، لا يراد له أن يستمر على العادات والثقافات التي تحكمه منذ آلاف السنين، ترارثتها البشرية منذ سيدنا آدم عليه السلام إلى اليوم، بحيث لم يجد الغرب في نظام الأسرة التقليدية، شيئا ثابتا غير قابل للتغيير والتبديل إلا اللذة والمتعة، أما باقي الطقوس والعادات فكلها قابلة للتغيير والتعديل، وما دام الأمر كذلك فاللذة يمكن تكييفها وفق خيارات جديدة، ومن نتائج هذا التصور فكرة “الزواج المثلي”، الذي أقرته بعض الدول الغربية، ذلك أن الأصل في الأسرة –بزعمهم- مجرد التقاء زوجين من أجل قضاء الوطر، وما دام الأمر كذلك فيمكن أن تتحقق اللذة باللواط أكرمكم الله وبالسحاق، أي بالالتقاء بين الرجلين وبين المرأتين…
إن قانون الأسرة الجزائري في خطر، و“لا ينسخه إلا كفر بالله” كما قال شيخنا أحمد سحنون -رحمه الله-، وإن لم تكن مطالب القوم بهذا الوضوح، فإن نهاياتها هي.. هي.. لأن الغاية في النهاية هي الانقلاب على الأسرة بصيغتها التقليدية ذات العلاقة الوثيقة بالدين والقيم الأخلاقية وعادات المجتمع، ولا شيء غير هذا المنحى غير الإنساني، الذي ترفضه الفطر السليمة، من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم ممن لم تتلوث أمزجتهم وأذواقهم.