قضايا الأمـــة
الوحدة الوطنية و”الطوائف الجدد”..! يقلم الشيخ كمال أبوسنة
هناك مظاهر خطيرة كانت غائبة عن مجتمعنا بدأت تطفو على سطحه بعد أن تسللت سرا إلى باطنه، في الآونة الأخيرة، مثل سب الصحابة، والخوض في أعراضهم، بكل جرأة، وليست هذه الأمور الخطيرة سوى نتيجة لانتشار التشيع وأفكاره في أوساط بعض الشباب والكهول، رجالا ونساء، لأسباب كثيرة…
بل ولم يعد الآن خافيا أن إحدى المدن الجزائرية قام فيها بعض المغرر بهم من الجزائريين بتأسيس ما تسمى بالحسينيات حيث تُقام شعائر اللطم والبكاء على “الحسين” رضي الله عنه في غفلة من القائمين على أمور الدين والسياسة في بلادنا..!
ونفس الكلام يقال عن التنصير والبهائية وعُبَّاد الشيطان والإلحاد وغيرها من التوجهات الهدامة التي تمكنت من عقول بعض الجزائريين تحتاج من العلماء والدعاة والوطنيين، بمؤازرة السلطات، إلى وقفة حكيمة لوضع خطة وطنية من أجل محاربة هذه التوجهات الخطيرة في المجتمع، وتحصينه من سمومها الفتاكة..!
إن دفاعاتنا ضد هذه المذاهب الهدامة والتوجهات الخطيرة ضعيفة جدا خاصة بعد انفتاح شبابنا على عوالم إعلامية جديدة من قنوات مختلفة، ومواقع إلكترونية متنوعة، أكثرها مموّل من جهات لها أهداف غاية في الخطورة تسعى لتشكيل جماعات منفصلة عن المجتمع لها عقائدها وعاداتها ومقاصدها..!
إن الوحدة الوطنية مهددة بولادة طوائف غريبة وتوسعها في مجتمعنا الذي عاش فترة طويلة معصوما من هذه الأمراض التي حوّلت بعض البلاد العربية إلى بؤر توثر، ومساحات للحروب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس..!
ولا يخفى على المتتبعين أن “الطائفية” حين تُزرع في أرض فإن اليد الأجنبية لها دور في غرسها وتعهدها، وترعاها كي تستغلها لتمرير مشاريعها وتحقيق أهدافها حفاظا على مصالحها، وما دخلت الطائفية أرضا إلا قسمتها وجعلت أهلها شيعا يقاتل بعضها بعضا، والنتيجة خراب الدار، وغرق السفينة بما عليها..!
إن التعامل ما حرية الاعتقاد مسألة لا بد أن تُضبط جيدا حتى لا يتسلل من خلالها أصحاب النوايا السيئة، وإن كان هذا المصطلح“حرية الاعتقاد” مصطلحا غربيا مضطربا قد حاول بعض المفكرين والمشرعين توجيهه في نسق لا يبدو مخالفا لما قرره الإسلام من مسائل اعتقادية وتعبدية، وأرادوا إعطاءه بُعدا توافقيا حتى يتماشى مع الأطروحات الغربية، والمشكلة أن هذه الأطروحات تتبنى في الأساس الإيديولوجية العلمانية وغيرها من الإيديولوجيات الغربية، ولا توجد قواسم مشتركة بين الطرح الغربي والطرح الإسلامي إلا في المساحة الإنسانية التي لا تخالف الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها..!
إن الأخطار التي تهدد مجتمعنا في حاضره عديدة، ومن أعظم هذه الأخطار محاولة إعادة تشكيل منظومته العقدية سواء بالتشويه أو بالتحويل، فإذا تمكن خصومنا من إنشاء طوائف عقدية وإيديولوجية خارجة عن دائرة مواريثنا الصحيحة فمعنى هذا أننا مقدمون على صياغة واقع متفكك من الناحية الاجتماعية، معرض للصراعات السياسية والمذهبية التي ترهن استقلال الوطن باسم “الإخلاص للانتماء الجديد”..!