مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
قضايا الأمـــة

روسيا تتحالف مع الصهاينة في سوريا بقلم أ.د عمار طالبي

عمار طالبي أ.د عمار طالبي

  قد أصبح واضحا أن الروس لا يختلفون عن الأمريكان في الغطرسة، والتحالف مع الصهاينة، فبوتين ونتنياهو يتكالمان، ويتفقان على التنسيق لضرب السوريين واغتيال المقاومين، واختيار الوقت المناسب لذلك، وأصبح حزب الله الذي يشارك في قتل السوريين عرضة سائغة للصهاينة لقتل من ينتمي إليه من هؤلاء المقاومين الأبطال في سوريا ذاتها، تجول صواريخهم في أجواء دمشق، وطيرانهم في أرجائها من قبل ومن بعد، فاجتمعت أمريكا وروسيا وإيران والنظام السوري في ساحة واحدة، ولكن من يموت وتسلط عليه البراميل المتفجرة، وتدمره أسلحة روسيا وطيرانها؟ إنهم في الأغلب المدنيون السوريون، فهل يمكن تصور هذا التحالف الغريب، وهل يأخذ ييأخيييخذ حزب الله الدرس، ويدرك مغامراته في سوريا؟

  ولعل إيران بدأت تفهم الدرس، وهذه تركيا التي تدافع عن سياستها، برد العدوان على أجوائها، منبهة هذه الطائرة التي احتقرت التنبيه، ولم تسمع إلى ما وجه إليها من إشارات ظانة إنها بمنجاة من العقاب، وهذا بوتين الذي تغطرس، ويتفرعن ويدعي أن الصندوق الأسود للطائرة قد تلف ما فيه، لأنه لم يجد غرضه لإخفاء عدوان طيرانه على سيادة دولة تركيا.

وما يقوم به بوتين من غطرسة سيرتد عليه، وعلى اقتصاده وعلى مشاريعه في إيصال الغاز إلى أوروبا عن طريق تركيا.

  ولا ننسى ما فعله من إجرام في غروسني في الشيشان التي دمرها، ودمر أهلها بطريقة وحشية، فهو عسكري مخابراتي متوحش، وثعلب غادر، لا يكتفي يتزويد النظام السوري بالأسلحة الفتاكة بل أخذ يهاجم بطيرانه وجنوده هذه البلاد ويساعد الطاغية السوري على تدمير الأرواح والمدن بدعوى محاربة الإرهاب، إن ما يقوم به بوتين هو الإرهاب المرعب القاتل للأبرياء، أتاح له طاغية سوريا الفرصة فاغتنمها وهكذا القابلية للاستعمار ما تزال تفعل مفعولها إذا أصبح هؤلاء الطغاة يدعون أمثالهم لقتل الشعب الذي يزعم أنه يمثله، نعم يمثله في القتل والتدمير.

  كان يزعم أنه حصن للمقاومة، فظهر الآن أنه حصن للصهاينة، يصفعونه كل مرة، ويهاجمونه في عقر داره إلى اليوم ولكنه عاجز عن أن يرد طلقة واحدة لإثبات وجوده في هذه المقاومة المزعومة.

  أما العراق فترسل ميلشياتها إلى سوريا لتساعد على إشعال الفتن، وقتل الأبرياء، وتمنع مواطنيها من العودة إلى ديارهم أو الدخول إلى بغداد لدى أقاربهم، كما أن الأكراد يمنعون مواطنيهم العراقيين للدخول إلى كردستان وهي جزء من العراق.

  إنها مأساة العرب والمسلمين في هذا القرن الواحد والعشرين، يقتل بعضهم بعضا، ويستعين بعضهم بالأجانب من الاستعماريين القدماء ليساعدونهم على تدمير الوطن، وهتك سيادته وكرامته.

  إنها حرب الطوائف تعاد اليوم بشكر أفظع وأشنع، فمتى يستفيق هؤلاء ويرجعون إلى رشدهم الذي فقدوه، وعقولهم التي عدموها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى