مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دوليةقضايا الأمـــة

حول منطق المفاضلة بين تركيا وروسيا بقلم أ. عبد القادر قلاتي

قلاتي أ. عبد القادر قلاتي

  تابعت كما تابع غيري حادثة إسقاط الطائرة الروسية التي أسقطها الجيش التركي، عندما تجاوزت في اختراقها المجال الجوي لهذا البلد المسلم الكبير، والذي تربطنا به أواصر الأخوة والتاريخ المشترك، وما تبعها من ردود فعل دولية وإقليمية، ولا يعنينا من ذلك شيء، لأنه من الطبيعي والمنطقي، أن ترد تركيا هذا العدوان المقصود، كما أنه من حق روسيا أن تغضب لهذا التصرف الذي رأته تسرعا وعدوانا من تركيا، لكن الموقف العجيب الذي أريد التوقف عنده، هو ذلك الجدل الذي صاحب هذه الحادثة عند بعض من نخبنا العربية والجزائرية على وجه التحديد، حيث راح بعضهم يناصر روسيا علانية، ويرى أن ما قامت به تركيا –من ضربها للطائرة الروسية – تَعَدٍّ صارخ، ما كان لها أن تقوم به لولا الدعم الأمريكي والصهيوني، هكذا قرأنا وسمعنا بعض هؤلاء يردد دون خجل ولا حياء، وبل هناك –منهم- من طلب من روسيا أن تشن حرباً على تركيا، ومن تابع بعض مواقع التواصل الاجتماعي يصاب بالغثيان وهو يقرأ ما يكتب من تعليقات في هذا الاتجاه، والذي وصلت إليه –حقيقة- أن ما يسمى في عالمنا العربي بالنخب، ما هو إلاّ وهم كبير، والحقيقة أنه يوجد عندنا قطيع من أناس ارتادوا المدارس فتعلموا الكتابة والقراءة، فأصبح تعاملهم مع الواقع لا يخرج عن مجمل الواقع الثقافي الفاقد للخصوصية الحضارية، أما النخبة الواعية بقضايا الأمة الكبرى، والتي تستند إلى هذه الخصوصية الحضارية فهي تكاد لا ترى، أو أن صوتها غائب عن صناعة وعي الأمة العربية والإسلامية، أنا أفهم وأقبل أن يخطأ أردوغان من الناحية الإستراتيجية، لكن أن يقف العربي المسلم مع روسيا ضد تركيا، فهذا –لعمري- السقوط الذي دونه نهاية هذه الأمة وزوالها.

  لم تشهد الأمة انقساماً حاداً في تاريخها كما هو الحال عليه اليوم، بالأمس القريب لما ضرب الكيان الصهيوني غزة الأبية، شاهدنا كيف وقف النّظام المصري إلى جانب هذا الكيان الغاشم، وكيف وقف إعلامه الخبيث يدعو الجيش الصهيوني لمسح غزة من الوجود، هل هذه مصر التي نعرفها أم ترانا لم نعد نعرف حتى أنفسنا، حقيقة مؤلمة أن نتحول إلى أمة تبحث عن ذاتها، ألهذه الدرجة فقدنا توازننا يا قوم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى