مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دوليةقضايا الأمـــة

هل يعقل هذا التحالف المريب؟ روسيا وأمريكا وإيران وحزب الله وإسرائيل؟ أ.د عمار طالبي

عمار طالبي أ.د عمار طالبي

  هذه نفوس سورية تزهق في أرض الشام، وتلك مدن تخرب وتنقض، وهذه آثار حضارية تدمر.

 هذه روسيا تزحف بطائراتها ومدمراتها الفتاكة تفتك بالشعب السوري، بوحشية فظيعة.

  تتعاون دول كبرى على تدمير سوريا، يا له من دمار، ويا له من تحالف شرير يصب النار ليلا ونهارا على شعب يريد الحرية والعدالة، وإنهاء المظالم والمناكر والاستبداد! فهل يعقل هذا التحالف والتنسيق في جو سوريا، تنسيق الروس مع طيران الصهاينة، وأمريكا، وأغرب من ذلك أن إيران وحزب الله وهما عدوان لدودان، كما نعلم من قبل، للصهاينة ويتزعمون المقاومة، لكن أصبحت هذه المقاومة مقاومة للمسلمين السوريين، أليس دم المسلم على المسلم حراما؟

  وجد الصهاينة حلفاء يحفظون جوهم ويضمنون لهم السلام في جو سوريا! يا لها من غرابة وأعاجيب المسلمين في هذا العصر، والعراق لم يأخذ درسا مما فعل به الأمريكان، واليوم يتحالف معهم ويستنجد بهم، فأين الغيرة الإسلامية في حزب الله وإيران لإيقاف هذه المجازر الرهينة؟

وأين ادعاء المقاومة؟

  ومن أغرب الأشياء أيضا سكوت جماعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على ما يحدث من مآس، وأصبح مجلس الأمن عاجزا كما عجز عما يحدث في فلسطين من مجازر يرتكبها الصهاينة من الجنود والشرطة والمستوطنين، والأشباح البشعة ممن يزعمون أنهم على دين موسى ويبيحون قتل الأطفال كما أمرتهم التوراة الكاذبة على الله وعلى موسى، فهل يأمر الله موسى بقتل الأطفال الأبرياء؟ إن هذا لمنكر اصطنعوه من عند أنفسهم، وسول لهم به الشيطان وأعوانه، من الكذبة الفجرة. تأمل يا رئيس “حزب الله” فيما تورطت فيه وانظر إلى آثار مغامراتك بالحزب وأنصاره في معركة لا تقتل فيها إلا المسلمون الأبرياء وغير الأبرياء.

  وجد الصهاينة الفرصة سانحة سائغة لتتفرد بأهل فلسطين قتلا وعدوانا على المسجد الأقصى، وتهويده، وبناء القلاع من المستوطنات المحصنة، والجدران، وسن القوانين التي تبيح الإعدام في المكان، ورمي الأطفال بالرصاص الحي، والاستهزاء بمجلس الأمن واجتماعاته وقراراته الهزيلة الضعيفة المترددة. فقد مجلس الأمن مصداقيته ومسؤوليته أمام العالمين.

  على العالم الإسلامي أن يجمع أمره وأن يلم شعثه، وأن يدرك أنه مهدد بالفناء والدمار إن لم يسرع بتغيير نظمه وأوضاعه، وعلى الشعوب الإسلامية أن تهب لتغيير أفكارها وتجديد أوضاعها، ولا يركنون إلى الظالمين في أمنهم وكرامتهم فليتكلوا على الله ويعتمدوا على أنفسهم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى