مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
غير مصنف

معركتنا ضد الوجه الآخر من الاستعمار.! بقلم الشيخ كمال أبو سنة

أبو سنة الشيخ كمال أبو سنة

  الفرنسيون الرسميون حين يتعاملون مع نظرائهم الجزائريين ينطلقون في تعاملهم معهم من فكرة راسخة لا تتبدل ولا تتحول وهي أنهم “مستعمِرون” والجزائريون هم “les indigènes” ولعل هذا المنطق هو الذي دفع الفرنسيين في مطاراتهم إلى تفتيش وزراء جزائريين بشكل مهين خلافا للبروتوكولات المعمول بها عادة مع المسؤولين الكبار، وآخر ضحاياهم منذ أيام، كما تناقلت بعض وسائل الإعلام، وزير الاتصال السيد قرين..!

  إن إهانات الفرنسيين المتواصلة للمسؤولين الجزائريين غير بريئة فهي تدخل في دائرة الحقد الدفين على الجزائر والجزائريين المترجم إلى مثل هذه السلوكات التي تُقابل في أغلب الأحيان من الجهة الرسمية عندنا بالتنديد الرسمي فقط من باب ” هذا أضعف الإيمان”، ولو حدث هذا الأمر لمسؤول فرنسي كبير لقامت الدنيا ولم تقعد..!

  بل إن بعض المسؤولين الفرنسيين قد أهانوا الجزائر والشعب الجزائري في مواقع حساسة، ومرت هذه الإهانات من دون ردة فعل قوية من طرف الجزائر، وكان من المفروض عدم التسامح مع هؤلاء حفاظا على كرامة الجزائريين ومعهم على كرامة الملايين من الشهداء الذين سالت دماؤهم الزكية على ثرى هذه الأرض الطيبة منذ احتلال الجزائر إلى غاية خروج الإستعمار منها مهزوما مذلولا عام 1962م..!

  إن هذا الكلام لا أقوله دفاعا عن الأشخاص لأن بعض المسؤولين الجزائريين في تعاملهم –للأسف-مع الثوابت، ومنها اللغة العربية التي لا يتحدثون بها في المحافل الرسمية الدولية والوطنية، أشد خصومة من بعض الفرنسيين، ولكن دفاعنا هنا عن الجزائر التي يمثلها هؤلاء..!

  إن سلسلة الإهانات الفرنسية للجزائر ستبقى مستمرة لن تنقطع إلا إذا أحس الفرنسيون أنفسهم أن التعدي على كرامة الجزائريين نتائجها مكلفة في حاضرهم ومستقبلهم لأن مصالحهم مقدسة عندهم أكثر من أي شيء آخر…

  وها نحن أولاء هذه الأيام سنحيي الذكرى الواحدة والستين لإطلاق أول رصاصة في جسد الاحتلال الفرنسي في 1 نوفمبر 1954م وانطلاق الثورة من أجل استعادة الحرية وطرد هذا الاستعمار الاستيطاني الذي أهلك الحرث والنسل في أرض الجزائر الطاهرة…

  وإن إحياء هذه الذكرى العزيزة على الحقيقة لا تكون إلا بالانتصار لثوابت الأمة من دين ولغة ووطنية…هذه الثوابت التي حاول الاستعمار في شقه الثقافي بمساندة شقه العسكري مسخها وقتلها في عقول ونفوس الجزائريين…فقاوموه وانتصروا..ولكن ليس النصر الكامل الذي طمح إليه المخلصون من أبناء الجزائر، فما تزال بعض رواسبه عالقة في جزائر الاستقلال…وإن المعركة مستمرة حتى يكتمل الاستقلال ويندحر الاستعمار الثقافي من البلاد والعباد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى