تحاليل وآراء
دعوة إلى إخواننا الفلاحين بقلم أ.د عمار طالبي
إن بلادنا تدعوكم للاهتمام بالفلاحة والزراعة، وأرضكم تناديكم لزراعتها وغرسها، ومستقبل اقتصادنا يتوقف على جهودكم وتفانيكم في العمل، والعيشة الراضية، والحياة الكريمة، هي غايتكم، وغاية المواطنين الجزائريين قاطبة، وشرطها إطلاق طاقتكم، وبذل جهودكم بإخلاص نياتكم وعزمكم وحزمكم.
إن عزة الوطن لا تنال إلا إذا قوي اقتصاده وثروته، ولا تتوقف حياته على غيره من الأمم، في أمنه الغذائي في هذا العصر، عصر التقدم في آليات الفلاحة وعلوم الزراعة وفعالية أدواتها، وتوفير مواد تنميتها، وتنمية الأرض، وتحسين البذور، والنسل، نسل الحيوانات من البقر والغنم لتوفير الألبان واللحوم، وتهيئة المراعي، وأغذية الحيوانات.
وعلى علمائنا والباحثين في الجامعات والمعاهد أن يجدّوا في البحث واستعمال المخابر العلمية لتنمية ثروتنا وتقوية اقتصادنا وتقليل الاستيراد، وبذل الأموال الطائلة في سبيل هذا الاستيراد الذي أضر بالوطن، وأصبح هو طريق معيشتنا في الاستهلاك. وعلى الاقتصاديين في بحوثهم أن يهتموا برسم الاستراتيجيات الاقتصادية للآماد البعيدة والقريبة وأن يقدموا الاقتراحات للمسؤولين على الاقتصاد في هذا الوطن لتنمية الإنتاج، وعلى أهل السياسة أن يغيروا من طريقتهم في النظر إلى أمور الاقتصاد، وأن لا يبقوا معتمدين على الريع في البترول والغاز، فإن ذلك تدمير للاقتصاد، وسبيل الفقر من قريب أو بعيد وتعطيل للتنمية، بلا شك ولا ريب.
وعلى الدولة أن تشجع الصناعات في القطاع العام ولا تثبط العاملين في القطاع الخاص الذين يجدون العراقيل الشديدة إذا قدموا مشاريع صناعية تنمي الاقتصاد، وتقلل من الاستيراد كأن هذه السياسة تريد أن تعتمد على الاستيراد، وأن تنتفع الشركات الأجنبية، والدول أيضا بثروة البلاد، وسحبها من الوطن، ويحلو لبعض المسؤولين أن يتعاونوا في المنع وعرقلة العزائم الوطنية من رجال الأعمال أو الشركات الخاصة في مشاريعهم النافعة في الاستثمار، كما أن الروتين الإداري يعطل المستثمرين الأجانب ويضع الموانع والسدود لمنعهم من الاستثمار، فيعودون أدراجهم ولا يقدمون على الاستثمار المفيد للاقتصاد الوطني.
من الضروري أن نغير مناهجنا في العمل، وفي الإدارة، وفي القوانين المنظمة للاستثمار، وأن نيسر ذلك كله.
وأن يكون المسؤولون على علم كاف بما يقدمون عليه من إذن أو منع، لأن الغاية إنما هي إغناء الاقتصاد، وتنميته واستبعاد الأخطار على وعي في عقد العقود والتعامل القانوني ولنا درس كبير وعظيم، ومنبه شديد فيما جرى في الطريق شرقا وغربا وغيره من المشاريع الفاشلة المغشوشة المدخولة، الهالكة المهلكة لمستقبل الوطن وعزته.
إلى متى تدوم هذه السياسات الاقتصادية المؤدية إلى الخراب؟ إن ذلك كله إشارات وتنبيهات إلى وجوب التغيير في المناهج والسياسات .