مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دوليةحدث وتعليق

الواجب المقدس نحو فلسطين ..! بقلم الشخ كمال أبوسنة

 Sans-titre2 (1)

  المسجد الأقصى الذي باركه الله ما يزال يئن تحت وطأة الاحتلال اليهودي الذي عاث في أرض فلسطين الحبيبة خرابا أمام مرأى العالم كله، وبالأخص أمام مرأى أكثر من مليار مسلم الذين وجب عليهم جميعا، حكاما ومحكومين، تحريره واسترجاعه إلى الحيز الإسلامي كما تركه لنا عمر الفاروق –رضي الله عنه-، وكما تركه من بعده القائد المسلم السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي استرجعه بتضحيات كبيرة من أيدي الصليبين الذين احتلوه عشرات السنين..!

  المسجد الأقصى اليوم يتم الاعتداء عليه من طرف اليهود الملاعين محاولين، بما عندهم من مكر وخداع، وما تحمله قلوبهم من حقد وحسد، محوه من مكانه ليبنوا هيكلهم المزعوم وتكون مدينة القدس عاصمة دولتهم المزعومة التي أوجدوها من عدم والمسلمون تحسبهم أيقاظا وهم رقود..! لقد كتبَ الإمام محمد البشير الإبراهيمي، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وخليفة الإمام عبد الحميد بن باديس -رحمهما الله-، في البصائر، منذ ما يقرُبُ من ستين (60) عامًا، متوَّجِهًا إلى مختلف الـمسؤولين في المجتمع الجزائري والعربي والإسلامي حيث حدد مسؤولياتهم تجاه فلسطين والمسجد الأقصى ووجباتهم نحوهما بأسلوبه البليغ فقال: “واجبُ الدّول العربية التصميمُ الذي لا يعرفُ الهوادَةَ، والاعتزامُ الذي لا يلتقي بالهُوَيْنَا، والحسْمُ الذي يقضي على التردّد، والنظامُ الذي ينفي الفوضى والخلل، والرَّأيُ الذي يرُدُّ ليلَ الحوادثِ صُبحًا، والإجماعُ الذي لا ينخرِقُ بحياةِ أحدٍ ولا بموتِ أحدٍ ! وواجبُ زعماءِ العرب أن يتَّفقُوا في الرأي ولا يختلفوا، وأن يتوقَّوْا عيوبَ الزعامةِ ونقائصها من التطلُّعِ لرياسةٍ عاجلةٍ، أو تشوُّفٍ لرئاسة آجلةٍ، وأن يوجِّهوا، بنفوذهم، جميعَ قُوى العرب الروحية والمادية إلى جهةٍ واحدةٍ، وهي فلسطين، وأن لا يفتَتِنُوا بما يفتحُهُ عليهم العدوُّ ليشغَلَهم بالجزئيات عن الكليات، وليجعلَ بأسَهم بينهم، وأن يكونوا على اتصال، وتعاونٍ مع الحكومات العربية… وواجبُ كتَّابِ العرب وشعرائِهم وخطبائِهم أن يلمَسُوا مواقعَ الإحساس، ومكامن الشعور من نفوس العرب، وأن يؤجّجوا نارَ النخوةِ والحميَّة والحفاظ فيها، وأن يغْمِزُوا عُروقَ الشَّرفِ والكرامةِ والإباءِ منها، وأن يثيروا الهممَ الرّاكدةَ ، والمشاعرَ الرّاقدة َمنها، وأن ينفخُوا فيها روحًا جديدةً، فيها كلُّ ما في السيَّالِ الكهربائي من نارٍ ونورٍ… وواجبُ شعوب الشرق العربيِّ أن تَندفعَ كالسّيل، وتصبِّحُ صهيون وأنصاره بالويلِ، وأن تبذلَ لفلسطين كل ما تملك من أموالٍ وأقواتٍ… وما قيمةُ الأموال المدَّخرة لنوائب الزّمن، إذا لم تُبذلْ في نائبة النَّوائب؟! وما فائدة الأقوات المحتكرة لمصائب القحطِ، إذا لم تُدفعْ بها مصيبةُ المصائبِ ؟!”. بشيء من الاختصار.  إنه لمن المحزن، أي والله، أن يصل الحال بالعرب والمسلمين إلى حد تتحول فيه اعتداءات اليهود على المقدسات وعلى الفلسطينيين في أرض الرباط إلى “عادة” فلا تتحرك فيهم عواطف الأخوة الإسلامية، ولا تدفعهم إلى فعل شيء يخفف عن المستضعفين في هذه البقعة الطاهرة ظلم صهيون الذي تجاوز كل الحدود… إن موت الإحساس في الإنسان المسلم، مهما يكن موقعه في الأمة، بواجب نصرة فلسطين والمسجد الأقصى، وتفعيل هذا الإحساس في الواقع، لهو الطامة الكبرى، وموت الإحساس دليل على موت الإنسان…وصدق الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد حين قال:

لا تسقني ماء الحياة بذلة.. بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

ماء الحياة بذلة كجهنم…. وجهنم بالعز أطيب منزل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى