مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
غير مصنف

زمن الفلاحة ينظم الفلاحين! أ.د عمار طالبي

images-1ما الذي يقدم عليه الفلاحون هذه الأيام، وما الذي هيؤوه لموسم الحرث والزرع؟

إن البلاد لا تقوم في غذائها إلا على جهود الفلاح، ومدى عنايته بخدمة الأرض التي لا تبخل على من يخدمها ويكرمها بالعمل الجاد.

إن استهلاك بلادنا للدقيق بلغ أقصى ما يمكن استهلاكه واستيراده، فهل نبقى معتمدين على الأجانب لنشتري منهم غذاءنا وقوتنا اليومي.

ونتوجه إلى الشباب الذي لا يهتم بهذا الميدان الحيوي الذي يكون مقوما من مقومات الاقتصادي الحقيقي الدائم، لأننا لا نستورد الأرض من الخارج، وإذا توجه الشباب إلى هذا الميدان واستعمل الطرق العلمية والتقنية في أرضنا فإنها ولود، ومثمرة، وعلى الشباب أيضا أن يتطوع لغرس الأشجار المثمرة وغير المثمرة، ونحن نعتقد أن الدولة تشجع على هذا، وتمد ما أمكنها من الوسائل الفعالة، ويتوقف الأمر في الحقيقة على مدى إرادة هؤلاء الشباب، الذين ينتحر بعضهم في البحار مهاجرا إلى الغرب.

إن بلادنا تناديهم، وأرضنا ترحب بخدمتهم لها واستثمارها.

وعلى الدولة أن تسلك سياسة السدود وإن صغرت، فإن الثروة المائية أمر حيوي لكل فلاحة، فالأمم المعاصرة لنا تقدمت في هذا المجال أيما تقدم، واستثمرت الصحارى فأصبحت خضراء عن طريق الوسائل العلمية والبحث والدراسة الجادة، وبعث همم مواطنيها.

إن ثروة الريع من النفط والغاز إلى زوال ومستقبلنا يتوقف على استثمار أرضنا الزراعية وعلى البحث العلمي الجاد، وغرس النخيل والأشجار المثمرة، والزروع المختلفة من القمح والشعير، والذرة والبشنة والعدس والفول، وغيرها من الحبوب والبقول والخضروات؛ فإن حياتنا الاقتصادية لا تقلع إلا على أولوية خدمة الأرض ثم الصناعة.

فأنت ترى البواخر ترسو في موانئنا ولكنها تذهب فارغة بعد أن تنزل ما نستورده من الخارج.

إلى متى نعتمد على بواخر غيرنا، ولا يكون لنا أسطولنا البحري القوي الفعال يجول في البحار ويمخر المحيطات، يحمل ما نصدره من خيرات أرضنا.

نرى دولا صغيرة كانت بدوية في أراض قاحلة ولكنها تملك موانئ عالمية كبرى وتنافس الدول العظمى في هذا الجانب.

أيها الشباب عليك بالاتجاه إلى هذا الميدان، ميدان الفلاحة، فبهذا تصبح بلادك مستقلة في حياتها الغذائية ولا تحتاج إلى غيرها وتفتقر، أين إرادتك وأين عزائمك لنفع نفسك ووطنك؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى