مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث وطنية ومحلية

أرقام واهية في مكافحة البطالة أ.د فارس مسدور

téléchargement (4) وأنا ألقي محاضرة في جامعة كلابريا بجنوب إيطاليا حول القرض المصغر ودوره في دعم الشباب البطال وتناولت بالبحث والدراسة تلك الوكالات التي أنشأتها الدولة وبالذات كلا من :

  •    الوكالة الوطنية دعم تشغيل الشباب

  •    الصندوق الوطني للتأمين على البطالة

  •  الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر

واكتشفت أنه رغم كل الجهود التي بذلت من أجل مكافحة البطالة والفقر عن طريق هذه الهيئات إلا أنني سجلت عن كل هيئة ملاحظات تتعلق بالإيجابيات والسلبيات التي سجلناها على أرض الواقع.

فبالنسبة للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب سجلنا الملاحظات التالية وهي تتقاسم جزءا منها مع الصندوق الوطني للتأمين على البطالة:

أما ما كان من إيجابيات فنلخصه في الآتي:

  • توفير مناصب شغل،

  • ترقية المؤسسات الصغيرة،

  • رفع القدرة التنافسية،

  • التخفيض من الاستيراد،

  • التخفيف من الفقر،

  • علاج المشكلات الاجتماعية التي تسببت فيها البطالة.

وأما ما كان من نقائص فنعرضه فيما يلي:

  • نقص المرافقة، والمراقبة، والمتابعة الميدانية،

  • نقص التكوين،

  • سوء التسيير،

  • تضخيم الفواتير،

  • الفساد الاداري،

  • البروقرطية،

  • معطيات غير حقيقية للمناصب الموفرة،

  • نقص الشفافية،

  • السياسة الشعبوية في التعامل مع المشروع بكامله.

وكلها عناصر كفيلة بأن تعصف بالمشروعين بشكل كامل، رغم عددا من النتائج الايجابية المسجلة.

ما يقال عن الوكالة والصندوق يقال أيضا عن الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر والتي سجلنا في دراستها وتحليل نشاطاتها ما يلي من إيجابيات:

  • استهدفت الفئات المحرومة في المجتمع،

  • حررت عددا معتبر من العائلات من دائرة الفقر,

  • عززت فكرة المساعدة من خلال العمل،

  • وفرت حماية للمرأة بمختلف حالاتها الاجتماعية,

  • ساهمت في استقرار العائلات في الأرياف،

وما كان منها من نقائص لخصناه في الآتي:

  • قلة الأموال الممنوحة،

  • عدم التدقيق في الحالات التي تطلب التمويل،

  • تضخيم الفواتير، التزوير، والغش،

  • إستفادة من لا يستحق التمويل أصلا،

  • تأثر المشروع بالفساد الاداري،

  • تركز الوكالات في المدن الكبرى وكان يفترض أن تفتح فروعا لها داخل الأرياف والمناطق المحرومة.

لكن المصيبة الأكبر هو أن الاحصائيات الممنوحة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تتوقع مناصب شغل تصل إلى ما يقارب 711 ألف منصب شغل، بينما الطامة الكبرى كانت الأرقام المقدمة من الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر والتي تؤكد في موقعها الالكتروني الرسمي أن عدد المناصب التي وفرتها وصل إلى ما يقارب 934 ألف منصب شغل أي ما يقارب المليون منصب، ومجموع الوكالتين قارب المليوني منصب شغل، يضاف إليهما أرقام الصندوق الوطني للتأمين على البطالة يمكننا من خلال هذه الهيئات أن نقدم ملفا رسميا للحصول على جائزة نوبل للاقتصاد باسمها جميعا، وأؤكد أننا سنصبح نموذجا عالميا يحتذى به إذا كانت هذه الأرقام صحيحة…

لا أدري إذا كان هؤلاء الناس يعتقدون أننا أغبياء أم ماذا؟ والحقيقة أني أحس أنهم يكذبون الكذبة وهم أول من يصدقها، والله لن نتطور أبدا ما دمنا نقدم أرقاما كاذبة عن البطالة والفقر والاقتصاد الوطني….

الدكتور فارس مسدور

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى