اختتمت مساء يوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 أشغال الندوة الفكرية التي نظمها المجلس الأعلى للغة العربية تخليدا للذكرى المئوية لوفاة العالم الجزائري الشيخ عبد القادر المجاوي (1848-1914). وحضر إليها مجموعة من الباحثين والوزراء والسفراء السابقين والإعلاميين والطلبة.
قال الأستاذ عز الدين ميهوبي رئيس المجلس أن هذا النشاط يندرج ضمن فضاء ” شخصية ومسار” ، وتكتسي هذه الندوة أهمية كبيرة لأنها ستتناول حياة وأعمال العالم الشيخ المجاوي في زمن رمزي والمتمثل في مرور مائة سنة على وفاته. كما شدد على ضرورة إدراج تراثه الثري في المنظومة التربوية لتستلهم منه الأجيال الصاعدة القدوة. واغتنم هذه الفرصة ليبشر الجميع بنية المجلس في تنظيم ملتقى دولي في عام 2015 عن هذه الشخصية المحتفى بها وذلك في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
وقدمت خلال الندوة خمس مداخلات حسب الترتيب التالي: تحدث الأستاذ عبد النور سبعون (جامعة البليدة) عن آثار الشيخ عبد القادر المجاوي المعروفة والمجهولة اكتشفها وهو يحضر رسالة الماجستير حول جهود الشيخ المجاوي في مجال الأدب وعلم النحو. تكلم الدكتور مصطفى قناو (جامعة وهران) عن القضاء الإسلامي من خلال مساهمة الشيخ المجاوي في اللجنة القانونية المختصة التي أعدت نصوصا تشريعية مست القضاء الإسلامي في الجزائر.
لقد تطرق الدكتور مولود عويمر (جامعة الجزائر 2).إلى المحطات الكبرى في الشيخ عبد القادر المجاوي ثم شرح المراحل المختلفة التي تحوّل فيها تراث إلى مجال للبحث والدراسة في الجزائر والخارج.
وقدم الدكتور صالح بلعيد (جامعة تيزي وزو) قراءة في كتاب : “الدرر النحوية على المنظومة الشبراوية” للشيخ المجاوي. مبرزا الصعوبات التي واجهته أثناء تحقيقه لهذا الكتاب الذي ما زال ينتظر من يتكلف بنشره. أما العالم الفلكي الأستاذ أحمد قريق أحسن (مرصد الجزائر) فقد عالج إسهامات الشيخ المجاوي في مجال علم الفلك بشروحات دقيقة لا يفقهها إلا المختصون والمهتمون بهذا العلم الدقيق.
وكان ختام مسك الندوة الدكتورة سمية أولمان (حفيدة الشيخ المجاوي) التي تحدثت عن دور جدها في الحركة الجمعوية من خلال مشاركاته في نشاطات الجمعيات الثقافية والاجتماعية.
وقدم رئيس المجلس الأعلى هدية رمزية إلى عائلة المجاوي تقديرا لهذا العالم الذي أفنى عمره في التربية والتعليم والتأليف خدمة للدين والوطن والعلم.