الرد الرسمي للجمعية على الدعوة الموجهة لها للمشاركة في المؤتمر التأسيسي للإتحاد علماء المقاومة.

        إلى سماحة العالم الفاضل

                                  محسن الأراكي؛

     الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية –طهران-

الموضوع: اعتذار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد

  فأغتنم مناسبة عيد الأضحى المبارك، لأعرب لكم، ولكلّ مساعديكم عن أطيب مشاعر الأخوّة الإسلامية، مهنئًا إياكم بهذا العيد، متمنيًا لكم الصحّة والسّعادة، سائلاً الله العليّ القدير أن يعيد العيد علينا، وقد تحقّق لأمتنا الإسلامية عهدًا أفضل يلتئم فيه شملها، ويتعزّز نصرها، ويُذّل عدوّها.

  كما أغتنم هذه المناسبة لأُعرب لكم، أيضًا عن شكري العميق للدعوة الكريمة التي تفضّلتم بتوجيهها إليّ لحضور أشغال المؤتمر التأسيسي للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، وإنّني بقدر ما أشعر به من سعادة للثقة التي تحظى بها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أتشرّف برئاستها، أحسّ بحرج شديد، لمبادرات تعدّد الهيئات الإسلامية العالمية، التي لا تزيد من وجهة نظرنا إلا تقسيمًا لأمّتنا الإسلامية، التي تعاني من الهشاشة والفرقة.

  لقد درسنا، في جمعيتنا، بكلّ عناية أبعاد مبادرتكم الكريمة، التي لا نَشُكّ في نُبلِ مقاصدها، لكنّنا نعتقد في الجمعية أنّ الوقت قد يكون غير مناسب، وذلك تفاديًا لتعميق الفرقة أكثر بين العلماء، وهم قادة هذه الأمّة، مما يكون له الأثر السلبي على واقع الأمّة الإسلامية، وواقع علمائها.

  كما أنّنا، نجد حيرة كبيرة في تحديد معنى المقاومة التي على أساسها يمكن تصنيف العلماء إلى مقاومين، وغير مقاومين، خصوصًا المقاومة بالنسبة لمن؟.

  إنّنا –في جمعية العلماء- كما عرفتمونا لم نأل جهدًا دائمًا، في حضور أعمال ملتقيات التقريب بين المذاهب الإسلامية، كعامل من عوامل تعزيز الوحدة الإسلامية، لكنّنا نعتقد أنّ الوقت غير مناسب لاتخاذ مبادرة كالتي تُقدِمون على تجسيدها.

  لذا نجد صعوبة في حضور مثل هذا اللقاء اليوم، ونرجو تفهّم موقفنا القائم دائمًا على تعزيز أواصر الأخوّة والوحدة الإسلامية، متمنين دوام التعاون بيننا، في كلّ ما يعود على أمّتنا الإسلامية بوحدة الصّف ونيل الهدف.

  سدد الله خطى العاملين الصادقين من أجل تجاوز كلّ العقبات، أينما وُجدت، والوعي بالتحدّيات التي تواجهها أمّتنا كي نفوِّت الفرصة على المتربّصين بأمّتنا من مناصري الاستبداد، وبثّ التجزئة داخل أمّتنا.

حفظ الله الجميع من كلّ الفتن وعصمنا من داء الفرقة والمحن. إنّه سميعٌ مجيب.

وتفضلوا، سماحة الأخ الكريم، بقبول أصدق مشاعر الأخوّة الإسلامية التي تسمو على كلّ ما تصنعه الظروف من فرقة ومن شتات.

Exit mobile version