أحداث دولية
يخربون بيوتهم بأيديهم! أ.د عمار طالبي
تجند عدد من النظم العربية، وتحالفوا وتنادوا، واستجابوا لنداء الأمريكان، لكن لأي غاية؟ لرد عدوان الصهاينة على فلسطين؟ وهي بلاد العرب والمسلمين ومن مقدساتهم، فهل تحالفوا مع صديق حميم أم مع من يؤيد الصهاينة في استعمارهم لأرض العرب في فلسطين، فلماذا لم يتنادوا ويتحالفوا لرد تأييد أمريكا لليهود تأييدا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وترضخ لفيتو كل مرة ضد العرب والمسلمين، أيكون هؤلاء في مكانة يستحقون التحالف معهم؟
إنها بداهة لا يغفل عنها إلا من سكرت بصائرهم فلم تعد تدري ماذا يفعل بها، نحن ضد داعش لأفعالها الفظيعة وفهمها السقيم للإسلام، والجهاد، ولكن هل تُتَّخَذُ وسيلة وذريعة لدعوة الدول من كل حدب وصوب الدول، التي استعمرت المسلمين في الماضي، لتعود اليوم لتدمر السكان الأبرياء بالطائرات، وتدمر مؤسسات حيوية في بلاد العرب تدميرا.
ألا يدركون أن هذه الجماعات المتطرفة، إنما مصدرها ومبعثها الظلم والاستبداد، من هذه الدول، وجبروتها، وتسلطها على أفغانستان، وعلى العراق، فكيف كانت النتائج والعواقب؟ حروب سياسية ظاهرها المذاهب والعرقيات، إنما المذاهب والدين ذرائع لهؤلاء السياسيين في العراق كالمالكي والأسد لتحقيق أغراضهم، ولو أدى ذلك إلى تشتيت الدولة العراقية والسورية لهؤلاء الذين يزورون كردستان من الغربيين كفرنسا وألمانيا، فهل هي دولة قائمة بذاتها أم لاستعمال الأكراد وسيلة لشن الحروب ولو أدى ذلك إلى تمزيق دولة العراق؟
وهؤلاء الأمريكان يرغبون في التحالف مع إيران لتساعدهم على تدمير المسلمين في أراضيهم، فهل تسكت الدول الغربية إذا تحالف العرب والمسلمون ضد الصهاينة أو ضد دولة غربية؟ فالصهاينة دمروا غزة فهل تحالف العرب والمسلمون للوقوف ضد هؤلاء الذين يتحدون القوانين الدولية كل مرة، ويضربون عرض الحائط كل القرارات الدولية؟
فهل تحالف الغرب ضد جرائم الصهاينة؟ أم سكتوا وقالوا لهم: الحق في الدفاع عن أنفسهم، إنه لمنطق معكوس، ورأي منكوس، في حق الوطن المنحوس وطن العرب، وطن الأرض المقدسة، أثارت داعش ثائرة الغرب، كأنها دولة عظمى لها أسلحة نووية تهدد بها العالم كله، وكأنها مقدمة لحرب عالمية ثالثة، فهل هذا الحشد من الدول وهذا التحالف من أجل داعش أم لغاية أخرى، ومن هم الضحايا ومن يدفع التكاليف؟