مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
الملتقيات والندواتغير مصنفنشاطات الجمعية

الجامعة الصيفية: رؤية متجددة لمهمة حضارية متجذرة!أ.عبد الحميد عبدوس

  خطوة إيجابية خطتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على مقربة من الدخول الاجتماعي والمدرسي بتنظيم الجامعة الصيفية    الأولى للجمعية التي عقدت تحت شعار “على بصيرة” أيام 8، 9، 10 ذي  القعدة 1435هـ الموافق 3، 4، 5 سبتمبر 2014م. بالمركز الدولي للكشافة الإسلامية بسيدي فرج، قصد تعميق الرؤية وترقية الانسجام التنظيمي، وتحديث البرنامج العلمي للجمعية لمواجهة التحديات التي تواجه الجمعية في إطارها الوطني والعربي والإسلامي.
وفي هذا يقول الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في كلمته الافتتاحية للجامعة الصيفية: “…تواجه جمعيتنا المباركة اليوم تحديات كبيرة وخطيرة، ومفروض علينا التصدي لها بصدق، وشجاعة، وإيمان، وأمانة، وهي في ثلاثة مستويات مؤثرة متعانقة ومترابطة، لا يمكن فصلها عن بعضها البعض إلا في الشكل.
المستوى الأول: وهو المستوى الأشمل الذي نشترك فيه مع باقي الأمة والعالم، ويتمثل في المواجهة الشاملة والمفتوحة في الصراع القائم بين الإسلام والغرب، وبين الحق والباطل، وبين ما هو إنساني وما هو هجمي حيواني، ويمكن أن نلمس هذه التحديات أيضا في هذا الاغتراب والانسلاب الذي أصاب الإنسان المسلم، الناتج عن شلال من الغزو الفكري والثقافي، والإعلامي المستبد بالعقل المسلم، فنتجت عنه هذه التجزيئية داخل المجتمع والزهد فيما لديه من كنوز وتقليد الآخر وفي الغثائية التي ابتلت بها الأمة كما جاء في الحديث “..ولكنكم غثاء كغثاء السيل”.
في ضوء هذه الأعراض الفتاكة التي دبت إلى جسم المجتمع المسلم ومنه الجزائري وهي توشك أن تفتك بالأمة للقضاء على كل جوانب القوة فيها.
إن هذا المستوى من التحدي يظهر في أشكال متنوعة ومتعددة، ومختلفة، فيظهر في المواجهة المباشرة التي لا تحتاج إلى تأويل وتفسير، وهي المواجهة بين الإسلام والغرب، وتظهر في شكل صراعات وهمية غير حقيقية كالخلافات التي بين أطراف وفئات، ومجموعات العالم الإسلامي، كما تظهر في شكل صراعات فكرية وثائقية، ودينية داخل الصف الإسلامي كالفتاوى المضادة، وظاهره تكفير أهل القبلة ومساندة المستبدين، والوقوف في وجه الحريات، وحقيقة كل ذلك أن المستفيد منه هو العدو الأول والأصلي هو الاستعمار، والاستعمار شيطان كما يقول الشيخ الإبراهيمي، والشيطان كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكتب له النجاح في التأثير على المؤمنين إلا في التحريض بينهم: “إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريض بينهم”.
المستوى الثاني: وتمثيل الدائرة الأضيق وهي دائرة الوطن والمجتمع، وما أصابه من التخلف، وتفشي الجهل والأمية، والإصابة بداء الوهن النفسي والقابلية للاستعمار، والقابلية للمركوبية على حد تعبير المرحومين مالك بن نبي، ومولود قاسم، وقد أشرنا فيما سلف من هذه الكلمة إلى بعض التحديات الاجتماعية في معرض توصيفنا للواقع الاجتماعي، وما به من مشكلات وأزمات.
المستوى الثالث: وهو الأضيق مساحة، ونعني به الواقع الداخلي للجمعية، وهو الأكثر أهمية على المستوى التنظيمي في تقديري، لأنه الأساس الذي نواجه به التحديات الخارجية، وتقوم به التحديات الداخلية، ونتغلب به على نقائصنا وتناقضاتنا كأفراد ومجتمعات”.
لقد شهدت الأيام الثلاثة التي استغرقتها أشغال الجامعة الصيفية مداخلات فكرية ومحاضرات توجيهية متميزة، ومناقشات متعمقة كشفت عن وجود مواهب شابة وطاقات فكرية متمرسة مؤمنة وملتزمة بالخط الفكري للجمعية وحريصة على ضمان استمرارية المهمة الرسالية، والتنويرية، والإصلاحية لجمعية العلماء، وتفعيل أدائها في المجتمع، وقد تمخضت هذه الأشغال عن وثيقة مهمة تحت عنوان: “وثيقة البصيرة” نشرت في العدد 720 من جريدة البصائر، لخصت الدور المنوط بالجمعية لتثمين وتطوير رصيدها النهضوي الإصلاحي في المجالات التالية: المجال الدعوي، والمجال التربوي، والمجال العلمي، والمجال الإعلامي، والمجال التنظيمي.
إن هذه الجامعة الصيفية التي حققت نجاحا معتبرا في استيعاب طاقات الجمعية، وفتح مجال النقاش والحوار البناء في جو أخوي تضامني بين أعضاء الجمعية وقيادتها الوطنية لصياغة رؤية متجددة ومتأصلة لمهام الجمعية، وآليات انتشارها الاجتماعي، وإشعاعها الثقافي، جاءت بفضل التحضير الجيد، والسهر المتواصل لثلة من أبناء الجمعية وإطاراتها المخلصين الذين تكاثفت جهودهم لتشريف سمعة الجمعية، وقد كانت البداية بتكوين اللجنة التحضيرية للجامعة الصيفية التي عقدت أول لقاءاتها يوم 4 شوال 1435هـ الموافق لـ 31 جويلية 2014م. بمدينة سطيف، تحت رئاسة الأستاذ الشيخ مختار بوناب عضو المكتب الوطني للجمعية المكلف بالتربية.
ورغم أهمية هذه المبادرة في مسار نشاطات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على المستوى الوطني إلا أنها لم تحظ إلا بالقليل من الاهتمام الإعلامي والتنكر الرسمي لها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى