يتهافت العرب المشارقة على دعوة الولايات المتحدة وحلفائها إلى محاربة “داعش” التي لا يرضى سلوكها الله والمؤمنون، ولكن ما هو الغرض من صنع “داعش” ثم شن حرب عالمية عليها، كأنها دولة عظمى تكتسح العالم كالنازية في الحرب العالمية الثانية.
لم يأخذ العرب الدرس من أفغانستان، ولا العراق، لا من حرب الخليج الأولى ولا الثانية، فقد دمرت العراق وأصبحت مليشيات طائفية تتقاتل وتكاد تنسف العراق باعتبارها دولة، أمريكا زعيمة التحالف في كل مرة، وفرنسا التي تسارع إلى الحرب في بلاد العراق، وقد سارعت من قبل في تدمير ليبيا، وبريطانيا حليفة أمريكا في الحرب والسلم، وقد أخذت، تحت ضغط الخليج، في متابعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، وإن لم تجد في تقرير خبرائها أي مأخذ عليهم، السؤال المطروح هو من يقتل في هذه الحرب وفي أرض من؟ ومن يدفع تمويلها؟
إن الذين يقتلون ويدمرون هم المسلمون في أرض المسلمين، وأصبح العرب وجامعة الدول العربية متحالفة مع الغرب لتدمير مجتمعاتهم وأرضهم بتحالف لا تحفظ فيه، فأصبحوا {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ} وأيدي الدول الغربية التي تسارع إلى التحالف كل مرة، إنها تكاد تكون حربا صليبية، فلماذا لا يسارع العرب إلى التحالف ضد الصهاينة، وما ارتكبوا من جرائم في الحرب على غزة؟
ولماذا لم يدع العرب أمريكا ومعهم مصالحها إلى الكف عن تأييد مظالم الصهاينة، فهل إذا هاجمت دولة الصهاينة المدينة ومكة تؤيدها أمريكا أم تحمي النظم الخليجية وتدافع عن المدينة؟
لماذا يصر الأمريكان على تأييد الصهاينة في جرائمهم وتبريرها، وتتحالف العرب معها في كل مرة فيما يضر بهم ولا ينفعهم؟
إن أموال الأمة تذهب سدى عبثا، يستغلها الاستعمار القديم الذي أصبح توجه إليه الدعوة لحماية النظم، ومحاربة الشعوب الآمنة، وأصبح الإسلام هو المتهم لا “داعش” في الغرب.
متى يبقى العرب يقادون كل مرة إلى حرب تشن على شعوبهم، لماذا لا تكون لهم رؤية صحيحة معتمدة على واقعهم ومستقبلهم؟