مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
تحاليل وآراء

حديث صريح عن ظاهرة "داعش"..! الشيخ كمال أبوسنة

 Sans titre التطرف الديني مردود ولا كرامة، ومرفوض من أي جهة تتحدث باسم الله، وتتعامل مع الناس كأنهم عبيد وأصحابها أرباب يملكون ترخيصا من رب السموات والأرض ليحكموا على الخلق بدخول الجنة أو النار ..!
وما من “متطرف” منسوب إلى الإسلام إلا وتجد بضاعته من الشريعة مزجاة، وفهمه لتعاليمها قاصر، ومذهبه اتباع الهوى المضل عن سبيل الله، وهمه الهدم أكثر من البناء، وإذا قيل له: لا تفسد في الأرض. قال: إنما أنا مصلح..!
ولهذا وجب التفريق بين منهج الإسلام وحقائقه، وبين المنتسبين إليه والرافعين لأعلامه، فمن الإنصاف أن لا نحمل الإسلام أخطاء الخطَّائين من منتسبيه، وسوء اعوجاجهم الفكري والنفسي.!
“داعش” هذا التنظيم الذي أسال الكثير من الحبر في العالمين العربي والغربي هو في الحقيقة نتيجة حتمية لكثير من المقدمات أبرزها الطغيان العالمي الذي تقوده أمريكا وأخواتها من الدول الغربية، وتسلّط أغلب حكام العرب، وارتماؤهم في أحضان الغرب، هؤلاء الحكام الذين هم صنائعه والحافِظون لمصالحه في المنطقة العربية على حساب مصالح شعوبهم المقهورة…فالغرب هو راعي الديكتاتوريات في العالم العربي والإسلامي، وعدّو “الديمقراطية” التي تفرز صناديقها “حاكما منتخَبا” لا يُسبِّح بحمد الغرب ولا يسجد له..!
قال لي أحد المتبرمين من دعوة بعض الحركات الإسلامية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية: إن هؤلاء المنادين بتحكيم القرآن في البلاد العربية تحركهم أطماع شخصية، وأهداف غير بريئة..!
قلت له وأنا أشد تبرما منه: لو حكم حكام العرب بالقرآن لقُطع الطريق أمام هذه الحركات، أو ليس حكام العرب مسلمين!؟
إن بعض التنظيمات التي اتخذت من العنف وسيلة من أجل التمكين للشريعة -على حد فهمها- تبرر لمنهجها هذا بما هو موجود من تناقضات صارخة في “الدول” التي تَنصُّ في دساتيرها أن “الإسلام دين الدولة “ وتجد الواقع يخالف هذا النص مخالفة ظاهرة، فلا الخمر محرّم، ولا الزنا مُجرّم، ولا الربا ممنوع، ولا القمار مقطوع…والظلم ظلمات فيها، والعدل حديث منسي..!
إن “داعش” وغيرها من الحركات المتهمة بالتطرف والإرهاب خرجت تارة، وأخرجت تارة أخرى، من واقعنا المرّ، واستغلته القوى الخارجية لتُحقِّق مآربها الشيطانية في زيادة تأزيم أقاليمنا المتفرقة، ولكي تُبقينا نقاوم دوامة لا مخرج منها..!
وها هي أمريكا بإشارة من سبابتها استطاعت أن تجمع “أعرابنا” في حلفٍ يضم ما يصل إلى أربعين دولة ” أمريكا والأربعين(…)”… ولكن هؤلاء المجتمعين من بني جلدتنا، والذين يتكلمون بألسنتنا، لو دعوا إلى التحالف من أجل تحرير بيت المقدس لرأيتهم خائفين مرتعشين تُرهِقهم ذلة..!
إن “داعش” ستتكرر في أكثر من مكان ما دام هنالك ظلم واقع، ما له من دافع في أوطاننا التي تشبه السجون الكبيرة..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى