تفاءلنا خيرا بميلاد بعض القنوات الفضائية الجزائرية “المستقلة”، بعد شبه قحط إعلامي، من باب أن تعدد المنابر الإعلامية سيتيح المجال لكثير من الجهات الفكرية والعلمية والدعوية للمساهمة في حركة نشر الوعي الحضاري العام في المجتمع، وتكون لسان حال المواطن “الغلبان” لكي يرفع صوته عاليا حتى يُسمِع مشاكله المختلفة التي لطالما حيل بينه وبين المسؤولين، الذين بمجرد أن يجلسوا على كراسي المسؤولية يصبح أغلبهم صما وبكما وعميانا..!
ولكن كما يقال “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”، فبعض القنوات التي خرجت من رحم بعض الجرائد “الوطنية”، لغياب الرقابة الأدبية، تبث ما تشاء من دون رادع، وكأن أصحابها يعيشون في مجتمعات “غربية”، فلا الدين يضبطهم، ولا الأخلاق تقيدهم، ولا العادات تهذبهم، فكل شيء مربح ماديا جائز في عرفهم، وهذا المسلك لن يوصل المجتمع الجزائري المحافظ إلا ليصاب بكثير من الأدواء التي لم تكن في آبائه الأولين، وستصبح تكلفة علاجها، معنويا وماديا، باهظة جدا…
ماذا سيفيد مجتمعنا الذي يعاني من تحديات كثيرة في مجالات عديدة حين تعرض إحدى القنوات الفضائية الجزائرية برنامج “ستار أكاديمي” الذي هو عنوان للإباحية المقننة، والترفيه الماجن، الذي يتنافى مع قيم الجزائريين المعتزين بإسلامهم الضارب الجذور في أرضهم الطاهرة الطيبة، وهم مرتبطون بعاداتهم وتقاليدهم رغم محاولات الفسخ والمسخ التي يتعرضون لها في الداخل والخارج..!
إن عرض هذا البرنامج الترفيهي الماجن، الذي لا يجوز شرعا ولا عقلا، في قناة جزائرية تبث من أرض المليون ونصف المليون شهيد من دون مساءلة رسمية، أو تنديد من غالبية المجتمع المدني، له من التبعات الخطيرة على الجزائر التي ستندم عليها في الحاضر والمستقبل، وكما يقول علماء التزكية: “شؤم المعاصي يعم الإنسان والحيوان والنبات”… فاللهم لا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء فينا..!