مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
أحداث دولية

غزة..المتفقون والموقعون على تنفيذ الجريمة الســـيد محمد الحسن أكـــيـــلال

téléchargement (3)الجيش القوي إذا لم يحقق أهدافه فهو منهزم، والجيش الضعيف إذا لم يستسلم فهو جيش قوي.

“هنري كيسنجر”

في هذه الأثناء التي أكتب فيها هذا المقال تكون قد مرّت على بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة ثمانية وعشرين (28) يوما دون توقف في حين بلغ عدد الشهداء أكثر من ألف ثمانمائة شهيد أغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء يعني كل الأغلبية الساحقة من المدنيين العزل.

من جانب العدّو اعترف بسقوط خمسة وخمسين (55) قتيلا كلّهم من العسكريين، وحوالي اثنين (02) من المدنيين.

كل قطاع غزة أصبح عبارة عن ركام بنايات منازل ومدارس ومحلات التسوق، بل والمستشفيات، ولم تسلم حتى مدارس منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة التي لجأ إليها المواطنون الفارون من القصف العشوائي لبيوتهم.

لم تسلم سيارات الإسعاف ولا المسعفون ولا الصحفيون ولا رجال الحماية المدنية.

بالمقابل تحول الرعب من معسكر الشعب الفلسطيني السجين في غزة منذ أكثر من ثماني (08) سنوات إلى معسكر الشعب الصهيوني الذي حاصرته صواريخ المقاومة الفلسطينية في الملاجئ.

إنها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تحت سمع وبصر العالم وعلى رأسه العالم المتحضر المدافع عن حقوق الإنسان وعلى رأسه أيضا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

والأدهى والأمرّ أن هذه الجريمة تمت باتفاق ضمني من بعض الحكام العرب، واتفاق صريح ومباشر من بعضهم الآخر، بل منهم من شارك في عمليات هدم الأنفاق من جانبه، باعتبار هذه الأنفاق من أهداف العدّو الصهيوني في الحرب، مثلما هو هدف استئصال حركة حماس باعتبارها عدّوا لدودا للصهاينة وللحكم في مصر الذي انقلب على حكم الإخوان المسلمين.

فالموقعون إذا هم: “نتانياهو” من جانب العدّو ومعه الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”.

من الجانب العربي الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” الذي حبك معه مؤامرة اقتراح الهدنة كفخ للمقاومة، بحيث أنها لا يمكن أن تقبل بالهدنة بالشروط الإسرائيلية.

هي الحرب إذن كما أراد كل هؤلاء للتخلص نهائيا من قضية عمرها قرن من الزمن ومن خلالها التخلص من الشعب الفلسطيني – القوم الجبارون – كما جاء في القرآن الكريم ليخلو الجوّ والأرض والبحر للصهاينة وحدهم فوق أرض فلسطين التي أرادها الغرب الإمبريالي الصليبي الصهيوني وطنا قوميا لليهود لإقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية فعلا بالتهيئة والتمهيد في كل هذه الربوع عندما قامت بتدمير دولة العراق وتركتها وشعبها وأرضها في حال من التجاذب بين طوائفه المتناحرة ومذاهبه المتنافرة، وأعراقه المتصارعة، ثم بعد ذلك انتقلت إلى سوريا التي أشركت في العملية فيها حتى أنظمة الحكم العربية الشقيقة والإسلامية المجاورة لكي تختفي وراءها بدعاوى وأعذار ومبررات كثيرة.

المتفقون والموقعون على الجريمة الآن في وضع محرج، لقد كانوا يتصورون أن العملية ستكون خاطفة مثلما كان ذلك في الماضي.

لم يصدقوا أن المقاومة ستكون بهذه القوة من العقل والذكاء والتقنية والتسليح الصاروخي المصنوع محليا أن تصنع لأول مرّة في تاريخ العدّو توازن الرعب والردع. لقد بلغت الصواريخ التي أطلقتها المقاومة إلى أقصى شمال فلسطين وأقصى جنوبها بل واستطاعت لأول مرّة أن توقف الرحلات الجوية من وإلى مطار “بن غوريون” الدولي بسبب خوف شركات الطيران الغربية من هذه الصواريخ.

لقد قلبت المقاومة كل المعادلة، وأصبح ما كان يطلق عليه الشرق الأوسط الجديد حسب التصورات الصهيونية والغربية معرّضا للتبخر، فلا مكان لإسرائيل والصهاينة في المنطقة كدولة مركزية بعد هذه الحرب التي وإن توقفت هذه المرّة ولكن ستتبعها حرب أخرى أقوى وأشدّ، لأنها ببساطة ستكون حربا إسلامية صهيونية صليبية، لأن الأجيال الجديدة من أبناء الشعوب الإسلامية عرفت أن المفاوضات التي دامت عشرين سنة بين الصهاينة والأمريكان والغرب من جهة والفلسطينيين من جهة ثانية كانت فقط لاستغلال الوقت لإنجاز مشروع دولة الصهاينة الكبرى في الشرق الأوسط الجديد بعدد أكثر من أربعين دويلة عربية وإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى