قامت مؤسسة الشروق للنشر والإعلام بمبادرة كريمة منها بتكريم فضيلة الدكتور الشيخ عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مقرها الكائن بدار الصحافة “القبة” صبيحة يوم ذكرى الاستقلال السبت 05 جويلية 2014م الموافق لـ 07 رمضان 1435هـ وذلك بحضور جمع من أصدقاء المحتفى به وتلامذته وعارفي فضله وعائلته.
وقد افتتح هذا اللقاء التكريمي الأول – في هذه السلسلة التكريمية لأهل العلم من طرف مؤسسة الشروق- بآيات من الذكر الحكيم، وكان من تنشيط الأستاذ صالح عوض الذي عرض ملخصا لسيرة ومسيرة الدكتور عبد الرزاق قسوم، وألقى الأستاذ علي ذراع كلمة باسم مؤسسة الشروق رحب فيها بالحاضرين وبالمحتفى به في يوم اجتمع فيه التكريم بيوم عزيز على جميع الجزائريين وهو ذكرى الاستقلال، مشيرا إلى أن تكريم الدكتور قسوم هو في الحقيقة تكريم للشروق..ثم فُتح باب الكلمات والشهادات، حيث كان أول المتدخلين الأستاذ محمد الهادي الحسني الذي أشاد بأخلاق المحتفى به، واعتبر وجوده على رأس جمعية العلماء مفخرة له ليكون خليفة للإمامين ابن باديس والإبراهيمي.
ثم تناول الكلمة الأستاذ الزبير طوالبي الثعالبي الذي صادق الدكتور قسوم لمدة 60 سنة وخبر معدنه الذهبي، وأشاد بإنسانيته وطيبته التي لا يختلف عليها اثنان، وببذله الذي لا يعرف الحدود، ووفائه لمعارفه وتضحيته الكبيرة…أما الأستاذ محمد إيدير مشنان فقد وصف الدكتور قسوم بأنه قامة علمية كبيرة، وأثنى على مجوداته التي بذلها من أجل خدمة الطلبة، وتوفير الأجواء الحسنة لهم أيام كان مديرا بمعهد أصول الدين بالخروبة…وتحدث الأستاذ عبد الله عثامنية عن ذكرياته المشتركة مع المحتفى به الذي ساهم معه في تأسيس النادي العربي في نادي الترقي وافتخر بمعرفته التي امتدت إلى ما تزيد على 50 سنة…كما أثنى الدكتور عبد القادر فضيل على الدكتور قسوم واصفا إياه بأنه أخ كريم وعالم كبير ومفكر أعطى الكثير في مجال التعليم والبحث العلمي.
وتحدث الدكتور أحمد بن نعمان طويلا عن خصال الدكتور عبد الرزاق قسوم وأخلاقه الحميدة، مؤكدا أنه لا أحد يناقش في علمية المحتفى به قائلا: “علمه سيارة جامحة، وأخلاقه فرامل كابحة”. مضيفا أنه “زيتوني مع السربونيين، وسربوني مع الزيتونيين” و “يشبه إلى حد ما شخصيات ثلاثة اجتمعت في شخصه: (الأمين العمودي ولمين دباغين وأحمد طالب الإبراهيمي)”.
وبحكمته المعهودة ثمن الدكتور سعيد شيبان في كلمته المجهودات المبذولة من طرف الدكتور قسوم للرقي بجمعية العلماء وبجريدتها البصائر، مشيرا إلى أهمية أن يُفرغ أمثال المحتفى به لخدمة الأمة في تخصصاتهم، وطالب بمساعدة جمعية العلماء ورئيسها لتؤدي دورها المنوط بها كمؤسسة إصلاح شامل وتعليم ودعوة…وألقت الدكتور جويدة جاري وهي تلميذة للمحتفى به كلمة عبرت فيها عن سعادتها بهذا التكريم الذي يستحقه أستاذها الذي كان بمثابة الأب لها ولجميع طلبته…وذكرت أن الدكتور قسوم كان سببا مباشرا في استمرارها في طلب العلم وفي تخصص الفلسفة بالذات الذي أحبته لتصل إلى نيل شهادة الدكتوراه…وممثلا عن عائلة الدكتور عبد الرزاق قسوم تحدث الدكتور أحمد قسوم نجل المحتفى به الذي وصف الجو العائلي الذي صنعه والده بانفتاحه وعطفه وديمقراطيته، وحرصه على تأديب أبنائه وتعليمهم…واصفا والده بأنه كان قدوة صالحة لعائلته تعلمت منه معان أخلاقية كثيرة حيث ساهم بكل ما أوتي من قوة في إعداد الجو العائلي الذي تغمره المحبة والتوافق.
وأعطيت الكلمة في الختام للدكتور عبد الرزاق قسوم الذي شكر مؤسسة الشروق على تكريمها لشخصه، وشكر أيضا الحاضرين على حضورهم ووفائهم، واعتبر إشادتهم إضافة ثقل جديد على كاهله، ومسوؤلية عظيمة، ليكون في مستوى آمالهم…وأشار إلى أنه عمل في حياته بتلقائية بعيدة عن التصنع لخدمة دينه ونفع وطنه كما يفعل المواطن الصالح، واضعا نصب عينيه سيرة مجموعة من العلماء الذين كانوا قدوات له في حياته…وأرجع الفضل في تميزه إلى بعض العوامل منها الجو العائلي المغمور بتعاليم الدين والوطنية، وتأثره بمعلميه الذين ساهموا في تكوين شخصيته، وختم كلمته موضحا بـ “أن هناك كثيرا من التحديات التي تحتم على المخلصين مواجهتها بالإعداد القوي..ونحن واثقون بالنصر”.
ثم قام فضيلة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت في ختام الحفل التكريمي بإلباس الدكتور عبد الرزاق قسوم“برنوس الشروق” حيث أشاد به في كلمته التي كانت مسك الختام قائلا: ” إنني انتظر كل أسبوع جريدة البصائر لقراءة افتتاحية الدكتور قسوم التي تذكرني بما كان يكتبه الإمام محمد البشير الإبراهيمي”، وأضاف: “لقد اجتمعت فيه أخلاق تفرقت في غيره وهو جدير بمكانه على رأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”.