تحاليل وآراء
العراق…في زمن "الحجاج" الشيعي..! الشيخ كمال أبو سنة
تشهد العراق في هذه الأيام الحالكات معارك عنيفة ودامية بين النظام العراقي الذي ظهر “شيعيا” منذ ظهوره على أنقاض ما تبقى من الدولة العراقية التي تأسست عام 1921م، وانهارت بفعل الاحتلال الأميركي عام 2003م، والجهة المعارضة لهذا النظام الشيعي الاستبدادي التي ذاقت على يديه كل أنواع الظلم والقهر بسبب توجهها السني حيث سبقت ثورتها المسلحة مقدمات تمثلت في تظاهرات احتجاجية سلمية على مذهب “الربيع العربي” في 25 فبراير2011م، فعمّت 16 محافظة من أصل 18 محافظة، وقد سعى رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم حزب الدعوة، أقدم حزب شيعي عراقي، لمواجهة مطالب المحتجين في هذه المحافظات بالعنف والقهر والتهميش.
إن معركة الشعب العراقي ضد النظام الجبري الشيعي الذي يقوده نوري المالكي، أو جواد المالكي كما كان يُسمى حركيا، الموالي لإيران، وصنيعة الأمريكان، والمدعوم بفتاوى بعض المرجعيات والمليشيات الشيعية هي معركة المظلوم ضد الظالم قبل أن تلبس لباس” الطائفية ” لأن الظلم لا دين له ولا هوية، ولكن لحساسية التركيبة الإثنية والطائفية للعراق فقد حاولت بعض المكاتب الإستخبراتية لبعض الدول المرتبطة مصالحها بهذا الملف، من خلال الإعلام، توصيف المعركة القائمة هناك بالنعت الطائفي الصرف، لأن الظالم الغاشم شيعي، والمظلوم هو الطرف السني بتنوع تركيباته الجنسية، ووجهوا الأضواء نحو منظمة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” والمعروفة اختصارا بـ”داعش” وضخموا دورها في العراق..!
في حين أن الثورة الشعبية هي ثورة مطلبية للحقوق العامة المهضومة قامت ضد نظام المالكي الاستبدادي، وتقود هذه الثورة الشعبية ثلاثة قوى-كما أشار الشيخ محمد بشار الفيضي، المتحدث الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق في حوار أجراه معه موقع “العربي الجديد“- وهي ثوار العشائر المستقلين، وثانيها فصائل المقاومة التي دافعت عن البلاد إبان الغزو الأمريكي للعراق مثل “جيش الراشدين” و”جيش التابعين” و”كتائب ثوار العشرين” و”جيش محمد الفاتح، وثالث هذه القوى هي “المجلس العسكري لثوار العراق“، ويتكون من ضباط مستقلين اشتغلوا في الجيش العراقي السابق، بينما لا يتعدى مقاتلوا تنظيم”داعش”-كما صرح الشيخ محمد بشار الفيضي- 500 عنصر ومعهم 120 سيارة دخلوا من سوريا خلال أحداث الموصل.
إن ما يحدث في العراق هو انتفاضة شعبية ضد سلطة -لسانها وتوجهها شيعي- يقودها ديكتاتور يسمى “المالكي” استبد بالحكم وقهر الناس، بدليل أن بعض القوى في التحالف الحاكم نفسه، كالتيار الصدري والمجلس الأعلى سبق لهما أن سعيا لاستبعاد المالكي عن رئاسة الحكومة بالأخص سنة 2010م، وإن رفع الورقة الطائفية” الشيعة” من طرف المالكي هي ورقة التوت التي يحاول إخفاء عورته بها، إذ يسعى جاهدا لتجميع هذا التوجه لمقارعة السنة أكبر المتضررين من حكمه الاستبدادي بعد أن أحس بدنو نهايته، خاصة وأن أمريكا الراعية لهذا الوجود التكتيكي إرضاء لإيران اللاعب القوي في الأراضي العراقية قد تبرمت مؤخرا من سياساته على لسان رئيسها “أوباما” ليس حبا في السنة وإنما لعدم قدرة المالكي على تحقيق أهدافها في العراق، وأهم أهدافها حماية منابع النفط من السقوط في يد من لا ترغب هي فيه..!
إن الدولة العراقية انهارت حقا بعد سقوطها في يد الأمريكان والتدخل الإيراني السافر واحتوائها لسلطة المالكي، وتسخير الجيش العراقي المهلهل والمليشيات المرتبطة ببعض المرجعيات الشيعية لضرب السنة والاعتداء عليهم وعلى أعراضهم وأقواتهم، والحجر على حريتهم في ممارسة كل أنواع الأنشطة السياسية والدينية باسم مكافحة الإرهاب..
ولهذا من الإنصاف أن نقول: إن الحرب في العراق قد فُرضت على السنة دفعا لظلم الظالمين، ودفاعا عن الأرض والعرض والمال والنفس والدين..!