بدعوة كريمة من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ألقى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محاضرة بالمكتبة الوطنية بعنوان: “تنظيم الفتوى”، بعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم وسماع النشيد الوطني، ثم أنشودة “شعب الجزائر مسلم”، دعا الأستاذ الدكتور عبد المجيد بيرم الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس الجمعية لإلقاء كلمة ترحيبية بفضيلة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن، حيث ذكر الدكتور عبد الرزاق قسوم أنّ الدكتور عبد الله من رواد ملتقيات الفكر الإسلامي التي كانت تعقد في الجزائر.. وله علاقة خاصة بجمعية العلماء المسلمين وهو من أكثر العلماء في العالم الإسلامي، ومن أكثرهم قدرة على الحديث فيما يخص الفتوى وما يتعلق بها، ثمّ دعا الدكتور قسوم فضيلة الشيخ عبد الله لإلقاء محاضرته، بدأ الدكتور عبد الله محاضرته بالتعبير عن شعوره نحو الجزائر، وحبه العميق لشعبها، وقال إنّه سعيد جداً بوجوده في هذا البلد الذي -كما قال- مهتم كثيراً بأوضاع العالمي الإسلامي…ثم انطلق في محاضرته ليبدأ بتوضيح معنى السلف الصالح..وقال أنّ السلف الصالح هم العلماء الأوائل الذين فسروا القرآن والسنة، وفهموا دلالات الألفاظ ومقاصد الشريعة..وهم أحق من يتكلم في إيضاح معاني القرآن والسنة، وتناول الحديث عن المفتى، وكلّ من يتصدر للفتوى وشروط المفتي وعن الظاهرة المنتشرة اليوم في وسائل الإعلام، حيث يتصدر الفتوى أناس –كما قال- لا يملكون القدرات العلمية التي اتفق عليها علماء الإسلام كشروط لمن يتصدر الفتوى..ورأى أنّ الفتوى من حيث أنّها ترتبط بالمسائل الفقهية، حيث يتمكن الفقيه من قراءة الآراء المختلفة التي تصدر من علماء الأمة..وركّز على أنّ المؤسسات العلمية هي المخولة للحديث في المسائل العلمية والشرعية، وقال إنّ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والمجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر هم من لهم الحق في إصدار الفتوى حتى لا تبقى الساحة فارغة إلا من أشباه العلماء الذين تصدروا أمر الفتوى، وهذا ما جعل وضع الفتوى في اضطراب كبير، حيث أصبحنا نسمع عن فتاوى الجهاد و الإرهاب والقتل من خلال هذه الفتاوى… وقال الشيخ إنّ كلّ أحكام الشريعة هي وسطية، وقد كان العلماء قديماً يتحرون في أمر الفتوى حتى تجد العالم يخاف من الفتوى لخطورة أمرها، فهم كما قال ابن القيم موقعون عن الله تعالى كما ذكر في كتابه القيم :”إعلام الموقعين”..
وطلب الشيخ من جمعية العلماء أن يكون لها دور كبير في مسائل الفتوى، وقال إنّ الرابطة مستعدة للتعاون مع الجمعية لمعالجة الكثير من المشاكل التي تعاني منها الأمة الإسلامية، وذلك عبر ملتقيات تقام في الجزائر وفي مكة..وهذه رسالة الرابطة وكذا الجمعية..ودعا الشيخ الدول الإسلامية إلى الاهتمام بالشأن الإسلامي، وكذا استثمار الشريعة في المؤسسات كما هو الشأن في الدولة السعودية، وقال إن السعودية مستعدة للتعاون مع الجزائر كما هو معروف عنها الاهتمام الكبير بالثقافة الإسلامية..وقال: يهمنا أن تبادر الجمعية بالتعاون مع الرابطة للاهتمام بأمر الفتوى لحلّ الكثير من مشاكل الأمة، وختم محاضرته القيمة، لتبدأ مناقشات وأسئلة الحضور..وكلها دارت حول مسائل شرعية وما يتعلق بالفتوى.
وفي الأخير قدم الدكتور عمار الطالبي هدية جمعية العلماء للضيف الكريم تمثلت في كتاب: “آثار ابن باديس”، كما قدم مدير المكتبة هدية متميّزة في فهرسة للمكتبة الوطنية، من جهتها قدمت رابطة العالم الإسلامي درع الرابطة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، سلّمها معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي للشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم.