مصرف السلام الجزائر .. خدمات بنكية أصيلة
الحدث

قافلة غزة02 تصل إلى غزة جمعية العلماء تؤدي جزءًا من واجب النُصرة لقضية المسلمين الأولى فلسطين.

  أبحرت القافلة التي تحمل مساعدات الشعب الجزائري للشعب الفلسطيني يوم 14 أفريل 2014 من ميناء الجزائر نحو ميناء بور سعيد المصري، والذي وصلته يوم 03 ماي 2014، وبمجرد وصولها أوفدت الجمعية الأخوين نجيب دنداوي ولخضر عزيزي من لجنة الإغاثة إلى مصر لاستكمال الإجراءات الإدارية التي تيسر مرور القافلة عبر معبر رفح البري.

  بلغت القيمة الإجمالية لقافلة الجزائر الثانية إلى غزة ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار (3.5 مليون دولار)، نصف مليون دولار نقداً تمّ تحويلها من البنك الخارجي الجزائري إلى غزة لاستكمال بناء مستشفى الجزائر بمدينة خان يونس، أما الثلاثة ملايين دولار الباقية فهي قيمة الأدوية والأجهزة الطبية التي منحها الشعب الجزائري لإخوانه.

توجه أعضاء وفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى مصر انطلاقاً من مطار هواري بومدين بالعاصمة صبيحة الجمعة 16 ماي 2014 عبر الخطوط الجوية الجزائرية حيث وصل إلى القاهرة على الساعة الرابعة مساء بتوقيت القاهرة الصيفيّ، الساعة الثانية بتوقيت الجزائر، حيث وجد في استقباله ممثلي سفارة الجزائر بمصر.

جهدٌ كبير قامت به سفارة الجزائر بمصر لصالح الوفد حيث لم يدّخر سعادة السفير نذير لعرباوي وإخوانه في السفارة جهدا لإنجاح هذه الرحلة وتسهيل وصول القافلة، حيث نسّقت الجمعية مباشرة مع السفير بواسطة الثلاثي: رزقي عبد الكريم، ونجيب بونداوي ولخضر عزيزي، من قبل انطلاق القافلة إلى غاية عودة الوفد إلى الجزائر بصحبة السفير على متن نفس الطائرة، كما يجب الإشارة إلى أن ممثلي السفارة هم من قاموا بكل الإجراءات الإدارية للوفد وسهروا على راحتهم.

بات الوفد ليلة الجمعة في القاهرة وصبيحة يوم السبت أرسل اثنين من لجنة التنظيم (لخضر عزيزي ونجيب بونداوي) إلى ميناء بور سعيد لمتابعة الإجراءات الإدارية والجمركية قصد إدخال الحاويات في أقرب وقت ممكن، وهي المهمة التي ضحيا من أجلها كثيراً، وما طاب لهما جفن إلا بالحصول على تصريح بعبور القافلة نحو غزة، وتصريح من سلطات الميناء بإخراج الحاويات لتدخل غزة.

بغروب شمس يوم 17 ماي 2014 كان وفد قافلة “أميال من الابتسامات” رقم 27 الأردنية قد وصل القاهرة ونزل بالفندق الذي يُقيم فيه الوفد الجزائري، ولأنّ الرحلة إلى غزة تكون مشتركة فقد عقد رئيسا الوفدين الجزائري والأردني لقاءًا تشاورياً لوضع اللمسات الأخيرة للرحلة.

في حدود الساعة الثانية ليلاً أي الساعات الأولى من يوم: 18 ماي 2014 ركب أعضاء الوفدين حافلةً واحدة متجهين إلى معبر رفح البري حيث العبور إلى غزة، وقد وصلت الحافلة في حدود الساعة الحادية عشر صباحاً، وغادر الوفدان المعبر عند الساعة الثانية زوالا بعد استكمال الإجراءات الإدارية.

على متن الحافلة.

والوفدان يسيران إلى غزة كان الجوّ إيمانيّاً وروحانيّاً داخل الحافلة بتلاوة القرآن من طرف الشيخ يحي صاري، وتقديمه جملة من التوجيهات والنصائح، حاله حال الأخ أبو يوسف الذي تزيّنت الرحلة بحضوره من بريطانيا، كما أدّى الجمع أذكار الصباح بصوت مرتفع بعد أدائهم لصلاة الفجر بأحد المساجد لما أدركهم وقت الصلاة، ثم تناولوا إفطار الصباح سوياً بأحد المقاهي، ليكملوا مسيرتهم إلى معبر رفح.

الوفد يدخل غزة ويُنظم ندوة إعلامية.

مباشرة بعد دخول الوفد واستقباله من طرف الفلسطينيين وسط تهليلٍ وتكبيرٍ شكرا لله تعالى على نعمة الوصول إلى أرض الرباط، توجه الوفدان إلى قاعة المؤتمرات حيث تمّ تنظيم ندوة صحفية بحضور عدد ضخم من القنوات الفضائية، تحدّث فيها كلٌ من:

–       السيد غازي حمد: باسم الحكومة الفلسطينية بغزة.

–       كلمة قافلة: “أميال من الابتسامات” رقم 27.

–       كلمة ممثل قافلة “شريان الحياة”.

–       كلمة قافلة “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” ألقاها الشيخ يحي صاري.

والوفد يعبر معبر رفح البرّي لدخول قطاع غزة (الجزء المحرر من فلسطين) قدّم أحد الفلسطينيين شهادة بأنّه يشهد أنـّـه رأى استشهاد جزائريين اثنين في حرب أكتوبر 1973، وهو الدليل الذي يُضاف إلى ما قدّمته الجزائر، يوم أن قدّمت صكاً على بياض للروس طالبة منهم تقديم السلاح لمصر وأخذ ما أرادوا من أموال، وقد سبقهم في ذلك وصول المتطوعين الجزائريين سنة 1948، وغيرها من المواقف التي لا يتسع المقام لذكرها، حيث لا يعتبرها الجزائريون مِـنـّـة منهم بل إقرارٌ بأداء للواجب الديني والقوميّ اُتجاه الأمة وقضية فلسطين.

بعد الندوة الإعلامية افترق الوفدان حيث توجّه الوفد الأردني إلى إحدى الجهات المُستقبلة، أما الوفد الجزائري فقد نزل بمقرّ جمعية الوئام حيث استراح وتناول وجبة الغداء ثم كان لقاءًا تنسيقياً لأعضاء الوفد لوضع برنامج الزيارة داخل غزة.

صبيحة يوم 19 ماي 2014 قام أعضاء الوفد رفقة أعضاء جمعية الوئام بزيارة المشاريع التي تقوم عليها جمعية الوئام حيث تعدّدت مشاريعها من تعليميّة وتربويّة بإنشاء الروضات والمدارس، وزراعية بتحقيق الاكتفاء الذاتي وتشغيل اليد العاملة، وصحية لرعاية أبناء القطاع.

تزامنت زيارة غزة مع الذكرى الرابعة لمأساة سفينة مرمرة التي اختلط فيها الدم التركي بالفلسطيني فاتفق الوفدان الأردني والجزائري على تخليد الذكرى بركوب الزوارق والقيام بعملية استعراضية في عرض البحر، وهو المشهد الذي غطته العديد من المحطات الفضائية.

في ضيافة الجامعة الإسلامية.

بعد هذه الرحلة البحرية توجه أعضاء الوفد إلى الجامعة الإسلامية في غزة والتي تـُـعتبر تحفة فنية شكلاً ومضموناً، حيث استقبل رئيسها الوفد، وطاف مع أعضائه مرافق الجامعة، وأطلعهم على طريقة سيرها، مذكراً بأنـّـها جامعة أهلية غير حكوميّة وليست تجارية مستعرضاً الصعوبات التي تعانيها الجامعة، حيث يعجز بعض الطلبة عن دفع رسوم الدراسة، مما يوجب دعم هذا الصرح العلمي المتميّز، بعدها عقد رئيس الجامعة لقاءً تكريميا على شرف الوفد، تناول الكلمة فيه كل من الشيخ يحي صاري، ورئيس الجامعة، ليتمّ في الأخير تكريم أعضاء الوفد الزائر.

مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية.

بعد مغادرة الجامعة توجه الوفد مباشرة إلى لقاء رئيس الوزراء في غزة سعادة السيد أبو العبد إسماعيل هنية، الذي رحّب بالوفدين الجزائري والأردني، وقام بتحيّة جميع أعضاء الوفدين قبل أن يجلس مكانه، ليُلقي كلمة عبّر فيها عن تقديره لهذه الجهود مذكرا بالصعوبات التي تواجه القطاع، إذ أنّ العام الماضي في الخمسة أشهر الأولى وصلت القطاع 164 قافلة، أما هذا العام فقد وصلت في الخمسة أشهر الأولى 8 قوافل فقط، مؤكداً أنه لا خيار عن المصالحة مركزاً على الثوابت، شاكراً لمصر منح رخصة مرور القافلة، ثمّ تناول الكلمة الوفد الأردني وممثل قافلة شريان الحياة، وقافلة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كان المتحدّث عن كل وفد رئيسه، مع الإشارة إلى أن هذا اللقاء حضرته أرمادة من الإعلاميين جاءوا لنقل هذا الحدث إلى الرأي العام الدولي، وقبل اختتام اللقاء قام الوفد الجزائري بتكريم المجاهد إسماعيل هنية، حيث ألبسه الشيخ يحي صاري برنوساً جزائريّاً وقلـّـدهُ الشيخ محمد بوعبيدة وسام الجهاد الذي ناله سنة 1962 بصفته مجاهداً في حرب التحرير الجزائريّة، وبعد الاختتام تناول الحضور وجبة الغداء عند القائد إسماعيل هنية.

في ضيافة الشيخ يوسف سلامة.

تنقل بعد هذا اللقاء وفد جمعية العلماء إلى لقاء وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأسبق بفلسطين حيث استقبل الوفد بمقر جمعية دار البرّ للأعمال الخيرية، رحّب خلالها الشيخ بأعضاء وفد الجمعية وألقى كلمة عبر من خلالها على تقديره لهذه الجمعية المباركة، ثم تناول الأستاذ طارق بن شين الكلمة باسم الوفد الجزائريّ، ليقوم في الأخير الشيخ يوسف سلامة بتوزيع مجموعة من مؤلفاته على أعضاء الوفد.

مع رابطة علماء فلسطين.

توجه أعضاء الوفد مساء يوم 19 ماي 2014 للقاء رابطة علماء فلسطين التي ثمّنت عالياً زيارة وفد العلماء الجزائريّ وقال رئيسها في كلمة له بأنّ هذا هو دور العلماء بأن يكونوا في مقدمة الصفوف ليكونوا قدوة للأمة، مذكراً بجهود علماء الجزائر في نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، أما نائبه فقد عاتب كثيرا علماء الأمة المقصّرين في حق القضية، محملا وفد جمعية العلماء رسالة تحسيس العلماء في العالم الإسلامي بقضية فلسطين، أما وفد الجمعية فقد مثله في الكلمة الشيخ جلول سعودي الذي تحدّث عن قدسيّة القضية ووجوب نصرتها، وفي نهاية اللقاء قامت الرابطة بتكريم أعضاء الوفد.

جمعية الوئام تكرّم ضيوفها.

صبيحة يوم 20 ماي 2014 وقبل أن يُغادر الوفد نحو مستشفى الجزائر أشرف الأستاذ أبو البراء رئيس جمعية الوئام الخيرية وإخوانه في هذه الجامعية على تكريم جميع أعضاء الوفد، وهي خطوة دأبت عليها الجمعية الطيبة الذكر كل ما زارها وفدٌ جزائريّ.

أعضاء الوفد يدخلون المستشفى الجزائري.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر لمّا وصل وفد الجزائر إلى المستشفى الجزائري الذي صار من المؤسسات الاستشفائية الكبرى في فلسطين، يقع المستشفى بمدينة خان يونس يتوفر على العديد من الاختصاصات التي تخفف عن الشعب الفلسطيني محنته، شيّدته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهي تتابع تسييره وتزوده بالأدوية والعتاد الطبي، إذ أن القافلة الثانية هذه كلها موجهة إلى المستشفى الجزائري في ما يخص العتاد، أما الدواء فسيوزع على كل مشافي غزة، قام الوفد بزيارة كل أجنحة المستشفى رفقة كل من السيد المدير والطاقم الطبي، والآن بعد استكمال المستشفى فإنّ جمعية العلماء تفكر في مشروع آخر لتشيده هناك إن سمحت الظروف والإمكانيات.

الطريق إلى معبر رفح.

عقب هذه الجولات المتعددة كان وقت غلق المعبر قد اقترب حيث أشرفت مدة 72 ساعة التي تقرّر فتح المعبر خلالها قد أوشكت على النهاية، فشدّ أعضاء الوفد الرحال نحو المعبر برفقة العديد من الإخوة الفلسطينيين الذين جاؤوا لوداع إخوانهم الذين أدوا جزءا من الواجب نحوهم.

الوفدان يعبران معبر رفح.

كما ترافقا الوفدان لدخول غزة ترافقا أيضاً للخروج منها، إذ وصلا المعبر في حدود منتصف النهار وغادروه بعد ثلاث ساعات بعد أن استكملوا الإجراءات الإدارية.

عبر الوفدان معبر رفح وساروا من الثالثة بعد الزوال إلى الساعة الثانية ليلا حيث وصلوا القاهرة مع ساعات الفجر الأولى، فأقام الوفد الأردني بالقاهرة والوفد الجزائري بالجيزة.

ما أقسى لحظة الوداع.

من اللحظات الصعبة التي عاشها أعضاء الوفد وهم يغادرون المعبر هو إجهاش أحد الفلسطينيين بالبكاء وهو يعانق إخوانه الجزائريين، واللحظة الثانية الصعبة أيضاً هي عندما افترق الوفدان في القاهرة بعد أن ألقى رئيس كل وفد كلمة معبّرة ضاربين الموعد مع قافلة أخرى إن شاء الله تعالى، والذي جعل الوفدان يفترقان هو أنّ الوفد الأردني يغادر الأربعاء، والوفد الجزائري يغادر الجمعة 23 ماي 2014.

ممثل وفد ” أميال من الابتسامات ” قدوة في حسن المعاملة.

رافق الوفد الجزائريّ من البداية إلى النهاية أحد الشباب الطيّبين من شباب مصر الذي يمثل مبادرة “أميال من الابتسامات” حيث كان نـِـعم الرفيق، وخير المرشد، فصار الكل يتحدث عنه لاسيما وأنه بالرغم من ضيق وقته لبّى كل طلبات الوفد حتى ركوب نهر النيل والتسوّق في شوارع مصر ومحلاتها وزيارة الأهرامات.

العودة إلى الجزائر. 

بعد صلاة الجمعة من يوم 23 ماي 2014 توجه أعضاء الوفد إلى مطار القاهرة لامتطاء الطائرة والعودة إلى الجزائر بعد أن قضوا أسبوعا حافلا بالأنشطة الخيرية، حيث كان الوفد يؤدي الصلاة جماعة، وبعد كل صلاة يتولى أحد الأعضاء تقديم موعظة لإخوانه.

عند دخول أعضاء الوفد المطار بالقاهرة كان سفير الجزائر هناك وإخوانه في السفارة في استقبال الوفد حيث أكرموا نزله وقاموا بالإجراءات الإدارية، إلى أن حان موعد انطلاق الطائرة الساعة الرابعة والنصف بتوقيت القاهرة الصيفي، الساعة الثانية والنصف بتوقيت الجزائر، حيث وصل الوفد إلى الجزائر عند الساعة السابعة مساءً فنزل أعضاء الوفد يحملون الشارات الفلسطينية مزيّنة بعلم الجزائر، واستقبلهم بعض أعضاء الجمعية، وعقدوا على الفور ندوة صحفية بالمطار، ثم افترق الجميع إلى بيوتهم بعدما شرفوا الجزائر والأمة بهذه القافلة التضامنية لإخوانهم المحاصرين بغزة، وإلى لقاء قريب في المسجد الأقصى الشريف إن شاء الله تعالى.

تغطية:  قدور قرناش 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى