الملتقيات والندواتنشاطات الجمعية
الملتقى الولائي الرابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بورقلة

“محمد باي بلعالم المذهب المالكي مسار فقهي لدور حضاري”
نظمت الشعبة الولائية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بورقلة ملتقاها الرابع باسم الشيخ محمد باي بلعالم بعنوان “المذهب المالكي مسار فقهي لدور حضاري“ تحت رعاية السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي ولجنة الحفلات ببلدية ورقلة، وذلك بقاعة سينما سدراتة يومي الجمعة والسبت 23 و 24 رجب 1435 ه الموافق ل 23 و 24 ماي 2014م.
حفل الافتتاح :
نظم بعد عصر الجمعة وقد حضره بالإضافة لأعضاء الشعب وتلاميذ مدارسها ونواديها جمع من العلماء والدعاة و أهل العلم والقرآن و الأساتذة المدرسين والباحثين و السلطات المحلية والأمنية ونواب البرلمان ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية المنتخبة وممثلي لمجتمع المدني ورجال الصحافة، وقد أشرف على تنشيطه الأستاذ محمد الأزهر بن ساسي فبعد تلاوة كريمة للمقرئ المجاز أستاذ القراءات الشيخ محمد الصالح بوعافية استمع الحاضرون للنشيد الوطني ونشيد شعب الجزائر مسلم بعدها اعتلى المنصة الأستاذ العيد الإمام رئيس الشعبة الولائية بورقلة الذي رحب بالحاضرين مذكراً بالمواضيع التي تناولتها الملتقيات السابقة شارحاً الخطوط العريضة لمحاور الملتقى وأهدافه، ثم كانت الكلمة بعد ذلك للشيخ كمال أبوسنة عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تلاه رئيس المجلس الشعبي الولائي الذي جاءت كلمته سلسة مبدياً إعجابه لاختيار اسم الشيخ باي لهذا الملتقى و موضوع التظاهرة الذي لا يعالج المسائل الفقهية وفروعها فحسب بل يبين خصوصيات المذهب ليعلن في نهاية كلمته استعداد المجلس الشعبي الولائي للعمل مع جمعية العلماء في الجوانب التربوية والثقافية والإصلاحية بعدها كانت كلمة السيد كمال بلعسل مدير الشؤون الدينية والأوقاف ممثل السيد الوالي الذي رحب بموضوع الملتقى معتبراً إياه امتداداً للملتقيات السابقة داعياً الأساتذة والباحثين لمزيد عمل في هذا الإطار ليؤدي الفقه دوره في بناء شخصية المسلم المعاصرة، أما السيّد رئيس لجنة الحفلات ببلدية ورقلة فقد اعتبر رعاية البلدية لمثل هذه التظاهرة فخراً وشهادة تكلل برنامج البلدية الداعم للثقافة والعلم وأهله وهو ما يمهد الطريق نحو شبابنا للسير تحت مبادئ جمعية العلماء وتوجيهات الإمام ابن باديس، أما السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية ورقلة راعي الملتقى فقد رحب بالحاضرين والأساتذة المحاضرين مؤكداً استعداد البلدية لرعاية هذه الأعمال الهادفة الخادمة للدين والوطن ملتمساً من الشعبة الولائية للجمعية برمجة ملتقى خاص بالمذهب الإباضي ليعلن ترقية الملتقى في دورته القادمة إلى ملتقى وطني -إن شاء الله- وبعد الحفل الافتتــاحي مباشرة كانت:
المداخلة الأولى: حول شخصية الشيخ محمد باي بلعالم -رحمه الله- باعتباره عنواناً لهذا الملتقى للأستاذ إبراهيم بن ساسي المنسق الجهوي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحت عنوان: “الشيخ العلامة محمد باي بلعالم ودوره العلمي والدعوي- رحلاته لورقلة نموذجاً” معرفاً بالشيخ باي وتاريخ صلة أهله بورقلة وبرنامجه الثري ومميزاته وسماته التي واكبت توفيق الله له مع ذكر بعض من مؤلفاته، وفي نهاية الجلسة تمّ تكريم ثلاث شخصيات علمية كان لها الأثر البالغ في نشر العلم والقرآن في ربوع ورقلة من قبل الشعبة الولائية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهي:
– فضيلة العلامة الشيخ باي بلعالم، وقد تم استلامها نيابة عن عائلة بلعالم الشيخ الطالب حمزة والأستاذ إدريس بلعالم.
– الطالب الطيب باعمر، وقد استلمها نجلاه خالد وعبد الغني.
– الطالب موسى بوقرة الذي استلمها شخصياً ليلقي كل من هؤلاء كلمة مختصرة ظهرت فيها آيات الشكر والعرفان والدعاء لجمعية العلماء المسلمين ليسدل الستار بعد ذلك على برنامج اليوم الأول الذي برمجت فيه دروس الجمعة للسادة الشيوخ المحاضرين الضيوف بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف.
أما يوم السبت 24 ماي 2014 م فقد شهد الملتقى تنظيم أربع جلسات كانت كما يلي:
الجلسة الأولى: برئاسة الأستاذ عيسى بوعافية خصصت للتعريف بالمذهب المالكي وشملت.
المداخلة الأولى: للأستاذ عبد الرحمن النعيمي من ورقلة تحت عنوان المذهب المالكي في عصر الإمام مالك.
المداخلة الثانية: للأستاذ فريد ضيف من ورقلة وقد تناولت موضوع: “طرق الاستدلال عند المالكية – الاستذكار لابن عبد البر نموذجا”.
ــ الجلسة الثانية: برئاسة الأستاذ محمد كمال جعفور وقد تناولت محاورها الأبعاد الفكرية والاجتماعية في الفقه المالكي وشملت:
المداخلة الاولى: للدكتــور عبد الحميــد زلافي من جامعة بشار بعنوان: “دور الفقه المالكي في حماية المجتمع من الانحرافات الفكرية والاجتماعية“.
المداخلة الثانية: للأستاذ عبد القادر ديدي بعنوان: “فقه التحضر في الفقه المالكي”، وبعد راحة استحسنها المشاركون لتمكنهم من اللقاء المباشر بالمحاضرين استأنفت الأشغال بالجلسة الثالثة وبها مداخلتــان:
المداخلة الثالثة: للأستاذ عبد السلام حمصي من تقرت بعنوان: “أمهات المدونات في الفقه المالكي”
المداخلة الرابعة والأخيرة : للأستاذ فضيل ذكار جامعة ورقلة وكانت بعنوان: “المذهب المالكي من المدونة إلى خليل”.
والملاحظ على جميع المحاضرين التحضير الجيّد والتمكن من الموضوع مما أبهر المشاركين وجعل ألسنتهم تنطق بالثناء والشكر والدعاء فقد قدموا مادة علمية قل أن تتأتى في مثل هذه الملتقيات علماً أن الجلسات أخذت حقها من الإثراء والأسئلة والردود.
ــ الجلسة الرابعة والأخيرة: فقد خصصت لتلاوة التوصيات التي أثنى فيها المشاركون على دور السلطات المحلية والأمنية بورقلة ومساهمتهم في نجاح الملتقى ورعاية المجلس الشعبي ولجنة الحفلات ببلدية ورقلة له كخطوة إيجابية تنم عن تشجيع للعلم والثقافة والبحث ليــوصوا ب:
ــ الإسراع لإعادة طبع مؤلفات الشيخ باي تحت الأنشطة الثقافية التي تشرف عليها الدولة كقسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
ــ الإشادة بالفقه المالكي والحرص على صياغته وتعليمه بأسلوب مبسط يراعي المستويات والمستجــدات.
ــ الدعوة إلى تأسيس مجمع للفقه المالكي بالجزائر تجمع فيه ثمار وجهود الباحثين لتتم الاستفـادة منها والاستعانة بها.
ــ المطالبة بتعديل نصوص القانون المدني الجزائري لتتم مطابقة ومسايرة أحكام المذهب المالكي في مجالات التراث والعمران وغيرها.
ــ ترسيم الملتقى ليكون من الملتقيات الوطنية الثابتة والمتخصصة في الجوانب العلمية والحضارية. وفي نهاية الحفل تم تكريم المحاضرين بهدايا وشهادات لتكون الخاتمة بدعاء جامع .
كلمة أخيرة :
بعد نهاية الملتقى الذي أجمعت عدة هيئات على نجاحه فإنّ أعضاء الشعبة الولائية بورقلة لا يفوتهم أن يزفوا أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لزمرة الشيوخ والشباب الذين رابطوا لأيام وليالي مضحين بأوقاتهم وجهودهم ، وكذا زمرة من الميسورين من أهل الخير والإحســان الذين ساهموا بما تفضلوا به من صدقات تظل جارية لهم بعد الوفاة، وكذا الإذاعة والتلفزيون الجزائري ورجال الصحافة وغيرهم، فبارك الله في الجميع وجعل كل ذلك في ميزان حسناتهم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد