تحاليل وآراء
مؤسسات خيرية بحجم دولة د/ فارس مسدور.
وأنا في إسطنبول بتركيا اكتشفت أنه يمكن لمؤسسة خيرية تابعة للمجتمع المدني أن تكون مؤسسة بحجم دولة، عندما أقول بحجم دولة فأنا أقصد الإمكانات التي حازت عليها هذه الجمعية أو المؤسسة الخيرية، مشروع الخدمة أو مؤسسة الخدمة مؤسسة خيرية بدأت نشاطها منذ فترة طويلة تطورت مع مرور الزمن فأصبحت بحق مؤسسة ضخمة تنفع دولتها وشعبها وامتد خيرها إلى كافة أنحاء العالم.
أسسها شخص فريد من نوعه لا يظهر مثله إلا نادرا، فهو الشيخ الداعية فتح الله كولن هذا الرجل الذي ربى شباباً على حب الله والوطن، حتى يكونوا جنود التنمية في بلدانهم، وفعلا فهذه المؤسسة تمتلك اليوم فنادق، مدارس بكافة المستويات من الابتدائي إلى الجامعي). فجامعة الفاتح أسست لترقية البحث العلمي، يأتيها الناس من كل مكان، عدد المدارس التي أسستها مؤسسة الخدمة يعد بالآلاف، العيادات الطبية أيضاً عدد مهول.
الذي أدهشني أن مؤسسة الخدمة تمتلك بنكا له فروع كثيرة كثير داخل تركيا وهو عبارة عن بنك إسلامي لا يتعامل بالربا أخذا وعطاء، إنها طاقة بشرية هائلة، شباب التفوا حول المشروع فكانوا جزءا منه وكان جزءا منهم.
فلماذا تنجح مؤسسة الخدمة في تركيا وغيرها من المؤسسات الخيرية ولا تجد طريقاً إلى النجاح عندنا في الجزائر.
والجواب هو كما يلي:
١- تربية المجتمع على تخصيص جزء من الدخل للمساهمة في مشاريع خيرية تنموية،
٢- التفاف مجموعة من الشباب حول المشروع.
٣- يمكننا التحرك أيضاً باتجاه قوانين تسهل استحداث هذه المؤسسات،
وكل هذه العناصر ما هي إلا عوض عن فتح كم مدرسة وكم عيادة وكم فرعا لبنك، فسبحان الله ألا يمكن أن نؤسس لعمل خيري عميق يخرجنا من قساوة قلوبنا التي برزت بشكل ليبرالي بشع فأساءت إلى صورنا وصورة الدين الذي نحمله.
إن المؤسسات الخيرية قد توفر مناصب شغل كثيرة خاصة إذا كانت حاملة هم أمة تريد من خلال نشاطاتها النوعية أن ترتقي بهذه الأمة إلى مستويات معيشية وحضارية سامية تزينها أخلاق المسلمين العالية التي إن وجدت قد لا نحتاج حينها لطبيب يداوينا.