عاد المجرم الصليبي طوني بلير إلى واجهة الأحداث بدعوته الصريحة إلى شن حرب عالمية ضد ما أسماء “الإسلام المتطرف”.
في الوقت الذي كانت الأنظار موجهة إلى تفاعلات الأزمة الأوكرانية التي أعادت التذكير بأجواء الحرب الباردة بين المغرب وروسيا،حتى أن رئيس الوزراء المؤقت في أوكرانيا اتهم روسيا بالسعي لإشعال حرب عالمية ثالثة ،خرج طوني بلير للمطالبة بضرورة عقد تحالف بين الغرب وروسيا والصين للقضاء على “الإسلام المتطرف” الذي يشكل في رأيه “أكبر تهديد للسلم العالمي في بداية القرن الحادي والعشرين”!
وقد حرص طوني بلير على ممارسة النفاق والتضليل بالتظاهر بأنه يوجه سهام عداوته فقط نحو”الإسلام المتطرف” ليوهم المسلمين بأنه ناقم على تصرف خاص بفئة معينة من المسلمين وأنه لا يعادي جميع المسلمين أو الدين الإسلامي ككل، خصوصا أنه صرح في سنة 2011 بأنه “يقرأ القرآن كل يوم لفهم بعض الأمور التي تحدث في العالم ولكونه مفيدا للغاية في الدرجة الأولى”، ولكن الصليبي طوني بلير لم يستطع أن يكتم طويلا كرهه للإسلام كدين وليس فقط كممارسة لبعض معتنقيه، إذ صرح في العام الماضي (2013) في مقال له بصحيفة “ميل أوساندي” بأن “هناك مشكل في الإسلام، وعلينا أن نضع هذا على الطاولة ونكون صادقين بشأنه”.
ورغم أن هذا التصريح قد لاقى تأييدا وترحيبا من القس الإنجيلي تومي روبنتسون فإن طوني بلير الذي تخلى في سنة 2007 عن مذهبه الإنجيلي واعتنق المذهب الكاثوليكي بعد تصريح البابا السابق بنديكت السادس عشر في محاضرته الشهيرة بألمانيا اقتباسا من مناظرة للإمبراطور البيزنطي (مانويل الثاني) في العصور الوسطى بأن “الإسلام لم يأت إلا بما هو شرير ولا إنساني، وأنه انتشر بحد السيف” كان من أكبر المتحمسين لغزو أفعانستان والإطاحة بحكم طالبان ،كما كان طوني بلير من أوثق حلفاء الرئيس الأمريكي السابق جورج ولكر بوش مخترع مصطلح ” الفاشية الإسلامية” وشاركه في اختراع أكذوبة سلاح الدمار الشامل لتبرير غزو العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وقبل أشهر أيد طوني بلير صراحة العملية الانقلابية في مصر بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بأول رئيس مصري مدني منتخب بطريقة ديمقراطية، وقال “إنه غير نادم على رفضه الواضح للديمقراطية” وقال أيضا: “إنه يؤيد تماما ما قامت به القوات المسلحة المصرية في مصر حفاظا على هويتها المنفتحة، مقارنة بالرؤية المنغلقة التي كان يتبناها الإخوان المسلمون” ولم يكتف طوني بلير بذلك بل إنه أصبح يطالب بالإبقاء على حكم بشار الأسد لسوريا بعد ما كان ينادي بضرورة التدخل العسكري للإسقاط نظام حكمه ،كما أصبح يرى أن أكبر خطر يأتي من ليبيا بعد أن كان من المتحمسين لإسقاط نظام العقيد القذافي، هذه المواقف المتقلبة والسياسة المنافقة للمجرم الصليبي طوني بلير أثارت استياء الكاتب البريطاني سيوماس ملين في صحيفة “الغارديان” الذي رأى أن دعوات بلير ” تتعدى حدود النفاق لتصبح جزء من حملة التلاعب بالعقول لدعم الطغيان والتدخل العسكري في الشرق الأوسط والذي كان السبب الأكبر في تزايد أعداد المنتمين للجماعات الإسلامية منذ 2001.”
وفي الوقت الذي يعتبر ثلث الشعب البريطاني طوني بلير مجرم حرب اختارته الرباعية الدولية المتكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة ليكون رئيس اللجنة الرباعية الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط، وما زال يشغل هذا المنصب رغم انحيازه الواضح لأصدقائه الصهاينة الرافضين لمبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت سنة 2002 وأكثر ما ذلك رغم إدانة طوني بلير من طرف لجنة تشيلكوت بتوريط بريطانيا في حرب العراق وهو ما أدى إلى إزهاق أرواح ملايين العراقيين ومقتل بضعة آلاف من الجنود البريطانيين والأمريكيين.
فباسم أية مبادئ إنسانية أو قيم أخلاقية أو عدالة دولية، تم اختيار مجرم حرب، وسياسي كذاب، وصليبي حاقد على الإسلام والمسلمين، لرئاسة بعثة سلام دولية في الشرق الأوسط، ألا يمثل هذا اكبر إهانة واستهتار بمشاعر المسلمين ومصالح العرب؟ ألا يذكرنا هذا الاختيار بتكليف الجنرال الفرنسي برنارد جانفيير لقيادة قوات الأمم المتحدة المكلفة بحماية المدنيين من مسلمي البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، والذي تواطؤ مع المجرمين الصرب ورفض إيقاف هجومهم على مسلمي مدينة “سربيرنيتشا” في سنة 1995بامتناعه عن الاستجابة لنداءات القادة الميدانيين من القوات الأممية بتدخل طائرات الحلف الأطلسي لوضع حد للمجزرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 8آلاف من المدنيين المسلمين؟!
في سنة2010 نشرت جريدة “ديلي ميل” موضوعا عن محاولة طوني بلير إخفاء مصدر العوائد المالية الكبيرة التي تحصل عليها من تحالفه مع جورج ولكربوش في شن الحرب على العراق ومنها صفقة مالية كبيرة مع شركة نفطية كورية تعمل في العراق، فضلا عن الأموال الطائلة التي جناها وما زال يجنيها من العقود التي تتضمن إلقاء خطب وتقديم استشارات مصرفية ونصائح للحكومات الأجنبية.
والملاحظ أن طوني بلير في هجومه على الإسلام والمسلمين لم يفرق بين جماعة الإخوان المسلمين التي تتعرض لاضطهاد ساحق في مصر، وبين السعودية التي تنفق أموالا طائلة لإقناع الدول العربية والغربية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين في خانة الحركات الإرهابية.!